احتلت القوات الروسية أمس أول قرية شيشانية، وأكد وزير الدفاع ايغور سيرغييف أن موسكو تريد انشاء "حزام أمني" لم يستبعد أن يشمل غروزني. وأصبح واضحاً ان الجيش الروسي عزز مواقعه داخل الأراضي الشيشانية. وذكرت مديرية الأمن الداخلي في داغستان ان وحدات تابعة لها حاولت اقتحام قرية بورزدينوفكا التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن الحدود الداغستانية، لكنها تعرضت لنار المدافعين عن القرية فتراجعت. وبعد "معالجة" بالمدفعية شنت القوات الفيديرالية هجوماً جديداً صباح السبت واحتلت القرية التي أصبحت أول مركز مأهول تعترف موسكو بالسيطرة عليه داخل الأراضي الشيشانية. ولكن النائب الأول لرئيس الأركان العامة فاليري مانيلوف نفى أن يكون ذلك بداية عملية برية واسعة النطاق، وذكر أن مثل هذه العملية "لا تدخل ضمن مخططاتنا". واعترف بأن القوات الفيديرالية توغلت "أمتاراً في أماكن وكيلومترات في أماكن أخرى". وتابع ان موسكو تعتبر الحدود "مفهوماً افتراضياً"، لأنها لم ترسم أو توضع على خرائط. ومن جانبه، أكد وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان هدف العمليات الحالية يتمثل في انشاء حزام أمني، وقال: "لن نتسرع في اقامته". ورداً على سؤال عن عرض الحزام والمناطق الذي يشملها وما إذا كانت غروزني ستغدو ضمنه، أجاب "كل شيء مرهون بالتطورات اللاحقة". ووصف الجنرال مانيلوف التوغل في الأراضي الشيشانية بأنه "عملية انتشار، هدفها احتلال مواقع مهمة استراتيجياً وتكتيكياً وإقامة ثلاثة خطوط دفاعية يكون الأول من قوات الأمن الداخلي التي تتولى "مراقبة كل شيء"، ومنع التسلل، فيما تحتل قوات الجيش الخطين الثاني والثالث للتصدي لأي مجموعة تتمكن من عبور الخط الأول". واعترف مانيلوف بأن "اشتبكات موضعية" جرت في بعض المناطق، ولكنه امتنع عن ايراد أرقام الخسائر من الجانبين. ومن جانبها، ذكرت سلطات غروزني ان الطائرات الروسية دمرت أكبر جسر في الجمهورية عبر نهر ارغون، وبذا تعطلت الحركة على الطريق الرئيسية التي تخترق القوقاز. وإلى ذلك، فإن المراقبين لاحظوا ان تحطيم الجسور بين "الشيشان الصغرى" الواقعة إلى الشمال من نهر تيريك وسائر أنحاء الجمهورية، يؤكد ان موسكو تريد مسخ الأجزاء السهلية وتعزيز مواقعها هناك. وتوقعت صحيفة "كويرسانت" ان يبدأ اثر ذلك تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة التي وضعتها هيئة الأركان العامة بتوجيه ضربات جوية ومدفعية إلى سائر الأراضي الشيشانية بهدف تدمير محطات الكهرباء ومعامل انتاج الوقود وزيوت التشحيم والجسور والقواعد والمراكز التدريبية، وعند حلول الشتاء تأمل موسكو ان تحاصر المقاتلين في المناطق الجبلية وتقضي عليهم "إما بالموت البطيء أو الاستسلام"، وتعطل أي تحرك يمكن ان يقوموا به في الربيع المقبل. وإلى ذلك، تحاول موسكو استغلال "حكومة المنفى" المنوي تشكيلها من الشيشانيين المقيمين في روسيا لتحريك القوى المناوئة للراديكاليين داخل الأراضي الشيشانية. ولفت الانتباه اعلان الجنرال مانيلوف ان 80 في المئة من سكان الجمهورية يريدون منع "الارهابيين" من دخول قراهم ومدنهم، واعتبر ان نزوح زهاء 100 ألف شيشاني نتيجة ل"ضغط نفسي من قيادات ارهابية" وليس بسبب الغارات الجوية التي قال إنها "تصيب أهدافاً محددة بدقة".