انتهى منتصف ليل أمس العمل بقانون الوئام المدني في الجزائر بعد ستة أشهر من دخوله حيّز التنفيذ. وقدّم 1900 مسلح طلبات للإستفادة من القانون، لكن هذا العدد مرجّح للإرتفاع. وأفاد شهود من مناطق عدة في الجزائر ان المسلحين الملتزمين الهدنة بدأوا أمس الإلتحاق بذويهم مستفيدين من العفو الشامل الذي وعدهم به الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وذكروا ان مسلحين من "جيش الإنقاذ" نزلوا مساء من مرتفعات ذراع الديسة في أعالي تكسانة ولاية جيجل، شرقاً، كما نزلت "كتيبة الرحمن" بقيادة عبدالرحمن كرطالي منطقة الأربعاء جنوب العاصمة. كذلك سُجّلت عمليات نزول لمسلحين في عين الدفلى، وفي الشلف غرب البلاد حيث ينشط أحمد بن عائشة "الأمير الجهوي" لمنطقة الغرب في "جيش الإنقاذ". وقالت مصادر عسكرية ان عملية تفكيك قواعد "جيش الإنقاذ" ربما تستمر أسبوعاً. وعُلم ان وحدات من الجيش تستعد لدخول المناطق التي يخليها مسلحو "جيش الإنقاذ" لئلا تستغل "الجماعة الإسلامية المسلحة" ومعارضو إلقاء السلاح الوضع للسيطرة عليها. وقال سكان من منطقة جيجل انهم سمعوا أصوات إنفجارات رجّحوا ان تكون عبارة عن تفجير الغام كانت مزروعة حول قواعد "جيش الإنقاذ". الى ذلك، أُفيد ان أحد الشيوخ السلفيين البارزين في الجزائر "الشيخ أبو أسامة" أمجيد بورقيبة إغتيل ليل الخميس خلال قيامه بمسعى مع أربعة عناصر من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، بقيادة حسان حطاب، للإستفادة من تدابير العفو. ولعب هذا الشيخ دوراً بارزاً في إقناع مئات المسلحين بتسليم أنفسهم. وأُفيد ان أربعة عناصر من "الجماعة السلفية" كانوا يقيمون مع الشيخ في منزله، وان واحداً منهم جرّد رفاقه من أسلحتهم واقتاد "أبو أسامة" الى إحدى تلال منطقة العجيبة البويرة وقتله. وفر رفاقه الثلاثة الى مركز أمني وبلّغوا عن الجريمة. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر أمنية محلية في ولاية البويرة ان حسان حطاب سلّم نفسه ليلاً الى قوات الأمن في منطقة دلّس ولاية تيزي وزو، في حين سلّم ساعده الأيمن أحمد الجبري كتيبة الغرباء نفسه في الأخضرية ولاية البويرة. لكن أي إعلان رسمي في هذا الشأن لم يصدر، علماً ان الإذاعة الجزائرية كررت في نشراتها أمس ان حطاب سيسلّم نفسه خلال ساعات.