طلب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من ضباط وزارة الدفاع تقديم «نتائج ملموسة وسريعة» في «القضاء على الإرهاب»، وفضل في ذكرى إستقلال الجزائر عقد جلسة مغلقة في غرفة العمليات بقيادة الأركان دعا فيها إلى «الحسم» مع التنظيمات المسلحة. وأبدى بوتفليقة الذي يتبوأ أيضاً منصب وزير الدفاع، قلقاً إزاء العمليات المسلحة التي شهدتها ولايات جزائرية متفرقة أخيراً، ونُقل عن لقائه المغلق بقيادة أركان الجيش الجزائري، دعوته إلى بذل جهود أكبر و «الحسم» مع التنظيمات المسلحة. وأفيد أن بوتفليقة طالب مسؤولين في قيادة الأركان ب «تقديم صورة واضحة عن الوضع الأمني ومدى تقدم العمليات التي يقودها الجيش». وقال مصدر ل «الحياة» إن الرئيس خاطب رئيس الأركان: «نريد نتائج ملموسة وسريعة». وأضاف أن بوتفليقة «لما دخل مقر القيادة، كان في نيته كالعادة إلقاء خطاب تعود عليه كل عام»، إلا أن «الرئيس طلب بأن يحصل على عرض وافٍ عن عمل القوات البرية والجوية والبحرية ومدى تنسيق المصالح الأمنية في مكافحة الإرهاب». وقلّد بوتفليقة في المناسبة 17 عقيداً رتبة جنرال (عميد). كما قلد أربعة عمداء رتبة لواء. وكان من بين المقلدين رتبة جنرال، العقيد عرجون فاطمة الزهراء رئيسة مصلحة في المستشفى المركزي للجيش، كأول امرأة تبلغ هذه الرتبة في تاريخ الجيش الجزائري. وفي الملف الأمني أيضاً، أعلنت كتيبة «الفاروق»، إحدى الأجنحة المسلحة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، هدنة مع قوات الأمن. وتمركز عشرات من عناصر الكتيبة في مرتفعات بوقرن وبني معاند وبوكرام القريبة من غابات الزبربر الكثيفة في ولاية البويرة (120 كيلومتراً شرق العاصمة)، وذلك في اطار الإستعداد لمغادرة معاقلها بعد مفاوضات قادها قريبون من حسان حطاب «مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقاً، مع «أمير الكتيبة» الذي كان بدوره جندياً لدى حطاب في وقت سابق. وكان أمير كتيبة الفاروق «المخفي رابح» المكنى ب «الدكميرة» أبدى رغبة في تسليم نفسه إثر توصل المفاوضات مع عناصر الكتيبة إلى هدنة غير معلنة، على أن تبدأ مفاوضات متقدمة لتحديد توقيت تسليم أفراد الكتيبة أنفسهم. وأفيد أن عشرات على الأقل من كتيبة الفاروق التي تنشط على محور المدية وبومرداس وتيزي وزو والبويرة، نصبوا خيماً في منطقة جبلية في المنطقة، تمهيداً لتسليم أنفسهم عبر دفعات بعدما تلقوا ضمانات واسعة بالافادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وقالت المصادر ذاتها إن الأمير «الدكميرة» وعناصره نصبوا خيماً في منطقة أولاد بوقرون الواقعة في بلدية أمعالة في الجهة الغربية من منطقة الأخضرية. وفي اعلان لوقف النشاط المسلح، وتعبيراً عن استعدادهم لوضع حد لنشاطهم، سلموا ثلاث قطع حربية آلية من نوع «آف آم بيكا» للأمن الجزائري. وتجري عناصر الكتيبة، مفاوضات حثيثة لترتيب عملية عودتهم للمجتمع، إذ اشترطت إسقاط كل المتابعات القضائية الصادرة في شأنهم، لا سيما تلك المتعلقة بالمحاكم العسكرية المسلطة على الفارين من الجيش، كما هي الحال بالنسبة إلى «الدكميرة» أمير هذه الكتيبة الذي كان مظلياً سابقاً، قبل أن يلتحق بالجماعات المسلحة عام 1992. ويعتبر «الدكميرة» أحد القريبين من مؤسس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقاً حسان حطاب.