واشنطن - أ ف ب، رويترز - ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" امس نقلاً عن مصادر الادعاء العام الاميركي الفيديرالي ان اسامة بن لادن الذي وضعت واشنطن مكافأة مالية للقبض عليه تمكن من الاستعانة بحكومات اجنبية وشركات كبرى متعددة الجنسيات وحتى من بعض المنظمات الانسانية كي يقيم شبكته "الارهابية". وأضافت الصحيفة ان ابن لادن استفاد من مساعدة كبيرة قدمها السودان ودول أخرى، خصوصاً في مجال الوثائق المزورة وجوازات السفر. واشارت الى علاقات مشبوهة قالت ان ابن لادن الذي يعتقد انه يعيش حالياً في افغانستان اقامها مع منظمات انسانية بينها منظمة خيرية كينية. يذكر ان واشنطن تتهم ابن لادن بتدبير هجمات على المصالح الاميركية، خصوصاً تفجير سفارتيها في نيروبيكينيا ودار السلام تنزانيا الذي أوقع 224 قتيلاً بينهم 12 اميركياً في آب اغسطس 1998. وقال مدعون في وثائق قضائية حصلت الصحيفة على نسخة عنها ان حركة ابن لادن حصلت من الحكومة السودانية على جوازات سفر لم تدون عليها اي بيانات بعد وجندت اشخاصاً يعيشون في الولاياتالمتحدة وكانت تتصل بهم من خلال الفاكس والرسائل المشفرة أو الهواتف الفضائية التي تعمل من خلال الأقمار الاصطناعية. وأوضح مدعون انه في واحدة من تلك الرسائل كان أفراد الحركة يشيرون الى ان ابن لادن بالاسم الحركي "السيد سام" أو الى اعضاء الحركة في كينيا باسم "السمك". وذكرت الصحيفة ان المدعين الاتحاديين في نيويورك أضطروا الى كشف بعض الأدلة التي جُمعت ضد ابن لادن والمتعاملين معه بعدما طلب وديع الحاج، أحد المتهمين في تفجيري كينياوتنزانيا، اطلاقه بكفالة رافضاً دعوى الحكومة الاميركية بأنه يشكل خطراً على الأمن العام أو انه سيحاول الفرار من البلاد. واعتقل الحاج في 1998 بعدما ضبطت الشرطة الكينية ومحققون اميركيون أوراقاً شخصية وجهاز كومبيوتر خاص به في منزله في نيروبي. ويزعم الادعاء ان الحاج 39 عاماً وهو لبناني حاصل على الجنسية الاميركية، هو من أقرب مساعدي ابن لادن. وحتى وقت اعتقاله كان يعيش مع زوجته الاميركية وأطفاله في ارلنغتون احدى ضواحي دالاس في ولاية تكساس. ومن بين التهم الموجهة الى الحاج، تبادل رسائل مشفرة مع عملاء متآمرين ضد المصالح الاميركية والكذب مراراً في شأن علاقاته مع مجموعة "القاعدة" التي يشرف عليها ويمولها ابن لادن لضرب المصالح الاميركية. ودفع الحاج مثل باقي المتهمين في القضية ببراءاته. ونقلت الصحيفة عن محاميه ان موكلهم عمل لدى ابن لادن في أعمال مشروعة فقط. وذكرت الصحيفة ان الوثائق التي عُثر عليها في منزل الحاج في نيروبي تكشف ان ابن لادن يستخدم منظمة خيرية في كينيا تعرف باسم "وكالة الرحمة والاغاثة الدولية" كواجهة لإخفاء عمليات ارهابية. واضافت ان الوثائق تربط فيما يبدو بين حركة ابن لادن واعمال عنف في اثيوبيا لم تكشفها. وقال المدعون ان تلك الوثائق تتضمن اشارة مشفرة الى حركة "طالبان" الافغانية ومعلومات عن شبكة المتشدد الاسلامي داخل الولاياتالمتحدة.