أثار تأخر اعلان المصارف السعودية نتائجها المالية لعام 1999 تساؤلات عدة لدى المساهمين والمضاربين في سوق الأسهم السعودية، وكذلك لدى عدد من المراقبين الاقتصاديين . وعلى رغم قرب انتهاء الشهر الاول من السنة الجارية، لا تزال ثمانية مصارف سعودية من أصل عشرة ملتزمة الصمت حيال النتائج وحجم الأرباح السنوية والأرباح الموزعة على الاسهم والتي تؤثر كلها تأثيراً مباشراً على التداول في قطاع المصارف الذي يعتبر الأنشط في البلاد . وقال مصرفي سعودي، طلب عدم ذكر اسمه، ل"الحياة" إن المصارف "كانت مشغولة خلال الشهرين الماضيين بتجاوز مشكلة سنة 2000 لأنظمتها الحاسوبية، الأمر الذي أدى الى انفاق الكثير من المال"، مشيراً إلى أن العملية تكللت بالنجاح. واستبعد المصرفي ان تكون هناك مفاجآت غير سارة للمساهمين، لافتاً إلى ان التأخير عادي في الشركات المساهمة السعودية، "لكن المساهمين تعودوا ان تكون المصارف اول المعلنين عن الارباح". وانعكس تأخر اعلان النتائج على التداول بأسهم المصارف في السوق والذي شهد فتوراً نسبياً خلال الأيام القليلة الماضية. وسجل قطاع المصارف امس تداول ما يزيد على 285 ألف سهم للمصارف العشرة خلال الفترة الصباحية من دون تغيير يذكر على الاسعار. ومعلوم ان كلاً من "بنك الرياض"، و"البنك السعودي - الهولندي" أعلنا النتائج المالية عن العام الماضي وان لم ينشر أي منهما القوائم المالية المفصلة في الصحف وفقاً لأنظمة الشركات في السعودية. وكان رئيس مجلس ادارة "البنك السعودي الهولندي" السيد سليمان السحيمي توقع ان تصل أرباح المصرف عن العام الماضي الى 300 مليون ريال 80 مليون دولار ، وان ترتفع الارباح لسنة 2000 بنسبة 15 في المئة بعد زيادة رأس المال. فيما اعلن "بنك الرياض" ارتفاع ارباحه الصافية لعام 1999 الى 102.1 بليون ريال 293.3 مليون دولار بزيادة بلغت 7 في المئة عن عام 1998 عندما بلغت أرباحه 1.033 بليون ريال 266.7 مليون دولار. ويشار إلى أن أرباح المصارف التجارية في السعودية ارتفعت بنسبة 5.5 في المئة في النصف الأول من العام الماضي. وارتفعت الأرباح الصافية للمصارف السعودية التي اصدرت بيانات مالية للنصف الاول من نحو 3.8 بليون ريال نحو بليون دولار في النصف الاول من عام 1998 الى 4.01 بليون ريال 1.07 بليون دولار في الفترة نفسها من السنة الجارية. والمصارف السعودية هي "البنك السعودي البريطاني" و"بنك الرياض" و"البنك السعودي للاستثمار" و"البنك الاهلي التجاري" و"شركة الراجحي المصرفية للاستثمار" و"البنك العربي الوطني" و"بنك الجزيرة" و"البنك السعودي الفرنسي" و"البنك السعودي الهولندي" و"البنك السعودي الامريكي". وشهد النصف الثاني من العام الماضي اتمام عملية الدمج بين "السعودي - الامريكي" و"السعودي المتحد" تحت اسم "البنك السعودي - الامريكي"، لينخفض عدد المصارف السعودية من 11 الى 10 مصارف.