من المؤكد ان الحياة السياسية العربية لم تعرف في تاريخها سياسياً اهتم بالكتابة اهتمام صائب سلام بها. وإذا كان الكثيرون قد عرفوا عن رئيس الوزراء اللبناني السابق، الراحل أمس، ولعه بالقراءة إلى درجة أنه يمضي جل ساعات فراغه منكباً على صحافة العالم يقرأها ويتمعن فيها ويقارن، وذلك فيما يشبه الواجب اليومي، فإن قلة كانت تعرف أنه، ومنذ كان في أول سنوات فتوته، اعتاد أن يدوّن يومياً الأحداث التي تمر معه في يومه وآراءه في الحياة والناس وأحلامه وخيباته وأفراحه. كان صائب سلام يتصرف بشكل يذكر بما كان يقوله الكاتب الارجنتيني بورخيس من ان كل شيء يحدث في العالم إنما يبدو أنه يحدث لكي يصل في نهاية الأمر إلى صفحات كتاب. وعلى ذلك النحو اجتمعت لصائب سلام ألوف الصفحات الموزعة بين أوراق متفرقة وكراسات صغيرة ودفاتر كبيرة الحجم، ناهيك بالتسجيلات الصوتية التي كان يلجأ إليها كلما أعياه القلم أو التعب. من الصعب الآن تقدير العدد الحقيقي للصفحات التي كتبها صائب سلام، ولكن يمكن القول بأنها أشبه بأن تكون سجلاً لأحداث القرن العشرين كله، منظوراً إليه من خلال عيني ذلك الشاهد الملتزم الذي كانه صائب سلام. إذ من المؤكد ان كتابات صائب سلام ليست موضوعية مثل كتابات عالم ومؤرخ، بل إنها تحمل الكثير من روحه وأفكاره الخاصة. وكأن الورقة التي كان ينصرف وحيداً آخر الليل إلى خط سطوره عليها مرآة يحاورها ويبحث لديها عن أسئلة تحيره. رأي مبكر في البلشفية وكتابات صائب سلام تخوض في الأمور كلها. وحسبنا هنا ان نذكر ان واحداً من أقدم النصوص التي اطلعنا عليها الرئيس سلام، شخصياً، كان نصاً بالانكليزية عن "البلشفية" كتبه كما يبدو عند انتصار الثورة الروسية. والملفت في ذلك النص الوعي الذي يعبق به، واتزانه، فهو لم يحمل ذلك الحماس الثوري الذي كان يمكن ان يحمله في ذلك الحين وهو ابن الخامسة عشرة، ولا نفور ابن العائلة من ثورة "الرعاع". كان تحليلاً واعياً أسس على أي حال لموقف من الشيوعية ظل الرئيس سلام يحمله حتى نهاية الثمانينات حين رأى، كما قال لنا، إن الشيوعية ماتت "وهو امر لن يفرحني، ولن يحزنني في الوقت نفسه". وإلى تلك المرحلة نفسها تعود كتابات عديدة دوّن فيها تفاصيل من الحياة اليومية لمدينة بيروت، تتحدث عن العادات والتقاليد، عن ذهنية السكان، عن المهن التي كانت قيد الانقراض، عن "كش الحمام" عن العمارة التقليدية، وصولاً إلى نص بالغ الطرافة عن استقبال سكان بيروت البسطاء لوفد سورية إلى مؤتمر السلم، وحكاية "البرنيطة" و"الطربوش". هذه الكتابات كلها أسست لتلك المدونات اليومية التي باتت تشكل، في ما بعد، وعلى مدى أكثر من سبعين سنة، ما يكوّن "مذكرات صائب سلام". وإذا كان هذا العنوان يحمله حالياً، وربما امتداداً إلى مستقبل قريب جداً، نصاً يتألف من ثلاثة أجزاء تقع في نحو 2000 صفحة، ويتضمن نوعاً من السيرة السياسية لصائب سلام، وللبنان وللعالم العربي والعصر، فإنه، في مجال أوسع يتضمن ما قد يسفر عنه الاشتغال الجديّ والدقيق على تلك الصفحات التي تشتمل، كما أشرنا، على سيرة القرن العشرين كله، بأحداثه وأشخاصه وعلاماته وانتصاراته وهزائمه. والحال ان قراءة تلك الصفحات تضعنا أمام وعي شديد الدقة، شديد التجذر بما يحدث، وقدرة هائلة على استنباط الخلاصة وربط الاحداث ببعضها. وهي قدرة تتأتى أولاً، من تلك العقلية الواقعية البراغماتية التي طبعت علاقة صائب سلام بالسياسة، اللبنانية او العربية، او حتى بالسياسة كمفهوم فلسفي للحكم. الى جانب المرأة والتقدم ومن الواضح ان هذه الواقعية البراغماتية تتواكب مع ما قد يبدو للوهلة الأولى نقيض لها: الوقوف عند المبادئ وبعناد شديد. والحقيقة ان تتبعنا لمسار صائب سلام السياسي، من خارج ما كتبه هو عن نفسه، سيضعنا امام ذلك التشبث الذي عرف به بالمبادئ والقيم، وعناده الشديد الذي جعله في احيان كثيرة يضحي بالمصلحة اليومية من اجل ما يتصور انه مصلحة اكثر استراتيجية. ولعلنا لا نبتعد كثيراً عن الصواب ان قلنا ان سيرة صائب سلام السياسية صنعت كلها من ذلك التزاوج المدهش لديه بين البراغماتية والمبدأية. وفي هذا السياق قد يكون مفيداً ان نتذكر بأن صائب سلام كانت له طوال حياته ثوابت لا تتبدل بتبدل الازمان والموض. ومنها وقوفه الى جانب التقدم، وهذا التأكيد من جانبنا هنا قد يبدو غريباً بالنسبة الى كثيرين كانوا يرون في سياسات صائب سلام ما يضعه في خانة ما كان يسمى "رجعية" في لغة عقود مضت. فبالنسبة الى صائب سلام، كان العالم والكون والسياسة في حركة دائمة الى أمام. وأي توقف من قبل البشر في مثل هذه الحركة معناه ارتدادهم الى ماضٍ يقف بهم خارج العصر. وهو كان يرى اشارات التقدم في الموقف من المرأة ومن الاجيال الصاعدة، ومن التقنية ومن التعليم. وفي هذا الاطار نتذكر مواقف صائب سلام من قضية المرأة بدءاً بتشجيعه شقيقته المرحومة عنبرة سلام الخالدي على السفور منذ الربع الأول من هذا القرن، وصولاً الى ما كان من دعمه لتعليم الفتاة المسلمة، ومحاربته لقوى رجعية كانت لا تكف عن مطالبته ومطالبة المقاصد بالتوقف عن فتح أبواب المقاصد وأبواب المجتمع امام الفتيات، او بفرض الحجاب عليهن أو ما الى ذلك. وفي مجال الوقوف الى جانب الشباب قد يصح التذكير بحكومة الشباب، تلك "البدعة" التي كانت من أبرز التجديدات في عالم السياسة اللبنانية اوائل السبعينات، وقد يصح التذكير بتسليمه "امانة" المقاصد الى جيل الشباب وفي مقدمهم نجله تمام سلام، حين ادرك ان سنه وسن رفاقه المتقدمة قد تكون حائلاً دون تحقيق تقدم في مراحل مقبلة. مزاوجة المبدأ او الواقع هذه المواقف، وتلك "الازدواجية" الشكلية بين "البراغماتية" و"المبدأية" جعلت من صائب سلام زعيماً غير مفهوم تماماً بالنسبة الى طبقة سياسية لبنانية معتادة على فجاجة المباشرة، وأحادية التصور، وان كانت جعلت منه في الوقت نفسه الزعيم الذي يحظى بأكبر احترام ممكن من قبل هذه الطبقة على تتابع اجيالها، وبأكبر قدر من الحب من قبل الشعب على اختلاف طوائفه وملله الذي أحسّ بصائب سلام بقلبه اكثر مما فهمه بعقله. وفي مذكرات صائب سلام، بالمعنى العريض للكلمة، ما يكشف ادراك الراحل لهذا الواقع، وتعاطيه معه بشكل واعٍ. ولكن فيها ما يكشف ايضاً عن خيبات أمل تكاد تكون لازمة متكررة في معظم الفقرات والصفحات. وتنبع خيبات الأمل من كون الرجل عاجزاً عن تصور ان "الآخرين" اي زملاءه في السياسة غير قادرين حقاً على فهم بعض ما كان يبدو له من قبيل المسلّمات فيتخبطون ويخبطون ويضيعون ويضيّعون الوطن معهم. وهنا ملفت ذلك التعبير الذي به يختتم صائب سلام حديثه عند ذكره لكل شخص جديد يتعرف اليه ويهمه امره. والتعبير الدائم هو: "الله لا يفجعني به". وهذه الديكارتية التلقائية تطبع في حقيقة الأمر معظم نظرات صائب سلام وآرائه، وتكشف عن أنه كان واعياً تماماً بذلك التفاوت بين نظرته الى الأمور وبين الواقع الذي نعيش فيه. وهو في أحيان كثيرة، رغم عناده الأسطوري، كان يغلب الواقع على النظرة المستقبلية وذلك... تداركاً للكارثة. ما لقيصر لقيصر من الناحية المبدأية الأوراق التي كان صائب سلام يخطها، أوراق كان يكتبها لنفسه. أوراق خاصة لم تكتب لتنشر. ما سينشر منها هو ملخصات وفقرات اختيرت بعناية بحيث توازن بين النظرة الشخصية الذاتية وبين مقتضيات الواقع الموضوعي. وذلك لأن صائب سلام، الذي بالكاد كان يقبل أن يمضغ كلماته قبل أن يطلقها ما جعله يلقب ب"المشاكس الأكبر" في السياسة اللبنانية في المجال العلني، لم يكن من شأنه أن يمضغها في أوراق كتبها لنفسه. وبطبيعة الأمر، يمكن تصور الضجيج السياسي الذي قد يثيره نشر الآراء الحقيقية والمفصلة التي كان صائب سلام يكونها للآخرين. غير أن الحق يفرض علينا أن نقول انه، في مقابل تلك الآراء الصريحة، كان يورد الايجابيات ايضاً وبوفرة. ولعل المثال الأسطع على هذا هو النص الجميل ويقع في نحو 80 صفحة الذي كتبه صائب سلام عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان صديقاً مقرباً له، ثم حدث الشرخ بينهما "بسبب تصرفات موظفي السفارة ورجال المخابرات المصريين في بيروت"، كما يؤكد الرئيس سلام. بيد أن ذلك الشرخ لم يمنع قلم صائب سلام من أن يخط افضل ما كتب في العربية عن عبدالناصر، من قبل رجل من رجال السياسة العربية حتى اليوم. فهذا النص الذي سمح الرئيس سلام يومها لكاتب هذه السطور بنشره في العدد الصفر في صحيفة كان يزمع اصدارها في باريس قبل سنوات يرسم صورة للزعيم العربي الراحل يمكن اعتبارها قمة في الحذاقة السياسية والمهارة الاسلوبية، تقول "كل شيء" بهدوء ورزانة، وتعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله. وهذا الاسلوب نفسه هو الذي اتبعه صائب سلام في مجموعة كبيرة من النصوص التي كتبها - خارج اطار مذكراته - عن عدد كبير من رجال السياسة العرب والعالميين، كما عن العدد الأكبر من الزعامات السياسية اللبنانية. فهنا أيضاً حاول أن يوازن بين نظرته الذاتية، التي نادراً ما تكون ايجابية بحتة، وبين الصورة الموضوعية للشخص الذي يتكلم عنه. فتأتي النتيجة صورة مفاجئة جديدة، مسلية أحياناً، مثيرة للغيظ في أحيان أخرى. ولعل هذا ما يجعل السيد تمام سلام، نجل الرئيس سلام، المؤتمن على أوراقه وتراثه، في حيرة من أمره ازاء نشر النصوص أو عدم نشرها. وهي حيرة منطقية وسط عالم سياسي سبق أن أشرنا الى أحاديّته وعدم تقبّله للرأي الآخر بهدوء واتزان. آراء في رؤساء لبنان ولئن كان، في هذا السياق أو غيره، من السابق لأوانه الحديث عن نشر هذه النصوص أو عدم نشرها، فإن رحيل صائب سلام قد يصلح مناسبة للاشارة الى بعض هذه الآراء، وذلك استكمالاً للصورة التي سترتسم في الأذهان اليوم، أمام زحام ما سيكتب في الصحافة عن سيرة الراحل ومواقفه السياسية. وذلك بالتحديد لأن تلك الآراء تعطي عنه صورة مختلفة بعض الشيء عن الصورة التي يعهدها عنه الجمهور العريض. وهنا لن نفصل الآراء بل سنكتفي باستخدام بعض ما يشير اليها من عبارات مقتضبة ذات دلالة كان صائب سلام يعرف سرها ويستخدمها بوفرة في أسلول كتابي جدلي رصين. فمثلاً يقول عن الرئيس السابق أمين الجميل انه "كان في رئاسة الجمهورية شأنه شأن جميع الرؤساء السابقين. اذ كان في الرئاسة على غير الصورة التي اعطاها لي ولغيري قبل انتخابه". ومما يأخذه صائب سلام على الجميل، مثلا انه "كشف نفسه عندما سمى ما كنا ندعوه مسيرة الانقاذ، مغامرة الانقاذ وهو ما اثبت فيه أنه مجرد مغامر". أما عن الرئيس الراحل بشير الجميل فيقول انه مقتله "كان خسارة لأنه كان في قناعتي سيحاول أن يجعل من نفسه رئيساً لكل لبنان وسيحسن موقعه العربي. وقد كان من الممكن أن يأتي عهد بشير الجميل بشر مطلق على لبنان أو انه كان سيأتي بخير عميم... والله أعلم". اما عن الرئيس الراحل الياس سركيس فيقول: "نشأ الياس سركيس موظفاً بسيطاً في الدولة. وانتهى موظفاً ذا مكانة في رئاسة الجمهورية، كما كان يراه الكثيرون، أو ربما كما يرى هو نفسه ايضاً. كان هادئاً متبصراً بالأمور، ولكنه كان اعجز من أن يتخذ قراراً أو يقود رجالاً". وعن الرئيس الراحل كميل شمعون يقول انه أشبه بداهية في السياسة، عتيق ولاعب ماهر، لكنه يشير انه رغم خلافاته الطويلة معه احس لدى رحيله ان "وفاته خسارة كبيرة للبنان وابناء لبنان لأنني في الواقع كنت أشعر انه يمكن لنا ان نتفاهم مع شمعون آنذاك أكثر من أي زعيم ماروني آخر". ويرى صائب سلام ان الرئيس السابق شارل حلو كان من "تلاميذ ميشال شيحا ثقافة وفلسفة وطنية، وكان من أنصار بشارة الخوري حزبيا. وكان، كسائر الروساء الموارنة، مارونياً متعصباً، وفي قرارة نفسه جزويتيا يسوعيا...". واختلف صائب سلام مع الرئيس الراحل سليمان فرنجية، الذي كان طوال عقود من السنين أقرب أصدقائه الى قلبه وعقله، خلال السنوات الأخيرة للحرب، واعتبره مسؤولا عنها الى حد ما. وهو يقول في ختام نص طويل ومفصل كتبه عنه وشكى فيه منه: "... وبعد هذا، فلا بد لي ان أقول انني كنت دائماً من ينسى ويصفح، فتناسيت كل المآسي الذي ذكرتها وغيرها، ولم أعد أحمل اي حقد أو ضغينة تجاه الصديق القديم سليمان فرنجية". اما الرئيس الراحل بشارة الخوري فإنه كان "في رأيي، وبالنسبة الى زعماء لبنان، رجلاًَ كبيراً يتمتع بصفات مميزة. وكانت شخصيته محببة قريبة الى القلب، وكان أديباً مثقفاً كاتباً وخطيباً بالعربية والفرنسية، والى جانب ذلك، كان ذا ظرف وصاحب نكتة مع تهذيب رفيع. كان واسع الصدر واسع الحيلة، يعرف من أين تؤكل الكتف، واتقنها على الصعيد اللبناني منذ عهد المتصرفية حيث كان والده الشيخ خليل الخوري واحداً من أركان الادارة فيها. وقد جعلت منه هذه الممارسة المتوارثة سياسياً لبنانياً عتيقاً بكل معنى الكلمة. وكان بشارة متهماً بضعف الشخصية، وقد ساهم في اسباغ هذه "التهمة" عليه حركة لا ارادية خاصة به هي فرك يديه الواحدة بالأخرى كلما أراد التخلص من ورطة ما، أو اذا واجه حدثاً مفاجئاً أو حديثاً صعباً...". وفي الصورة التي يرسمها صائب سلام للرئيس الراحل فؤاد شهاب نوع من النسف للصورة الوطنية المعهودة عن خليفة كميل شمعون، فهو كان بالنسبة اليه طائفياً، فرنسي الهوى، مترفعاً عن الناس. ولئن كان صائب سلام في نهاية سنواته من الوهن بحيث لم يتمكن - لحد علمنا - من رسم صورة للرئيس الحالي اميل لحود - وان كان قد تناهى الينا شيء من الاعجاب به - فإنه في الصورة التي يرسمها لسلفه الياس الهراوي، يبدو عاتباً، لأن الهراوي لم يكن على الصورة والقوة اللتين كانت شخصيته تعد بهما قبل انتخابه رئيساً وحين كان لا يزال نائباً. باختصار، اذا كان سلام قد اعتاد في احاديثه العامة ان يحمل الزعامات الاسلامية - بما في ذلك زعامته هو نفسه - المسؤولية عن الفشل الذي اصاب التركيبة اللبنانية، فانه، ومن خلال وصفه الدقيق لصورة الرؤساء اللبنانيين الموارنة كما عايشهم ورصدهم، يميل الى تحميلهم جزءاً من هذه المسؤولية، يكبر ويصغر حسب الرئيس والظروف. وهو في هذا الاطار لم يكن بإمكانه ان يغفل ما يسميه عاملين هامين هما: "- قصر نظر معظم اخواننا الموارنة على مدى اربعين عاماً، اذ لم تكن لهم رؤية مستقبلية صحيحة لمستقبلهم ومستقبل لبنان كياناً ووجوداً. وعدم تجاوبهم مع القلب المفتوح واليد التي كنت امدها لهم من اجل التفهم والتفاهم. وقد امضيت طيلة حياتي السياسية وأنا اسعى الى التقارب والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين …. - العامل الثاني وهو انه كان في تزاحم الشخصيات الاسلامية، بل تهافتهم على كرسي الوزارة ورئاسة الوزراء ما جعلهم بعيدين عن اتخاذ المواقف المسؤولة او الحكيمة من جهة، وعن الصمود تجاه سيطرة رئيس الجمهورية والهجمة المارونية من جهة اخرى. وعندما كنت احاول محاسبة الاخوان الموارنة على اغراقهم في الاستئثار بكل مركز او مصلحة في الدولة كانوا يجيبونني - وبحق - ان شيئاً من هذا لم يكن ليحدث الا بموافقة وتوقيع رئيس الوزراء المسلم".