إلتقت على ضفّة إحدى البرك، نحلة ونملة وضفدعة وجندب. نظرتِ النحلة إلى نفسها بإعجاب وقالت: - أنا أطير .. وطارتْ، وحلّقتْ فوق الأشجار. قالتِ الضفدعة: - أنا أسبح .. وقفزت إلى الماء، وسبحَتْ حتى وسط البركة. حرّك الجندب ساقيه الرفيعتين وقال: - أنا أقفز.. وقفزَ بمهارة ثلاث قفزات. لم تعرف النملةُ ماذا تقول. وبعد تردّد طويل قالت: - أنا .. أنا .. أنا أمشي..! ومشَتْ إلى الأمام بضع خطوات. ضحكتِ النحلة والضفدعة من النملة، وقال الجندب: - كلّنا نمشي.. قالت النحلة: - أنا أمشي وأطير.. وقالت الضفدعة: - أنا أمشي وأسبح.. وقال الجندب: - أنا أمشي وأقفز.. قالت النملة: - أنا أمشي و.. و.. و.. وللمرّة الثانية، لم تعرف النملة ماذا تقول. وشعرتْ بحزنٍ شديد، وكادت تبكي. ثم نظرتْ حولها فشاهدت حبّة قمح كبيرة. فركضتْ نحوها وقالت: - أنا أحمل حبّة القمح وأمشي.. قالت النحلة: - حبّة القمح أكبر منكِ، ولن تستطيعي حمْلها. وقال الجندب: - الحبّة أثقل منك، ولن تستطيعي حملها. وقالت الضفدعة: - لا أحد يستطيع أن يحمل ما هو أكبر وأثقل منه. لكنّ النملة، أسرعتْ إلى حبّة القمح، ورفعتْها بذراعيها الصغيرتين، ومشتْ بها إلى الأمام. تعجّبتِ الضفدعة والجندب، وقالت النحلة: - أنا لا أستطيع أن أحمل شيئاً أكبر وأثقل مني. قالت الضفدعة: - أنا أيضاً، لا أستطيع أن أحمل شيئاً أكبر وأثقل مني. قال الجندب: - النملة وحدها تستطيع أن تحمل ما هو أكبر وأثقل منها. وصفّق الجميع للنملة الصغيرة الماهرة. الخطُّ الأهوج اعرفُ خطاً لا يدري ماذا يفعلْ خطاً يبلغُ عشرة أشبارْ أبداً مُحتارْ لا يدري ماذا يفعلْ! أحياناً يتكسَّرْ فيصيرُ كأسنانِ المِنْشارْ أحياناً يتدوَّرْ فيصيرُ كقاعدةِ المِسْمارْ أحياناً يتلوّى فيصيرُ كألسنةِ النارْ أحياناً يتقطّعْ أحياناً يتجمّعْ أحياناً يتعرّجْ أحياناً يتموّجْ خطٌّ أهوجْ خطٌّ يبلغ عشرة أشبارْ أبداً محتارْ لا يدري ماذا يفعل!