انتقد الحزب الاتحادي الديموقراطي السوداني المعارض "الهرولة والانفلات عن الاجماع" بين بعض فصائل "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في اتجاه الحكومة السودانية، ودعا الى انتظار نتائج عمل "التجمع" في اطار التحضير لمؤتمره الثاني المقرر في النصف الثاني من آذار مارس المقبل. وأعلن مسؤول الإعلام في "الاتحادي" السيد عادل سيد أحمد عبدالهادي ان رئيس "التجمع" زعيم الحزب السيد محمد عثمان الميرغني "لم يتمكن من التوجه الى القاهرة لأسباب خاصة". وكان أعلن ان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى سيجتمع مع الميرغني وزعيم حزب الأمة المعارض السيد الصادق المهدي في القاهرة. وقال عبدالهادي ل"الحياة" ان من المتوقع أن يصل الميرغني الى العاصمة المصرية مساء اليوم الخميس. وأشار عبدالهادي الى أن "الفترة الماضية شهدت جهوداً حثيثة كان محورها العمل من أجل إعادة الحرية والديموقراطية الى السودان وإرساء دعائم نظام ليبرالي يقوم على التعددية السياسية على أنقاض النظام الحالي الذي لازمه الفشل والقصور". وأضاف ان "طرح موضوع الوفاق والحل السياسي الشامل تزامن مع هذه الجهود مما أثار التباساً وتساؤلات اقتضت توضيح بعض المواقف والحقائق مرة أخرى". وزاد، محدداً موقف حزبه من التطورات، ان الحزب الاتحادي "يشيد بالمواقف والاهتمام الذي أبدته القيادتان المصرية والليبية وتوج بما بات يعرف باسم المبادرة المصرية - الليبية التي ستفضي الى ملتقى جامع للحوار. أيدنا هذه المبادرة منذ اللحظة الأولى وأبدينا حسن النيات المطلوب بالتوقيع على ميثاق طرابلس ولا تراجع منا عن ذلك. ولا يجوز تجاوز جهود القيادتين المصرية والليبية". وحذر من أن ذلك التجاوز "يكسب النظام وقتاً". وتابع ملمحاً الى الاتصالات بين الحكومة وحزب الأمة وقوى معارضة أخرى: "لذلك لا نرى حاجة أو ضرورة لفتح قنوات مباشرة للحوار مع النظام الحاكم في السودان في ظل وجود هذه المبادرة التي تحدد الأسلوب والمنهج وتبحث في كيفية التحول الديموقراطي عن طريق لجنة الحوار المشتركة". وأضاف: "أصبح الأمر برمته الآن في يد هيئة قيادة التجمع ولا مجال للوساطات واستباق التطورات المحسوبة والانفلات عن الاجماع والهرولة نحو النظام من أجل تحقيق مكاسب محدودة في وقت تعكف فيه لجان التجمع على متابعة المستجدات والتحضير للمؤتمر الثاني للتجمع الذي يعقد في النصف الثاني من آذار مارس". وعلَّق على الخلافات والانشقاقات التي يشهدها الحزب الاتحادي الديموقراطي حالياً بقوله ان "رؤى الحزب في الداخل والخارج متطابقة وهو الآن أكثر انضباطاً وتماسكاً، ويدير شؤونه في تناغم وتنسيق تام". وقال ان قيادة الحزب "بصدد الإعداد لعقد مؤتمر يضم قيادات الداخل والخارج في مصر الشهر المقبل". الجامعة العربية من جهة أخرى، قال الأمين العام المساعد للشؤون العربية في الجامعة العربية السفير أحمد بن حلي إن "قضية السودان وآخر تطوراتها ستطرح في الاجتماع المقبل لمجلس وزراء الخارجية العرب يوم 12 آذار مارس المقبل بهدف توحيد الموقف العربي من هذه القضية في مواجهة المخططات التآمرية الأجنبية". وأكد بن حلي عقب لقائه السفير الاريتري لدى مصر محمد عمر محمود، أنه أبلغ السفير حرص الجامعة على الحفاظ على سيادة السودان واستمرار جهود تحقيق المصالحة والسلام فيه . وأشار الى أن الجامعة تعتبر مبادرة ايغاد، والمبادرة المصرية - الليبية "متكاملتين من أجل تحقيق المصالحة في السودان". ودعا بن حلي الى عدم إدخال عناصر أو أطراف أخرى اجنبية تعرقل تحقيق التنسيق بين المبادرتين. وأبلغ السفير الاريتري الجامعة العربية خطوات تطوير العلاقات الاريترية - السودانية خصوصاً بعد إعادة العلاقات لطبيعتها وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى أسمرا أول من أمس. وفي أسمرا أ ف ب قال مستشار الرئيس الاريتري يماني غبرميسيكيل ان محادثات البشير مع الرئيس الاريتري أساياس افورقي "كانت ايجابية للغاية واستمرت نحو الساعتين وبحثا فيها عدداً من القضايا الثنائية". وبعد لقائهما جاب الرئيسان معاً شارع الحرية، أكبر شوارع أسمرا، وسط تصفيق الجمهور. وأكد البشير للجمهور ان زيارته تمثل امتداداً طبيعياً لاستئناف العلاقات بين البلدين. وكان السودان واريتريا اعلنا في مطلع كانون الثاني يناير الجاري استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما. ومنذ ذلك الحين عقدت اجتماعات عدة على مستوى عال في اسمرا والخرطوم. وكان البلدان قطعا علاقاتهما الديبلوماسية في العام 1994 بعد أن اتهم كل منهما الآخر بالسماح للحركات المتمردة باستخدام أراضيه كقاعدة خلفية لها