} دارت امس معارك ضارية في الشيشان، حاولت خلالها القوات الروسية الاستيلاء على وسط غروزني، وجوبهت بمقاومة عنيفة، فيما قام وفد برلماني أوروبي بجولة في شمال القوقاز تزامنت مع اتصالات يجريها في موسكو وفد يمثل منظمة المؤتمر الاسلامي. اذاعت وكالة أنباء "ايتار تاس" الرسمية ان القوات الروسية شقت طريقها بصعوبة نحو وسط غروزني، منطلقة من مواقع في الأطراف. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن نائب القائد العام للقوات الشيشانية اصلان بك اسماعيلوف ان الروس حاولوا الاستيلاء على جسر استراتيجي على نهر سونجا والمدينة العسكرية في جنوب غروزني ومناطق اخرى. وأضاف ان المهاجمين فشلوا في اقامة رؤوس جسور جديدة ونفى ان تكون القيادة الشيشانية خططت للانسحاب من العاصمة. وقدمت المصادر الروسية تقديرات متضاربة لمواعيد الاستيلاء على غروزني، اذ نقلت "اتيار تاس" عن القيادة العسكرية ان المدينة قد تسقط في غضون ثلاثة أو أربعة أيام، فيما توقعت مصادر في وزارة الدفاع ان تستغرق العملية أسبوعاً على الأقل. واشار قائد قوات المظليين غيورغي شباك الى ان المرحلة الأساسية ستنتهي في بداية الربيع ب"تحرير" المناطق الجبلية في الجنوب الشيشاني. إلا انه توقع استمرار حرب العصابات فترة طويلة. ووصف الفصائل الشيشانية بأنها "جيش جيد الاعداد والتدريب ومستواه المعنوي مرتفع"، واكد ان هزمه يقتضي حشد ما لا يقل عن مئة ألف عنصر". ورغم ان موسكو تحاول لأغراض دعائية وسياسية تضخيم دور الميليشيات الشيشانية المتعاونة مع روسيا، فإن قائد قوات الأمن الداخلي فياتشيسلاف اوفتشينيكوف اكد ان مشاركتها رمزية. الا ان قائد هذه الميليشيات محافظ غروزني السابق بيسلان غانتميروف اكد انها شاركت بنشاط في معارك أمس وقامت ب"تحرير" أحياء في المدينة وفقدت قتيلاً وثلاثة جرحى. وفي سياق معارك جرت في المناطق الجبلية جنوب غروزني اعطبت مروحيتان روسيتان وهبطتا اضطرارياً ولم يعرف مصير طاقميهما. وقام أمس رئيس الجمعية البرلمانية للمجلس الإوروبي لورد راسل جونستون بجولة في جمهورية داغستان، واعرب عن ارتياحه ل"حرية المعتقدات" هناك، لكنه اكد مجدداً القلق على مصير المدنيين بسبب استمرار الحرب الشيشانية. ومن المتوقع ان يزور اليوم غوديرميس ثاني أكبر مدن الشيشان التي تسيطر عليها حالياً القوات الروسية. وفي موسكو، التقى وزير الخارجية ايغور ايفانوف وفد منظمة المؤتمر الاسلامي برئاسة وكيل الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف. وضم الوفد ممثلين عن السعودية وقطر والمغرب وتركيا. وقال ايفانوف ان بلاده تولي "أهمية خاصة" للتعاون مع المنظمة وبحث مع وفدها تقديم مساعدات انسانية لسكان شمال القوقاز. وحصلت روسيا على تأييد لحملتها القوقازية من الصين، واكد وزير الدفاع الصيني تشي هاوتشيان لدى مقابلته الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين، ان بكين "تؤيد بالكامل جهود السلطات الروسية في عمليتها لمكافحة الارهاب في الشيشان".