} لمحت الصين إلى تحفظها عن ترشيح سفير السويد لدى الولاياتالمتحدة الرئيس السابق للجنة "أونسكوم" رالف اكيوس رئيساً للجنة "انموفيك" التي كلفت مهمة التحقق من نزع الأسلحة العراقية المحظورة ومراقبة برامج التسلح في العراق، فيما جددت روسيا رفضها ترشيح اكيوس، وأشادت واشنطن باختياره من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. بغداد، موسكو، بكين، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - بدا أمس ان اختيار أنان السفير السويدي اكيوس كمرشح لترؤس لجنة "انموفيك" كرّس الانقسام بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن على شخصية الرئيس الجديد للجنة. وأكدت روسيا أنها ستعترض على تعيين اكيوس مطالبة باسناد المنصب إلى ديبلوماسي من إحدى الدول النامية. وقال ناطق باسم البعثة الروسية في نيويورك إن المندوب الدائم سيرغي لافروف كان بعث برسالة إلى نظيره الأميركي ريتشارد هولبروك الذي يرأس مجلس الأمن، أبلغه فيها أن روسيا لن توافق على تعيين أكيوس. وزاد الناطق ان لدى موسكو "شكوكاً" في شأن اختيار السفير السويدي لرئاسة اللجنة. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن نائب وزير الخارجية سيرغي اورجنيكيدزه ان موسكو ستعترض على اسم المرشح الذي قدمه أنان، معرباً عن اعتقاده ان مجلس الأمن "سيرفض" الترشيح، في إشارة إلى ان روسيا ستمنع إقراره. وتابع انه كان هناك اتفاق على أن يكون المرشح من بلد نامٍ، وأن اختيار اكيوس نقض لهذا الاتفاق. وأوضح ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان بلاده كانت أصلاً تعترض على "خروج أونسكوم عن صلاحياتها" حين كانت برئاسة اكيوس وبعده برئاسة ريتشارد بتلر. وتابع ان وضع السفير السويدي على رأس اللجنة الجديدة هو "تذكير بالماضي" وازدراء لآراء عدد من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. ولفت إلى أن الديبلوماسية الروسية كانت لديها تحفظات كثيرة عن اللجنة الجديدة التي ستشكل بموجب قرار المجلس الرقم 1284 وكانت ترى أن عمل اللجنة ينبغي ان يقتصر على معاودة عمل أجهزة الرقابة الدائمة، ووافقت على توسيع صلاحياتها شرط أن تكون برئاسة ديبلوماسي من دولة نامية لا يمكن اتهامها بالانحياز إلى طرف. وختم ان اكيوس "ليس الرجل الصالح لهذه المهمة". ولمحت الصين أمس إلى تحفظها عن اقتراح أنان، وحضت مجلس الأمن على تجنب "السير على طريق الدمار". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جو بانغزاو: "لا اعتزم التعليق على اختيار شخصي محدد". لكنه حض المجلس على اختيار شخص "بأسرع ما يمكن"، ملمحاً إلى اعتراضات على اكيوس. وتابع: "كي يتجنب المجلس السير على طريق الدمار مجدداً، تعتقد الصين ان الرئيس الجديد للجنة يجب أن يكون لديه التصميم السياسي اللازم وخبرة معينة في الرقابة على التسلح والإدارة الديموقراطية والانضباط الصارم، ويجب أيضاً ان يكون قادراً على تقديم التقارير بموضوعية وصدق إلى مجلس الأمن، وألا يتخذ قرارات في شأن مسائل مهمة من دون تفويض". وكانت واشنطن أشادت بترشيح اكيوس، وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس فولي: "نشيد بالقرار الذي اتخذه الأمين العام ونؤيد اكيوس الذي كان خدم الأسرة الدولية بكفاءة من خلال الجهود التي بذلها لنزع أسلحة العراق". أما بغداد فاعتبرت ان ترشيح اكيوس "نبيذ قديم في زجاجة جديدة"، يدل على "سوء نية".