يستقبل الرئيس جاك شيراك الثلثاء المقبل وزير الخارجية الجزائري يوسف اليوسفي الذي سيقوم بزيارة عمل لفرنسا يلتقي خلالها كبار المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة ليونيل جوسبان ووزير الخارجية هوبير فيدرين ووزير الداخلية جان بيار شوفنمان. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ل "الحياة" ان استقبال الرئيس الفرنسي للوزير الجزائري يندرج في إطار رغبة فرنسية في العمل على التوصّل الى علاقات جيدة بين البلدين بعد التحسّن الذي شهدته العلاقة منذ وصول الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى سدة الرئاسة في نيسان ابريل الماضي. وتجمع الأوساط الرسمية في باريس على أن زيارة اليوسفي مهمة كونها أول زيارة رسمية لوزير جزائري رفيع منذ سنوات، في حين ان وزراء فرنسيين عديدين بينهم فيدرين وشوفنمان، زاروا الجزائر. وتقول مصادر فرنسية مطّلعة أن باريس ترى في سياسة بوتفليقة ديناميكية تريد فرنسا تشجيعها بقدر الإمكان، من دون أن يشكّل هذا التشجيع إحراجاً له. وتوضح ان فرنسا تريد إعادة تنشيط العلاقات الاقتصادية ودفعها بين البلدين، علما أن الصادرات الفرنسية الى الجزائر مستمرة في التزايد. وتضيف ان فرنسا التي تحتل المرتبة الاولى من بين الشركاء التجاريين للجزائر، تعتبر أن في الإمكان التوصّل الى علاقة أفضل. وترى باريس أن الوضع في الجزائر، منذ تولي بوتفليقة الرئاسة، تغيّر نحو الأفضل على الصعيدين السياسي والأمني. ولاحظت الأوساط الفرنسية أن نهج بعض الإسلاميين تغيّر، وان بعضهم الآخر أبدى إستعداداً للتعاون مع السلطة. واعتبرت ان الوضع منذ 1999 يختلف الى حد كبير عن الوضع في 1995، على رغم أن كل شيء لم يُحل بعد بالنسبة الى الوضع الأمني، إذ لا تزال هناك تهديدات بعمليات تقوم بها المجموعات المسلحة. وفي هذا الإطار، قالت أوساط فرنسية مطّلعة ل "الحياة" ان الغاء مرحلة النيجر المرحلة السابعة في سباق باريس - داكار، الإسبوع الماضي، مرتبط بتهديدات جدية تلقتها فرنسا من الجماعة الجزائرية المسلحة. وأضافت ان باريس ترى ان هناك تحسّناً ملموساً في الوضع في الجزائر، لكن هذا لا يعني ان الجزائر باتت بلداً لا يواجه مشكلة سياسية وإرهابية. وعلى رغم أن هناك العديد من المشاكل العالقة بين فرنساوالجزائر، ومنها عودة الخطوط الفرنسية الى الجزائر وإعادة فتح بعض القنصليات الفرنسية على الأراضي الجزائرية، فإن باريس تعتبر ان هذه الأمور قيد البحث لإيجاد حل لها، و"هذا ما ستساهم به زيارة اليوسفي لباريس" والتي قد تمهّد لدعوة بوتفليقة رسمياً الى زيارة فرنسا إذا رغب الوزير الجزائري بمثل هذه المبادرة الفرنسية. وتعتبر باريس ان أي زيارة يقوم بها الرئيس الجزائريلباريس أو الرئيس الفرنسي للجزائر ينبغي ان ترتكز على أسس علاقات معزّزة مع حلول للمشاكل وتقارب أكبر. وتوقعت مصادر ديبلوماسية عربية أن تتم زيارة بوتفليقة أولاً لفرنسا، على أن يقوم شيراك لاحقاً بزيارة للجزائر. الا أن هذه الزيارات لم تتقرّر بعد. ويُشار الى أن عدداً من أصدقاء شيراك وحلفائه كانوا نصحوه، منذ تولي بوتفليقة الرئاسة، ان يلتقي الرئيس الجزائري الجديد ويشجّع مسيرته. وفي طليعة هؤلاء الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله ووزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إضافة الى عدد من كبار المسؤولين العرب الذي تربطهم ببوتفليقة علاقة قديمة. وتحدّث أمس الرئيس الفرنسي خلال مأدبة عشاء خاصة أقامها على شرف العاهل المغربي محمد السادس الموجود في فرنسا في زيارة خاصة، عن العلاقات المغربية -الجزائرية. وقالت مصادر فرنسية مطّلعة ل "الحياة" ان فرنسا تدعو الى الاعتدال في الخلافات بين البلدين وأنها تلاحظ ان الجسور ليست مقطوعة بينهما وتتمنى ان تطوّر الجزائر علاقاتها مع جيرانها على أن يكون هناك تعاون حقيقي بين دول المغرب. وفي القاهرة تسلم الرئيس حسني مبارك رسالة من الرئيس الجزائري نقلها يوسفي الذي يزور العاصمة المصرية حالياً. وصرح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الذي حضر المقابلة بأن مبارك عبّر عن تأييد القاهرة لسياسة الوئام التي يقودها الرئيس بوتفليقة. وقال يوسفي انه اطلع الرئيس المصري على التطورات في الجزائر، مشيراً الى اتفاق البلدين على اهمية عقد قمة عربية. وشارك يوسفي ايضاً في اجتماع تنسيقي للقمة الافريقية - الأوروبية المقررة في القاهرة في نيسان ابريل المقبل. وحضر الاجتماع الى موسى وزير خارجية البرتغال خايمي جاما الأمين العام للاتحاد الأوروبي خافير سولانا اللذان يزوران القاهرة. وكان مبارك التقى سابقاً جاما وسولانا والموفد الأوروبي الى المنطقة انخيل ميغيل موراتينوس.