يبدأ وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اليوم زيارة للجزائر تستغرق يومين من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في خطوة تكرس عودة الحرارة إلى العلاقات بين البلدين. وهذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها فيدرين للجزائر منذ توليه حقيبة الخارجية الفرنسية، على أنه زار العاصمة الجزائرية في 1997 لحضور اجتماع وزراء خارجية المنتدى المتوسطي واجتمع مع الرئيس السابق اليمين زروال. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفكو ان زيارة فيدرين "مهمة جداً، وان السلطات الفرنسية تعلق أهمية لإستعادة علاقات قوية وعميقة مع الجزائر". وأضاف ان باريس تعمل منذ سنتين على استعادة مثل هذه العلاقات، وتتمنى بدء حوار سياسي عميق بين البلدين، مبدياً رغبة السلطات الفرنسية في إحراز تقدم في الملفات المختلفة بشكل ملموس". ويلاحظ أن الزيارة تأتي في إطار إعادة الحوار الفرنسي مع الجزائر، وبعد وصول بوتفليقة إلى الرئاسة، ومؤكداً أن الوزير الفرنسي سيتطرق مع الجانب الجزائري إلى مجمل المسائل الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية. ومن المتوقع ان يقابل فيدرين الرئيس الجزائري غداً الجمعة، في جلسة عمل ومأدبة غداء يليها مؤتمر صحافي للوزير الفرنسي الذي يرافقه وفد صحافي كبير اقتصر على حضور ممثلي وسائل الإعلام الفرنسية. وكانت العلاقات الفرنسية - الجزائرية شهدت نوعاً من الجمود خلال رئاسة زروال، خصوصاً بعدما كان فيدرين ووزير الخارجية الجزائري السيد أحمد عطاف اتفقا على اجراء لقاءات دورية. لكن هذه اللقاءات لم تحصل وبقيت العلاقات مجمدة، إلى أن قام وزير الداخلية الفرنسي جان بيار شوفنمان في حزيران يونيو الماضي بزيارة إلى الجزائر والتقى بوتفليقة على هامش حضوره اجتماعات وزراء خارجية الحوض الغربي للبحر المتوسط. وكان الرئيس جاك شيراك التقى نظيره الجزائري مرتين في الرباط على هامش مراسم تشييع جثمان الملك الحسن الثاني، وبحث معه في زيارة فيدرين ودفع العلاقات بين البلدين إلى أمام. وكان فيدرين أكد في حديثه إلى "الحياة" أنه عازم على زيارة الجزائر بعد تشكيل حكومة جديدة فيها. لكن الرغبة في معاودة العلاقات إلى طبيعتها سريعاً واجراء حوار عميق مع الرئيس الجزائري، حملا الوزير الفرنسي على اتمام الزيارة سريعاً. أما عن احتمال لقاء يجمع الرئيسين الفرنسي والجزائري، فأكدت مصادر فرنسية مطلعة ان الجانبين أبديا استعداداً واضحاً لاجرائه، وإعداد الظروف له من الجانبين. وتشكل زيارة فيدرين مناسبة لتوضيح الموقف الفرنسي من الملفات العالقة، خصوصاً تأخر شركة الطيران الفرنسية ايرفرانس في معاودة رحلاتها إلى مطار الجزائر، وتشجيع الخطوط الأوروبية الأخرى على مقاطعته. وسيبلغ فيدرين بوتفليقة ان الخطوط الجوية الفرنسية اوقفت رحلاتها بعدما اختطفت إحدى طائراتها من مطار الجزائر، وان الظروف الأمنية حالت دون معاودة الرحلات حتى الأن، وأن الشركة وأمنها لا يخضعان لرغبة السلطات الفرنسية، علماً ان الشركة ارسلت بعثة فنية إلى الجزائر لدرس الأوضاع الأمنية، وأنها ستقرر معاودة رحلاتها في ضوء تقرير هذه البعثة. وبالنسبة إلى إعادة فتح مراكز للتأشيرات الفرنسية في الجزائر، فكان فيدرين أكد أنه طلب دراسة الأوضاع الأمنية لإعادة فتح هذه المراكز. ومن المتوقع ان يلتقي فيدرين رئيس الحكومة الجزائري السيد إسماعيل حمداني الذي يعرفه جيداً منذ أن كان سفيراً في فرنسا في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتران عندما كان فيدرين أميناً عاماً للرئاسة، ووزير الداخلية السيد أحمد عطاف الذي من المتوقع ألا يستمر في منصبه في الحكومة الجديدة التي ينوي بوتفليقة تشكيلها.