أكد الرئيس صدام حسين استمرار المواجهة مع "جبابرة العصر وطغاته المارقين" داعياً العراقيين الى المزيد من الصبر والتضحية، وتأجيل "قائمة الطلبات" التي تفرضها وقائع الحياة اليومية، من اجل "ضمان وصول السفينة الى هدفها" وتحقيق "النصر النهائي". وكرر ان العراق سينتصر مثلما "انتصر" في حرب السنوات الثماني مع ايران 1980 - 1988، مهاجماً استخدام "الأغطية الممزقة المهلهلة بتسميات الهيئات الدولية" مشدداً على التمسك ب"المنازلة". وقال صدام في خطاب استعاد فيه امس الذكرى التاسعة لحرب الخليج الثانية، التي وصفها بأنها "المنازلة الكبرى - أم المعارك"، ان المواجهة هي "الأشد وعورة والاكثر تعقيداً" ولتكن "درساً بليغاً لكل اطرافها"، ملمحاً الى ان ساحة العراقيين امتلأت بالدعاء، ومعتبراً ذلك ثمناً "لانفتاح المستقبل واسعاً". واعتبر ان العراقيين يتقدمون العرب في تسجيل سيمفونية تاريخهم المجيد ليعزفوا لحن الحياة"، لكنه طلب من الشعب العراقي المزيد من التضحيات "سعياً الى محبة الله ورضاه". وتابع صدام: "واصلوا تضحياتكم لتصلوا، بل انكم واصلون والفرج قريب قريب". وشدد على ضرورة "ازالة شؤون الحياة التي تعترض طريق السفينة وتؤجل مسارها"، وحض العراقيين على عدم اقتناء "غير الضروري من مأكل وملبس ومشرب، فأجلوا اي شيء من قائمة الطلبات كي ترسو السفينة سالمة في مرساها من غير اضرار وخدوش عميقة". وزاد: "انقص منكم الحصار ايها العراقيون اشياء لا تخل بإنسانيتكم وانما تحرمكم من امور ان لم يتوازن الانسان فيها قد تفقده المعاني العالية … نحن محظوظون بالعراقيين، أعزّنا الله بهم وهيأهم ليكونوا قادرين على تحمل شرف الرسالة الجديدة ومسؤوليتها"، واضاف الرئيس العراقي ان قرار المواجهة "لا مجال الا للمحافظة على جوهر معانيه"، مشدداً على ان "طول المنازلة لن يثني العراق عن المواصلة". وكرر ان العراق بعد حرب السنوات الثماني مع ايران خرج "منتصراً" و"طول المنازلة الآن في أم المعارك مهما تلوّنت الاساليب وازدادت خبثاً ومكراً في هذا وذاك من السبل، بما في ذلك استعمال الاغطية الممزقة المهلهلة بتسميات الهيئات الدولية، لن يجعل العراقيين يغيرون المسار". وفي اشارة الى التحالف الاميركي - البريطاني قال صدام: "على الاشرار ان يسلّموا بهذه الحقيقة تسليماً كاملاً". الى ذلك أ ف ب أحرق متظاهرون في بغداد نعشاً ملفوفاً بالاعلام الاميركية والبريطانية والاسرائيلية امام البرنامج الانمائي التابع للامم المتحدة ليل الاحد - الاثنين، تعبيراً عن احتجاجهم على ابقاء الحظر على العراق، ومواصلة قصفه. وفي الذكرى التاسعة لحرب الخليج شارك حوالى الفين من العراقيين والعرب والاسبان والاميركيين في مسيرة انطلقت من شارع الرشيد وانتهت امام مقر المنظمة الدولية في شارع ابو نواس، حيث تعالت الهتافات بالعربية والانكليزية مطالبة ب"رفع الحصار ووقف العدوان". واحرق المتظاهرون ايضا ثلاثة اعلام اميركية. ونظمت التظاهرة في بداية سلسلة من الفعاليات لاحياء ذكرى الحرب، ورفع المتظاهرون وبينهم مواطنون سودانيون وتونسيون واعضاء الوفد الشعبي الاسباني الذي يزور العراق، شعارات "لا للعدوان لا للحصار"، "الجماهير السودانية تستنكر القرار 1284 وتطالب بالرفع الفوري للحصار" و"لتسقط اميركا"، و"اوقفوا قصف العراق". وامس تظاهر خمسة آلاف عراقي وسط بغداد وهتفوا ضد القرار الاخير لمجلس الامن رافعين شعارات "لا للمجلس واللجنة الخاصة اونسكوم" و"صدام باقٍ على عناد اميركا".