} افادت مؤسسة أبحاث في سنغافورة أن القيادة الصينية تمكنت من الافلات من براثن الازمات العام الماضي ولكنها تواجه وضعاً متردياً داخل الحزب الشيوعي ونوعاً من الفراغ العقائدي الذي دفع الناس الى اللجوء الى بدائل روحية. سنغافورة، تايبه - د ب ا - حذر معهد شرق آسيا الذي يتخذ من سنغافورة مقراً له، من أن نجاح الرئيس الصيني جيانغ زيمين في التعامل مع الاضطرابات الداخلية والمشاكل الخارجية التي تمثلت في الازمة التايوانية وغارات حلف شمال الاطلسي على السفارة الصينية في بلغراد، لا يعني أن القيادة الصينية ستكون قادرة على التعامل بفاعلية مع تحديات مماثلة في المستقبل. وأضاف المعهد في تقريره السياسي السنوي حول الصين والذي نشر في صحيفة "صنداي تايمز" امس الاحد، أن من أشد الامور التي تدعو إلى القلق هذا العام تتمثل في الوضع المتردي داخل الحزب الشيوعي الحاكم والانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في تايوان في آذار مارس المقبل. وقال الباحث جينغ يونغيان الذي أعد التقرير أنه من غير المحتمل أن يتخلى الرئيس التايواني لي تينغ هوي وسائر المرشحين الى الانتخابات الرئاسية عن الدعوة الى اقامة علاقات بين الصين والجزيرة على اساس "متكافىء بين دولتين" مستقلتين، الامر الذي ترفضه بكين التي تعتبر تايوان مقاطعة منشقة. وكانت هذه النظرية التي اطلقها الرئيس التايواني في تموز يوليو الماضي، ادت الى توتر شديد بين بكين وتايبه. وقال جينغ: "في وقت لا يريد الرئيس الصيني جيانغ الدخول في حرب مع تايوان فإن الزعماء التايوانيين قد يفقدون صبرهم ويعلنون الاستقلال رسمياً، الامر الذي يجرد القيادة الصينية من أي خيار سوى الرد بضراوة". واشار التقرير الى أن الحزب الشيوعي فشل أيضاً في إشباع الحاجات الروحية للشعب، مشيراً إلى أن "حالاً من الفراغ الروحي"، دفعت منظمات اجتماعية إلى البحث عن إجابات من مصادر مختلفة مثل الدين والنعرة القومية المفرطة في التطرف أو حتى عبادة الافراد. وأضاف التقرير انه "طالما وجد هذا الخواء الروحي، سيكون من الصعب منع ظهور حركة شبه دينية أخرى مثل طائفة فالونغونغ". ووصف التقرير عام 1999 بأنه عام زاخر بالاحداث الكبرى بالنسبة الى القيادة الصينية. واورد في مقدم هذه الاحداث، الحملة التي تعرضت لها القيادة الصينية من جانب طائفة فالونغونغ في نيسان إبريل الماضي، إلى جانب تفجير حلف االاطلسي السفارة الصينية، اضافة الى الصراع مع تايوان. وفي الوقت نفسه أعلن الرئيس التايواني لي تينغ هوي امس، ان الجزيرة لن تقيم وحدة مع "الوطن الام" الصين، إلا بعد انتهاج بكين طريق الديموقراطية. وأدلى الرئيس التايواني بهذا التصريح خلال استقباله وفداً من مجلس الشيوخ الاميركي الذي كان زار بكين في وقت سابق والتقى الرئيس الصيني جيانغ زيمين. وقال لي تينغ هوي: "منذ أن أصبحت رئيساً وأنا أسعى الى معالجة العلاقات بين تايبه وبكين عن طريق إحلال المبادلات السلمية محل المواجهة العسكرية". وأبلغ الوفد الاميركي انه "عندما يتمتع شعب الوطن الام بالحرية والديموقراطية والمساواة في توزيع الثروة وتحسين وضع حقوق الانسان، تتم إقامة وحدة مع الصين". وشدد لي على أن "جمهورية الصين" وهو الاسم الرسمي لتايوان، كانت دوماً دولة مستقلة ذات سيادة و"بينها وبين الصين علاقة خاصة بين دولتين". وقال: "ينبغي على الجانبين إجراء مفاوضات على أساس وضع متساو. وعلى بكين محاولة تفهم تاريخ تايوان ومشاعر الشعب التايواني".