لندن، نيويورك، سان فرانسيسكو - رويترز، أ ف ب - أشاد الرئيس الاميركي بيل كلينتون مساء الخميس بعبقرية مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس متمنياً له النجاح في مهماته الجديدة. وقال كلينتون في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية "سي.ان.بي.اس" عن غيتس: "اعتقد انه قام بخطوة مهمة، وستيف بولمر هو بالتأكيد رجل كفؤ جداً وبيل غيتس عبقري في التكنولوجيا". وأشاد كلينتون أيضاً بإنسانية غيتس الذي انشأ مؤسسة لمساعدة الشبان على انهاء دراساتهم، ودعاه الى المضي في هذا الطريق. وامتنع كلينتون عن التعليق على احتمال تقسيم "مايكروسوفت" في اطار دعوى لمكافحة الاحتكار مرفوعة ضد المجموعة. وكان بيل غيتس المؤسس المشارك لشركة "مايكروسوفت كورب" سلم زمام الامور في اكبر شركة لبرامج الكومبيوتر الجاهزة في العالم، إلى ستيف بولمر الرجل الثاني في الشركة ليشغل منصب كبير المديرين التنفيذيين. وقال غيتس 44 عاماً، الذي شغل منصب كبير المديرين التنفيذيين لشركة "مايكروسوفت" منذ سن الخامسة والعشرين، إنه باق في الشركة كرئيس لها. ولقب نفسه أيضاً بلقب "كبير مهندسي البرامج الجاهزة" وهو منصب جديد سيتولى من خلاله وضع تصور الشركة في عصر الانترنت. وأضاف في مؤتمر صحافي مفاجئ في مقر الشركة في ريدموند ولاية واشنطن: "سأعود لعمل احب شيء الى نفسي وهو التركيز على التكنولوجيا من أجل المستقبل". وقاد غيتس الشركة في صعود مذهل لتتجاوز قيمتها 500 بليون دولار، واجتاز بها فترات عاصفة في الآونة الأخيرة كان آخرها قرار قاض فيديرالي في تشرين الثاني نوفمبر ان مايكروسوفت استغلت سلطات احتكارية للاضرار بالمستهلكين والمنافسين والشركات الاخرى. وبصفته كبير المديرين التنفيذيين لم يضيع بولمر الوقت وأعلن معارضته لأي تقسيم لأكبر شركة برامج جاهزة في العالم، التي تتفاوض حالياً مع الحكومة في ما يتعلق بقضية مناهضة الاحتكار. وقال محللون إن خطة غيتس تسليم زمام شركته الى الرجل الثاني ستيف بولمر تمثل اقراراً بالطريقة التي تدار بها الشركة حالياً كما تعطي مؤشراً قوياً الى المعركة المقبلة. وقال وليام ابيفانيو من شركة "جي. بي مورغن" إن بولمر يدير منذ فترة طويلة العمليات اليومية في مايكروسوفت، وان هذا يكمل عملية التحول بشكل حقيقي و"لا يوجد شيء مفاجئ بهذا الشأن". وجاء هذا في وقت ذي مغزي لمايكروسوفت مع ظهور تقارير قالت "إن ممثلي ادعاء حكوميين يسعون الى تفتيت الشركة بينما لا تزال الاسواق تبدي ردود فعل على خطط شركة "اميركا اون لاين" المنافسة للاندماج مع شركة "تايم وارنر" وهي اكبر شركة اعلامية في العالم. ومهد بولمر المعروف بأنه مسؤول تنفيذي صريح ومولع بالمواجهات، للمعركة المنتظرة بظهوره وهو يدخن ويقول: "إن محاولة أي شخص تفتيت هذه الشركة تُعد عملاً طائشاً ولا يتسم بالمسؤولية مطلقاً" وتعهد بعد ذلك بتجنب عمليات الدمج المكلفة. وقال محللون "إن الشركة تواجه أيضاً فترة انتقالية صعبة في الوقت الذي يبتعد فيه مستخدمو الكومبيوتر عن انظمة تشغيل مايكروسوفت التي كانت المهيمنة منذ فترة طويلة، ويتجهون الى عالم يعرض فيه صانعو انظمة اخرى لتشغيل الحاسوب منتجاتهم ومن بينها نظام لينكس المتنامي بشكل سريع". وقال ابيفانيو: "ان هذا تغير طيب، فمايكروسوفت تواجه تحديات كثيرة مقبلة وبولمر مدير رائع حقيقة ويتمتع بشخصية تلائم مهمة المدير التنفيذي بشكل اكبر من بيل غيتس". ولا زال يتعين على غيتس ان يبتعد بشكل اكبر عن محور عمليات الشركة بعد ان جعل بولمر رئيساً لها قبل عامين. وسيركز غيتس مستقبلاً على الاستراتيجية والتحول المستقبلي في الشركة التي يملك فيها اسهماً قيمتها 80 بليون دولار ويبدأ في تتبع بعض الاهداف الشخصية. وقال المحلل مايكل غارتنبرغ من مجموعة غارتنر، إن الدور الذي سيلعبه غيتس وهو تطوير تكنولوجيا الشركة هو افضل ما يقوم به وستتيح له هذه الخطة مزيداً من الوقت للقيام بهذا الدور. وقال محللون انه في الوقت نفسه فإن مهمة بولمر هي حشد القوى عند منعطف حاسم، مشيرين بقوة الى انه لن يسوي الامور مع الحكومة اذا كان هذا يعني حل الشركة وان الشركة ستتحرك بشكل اكثر جرأة في ما يتعلق بالبرامج المشغلة للاجهزة المتصلة بالانترنت وغيرها من الاجهزة المتصلة بالشبكات وليس مجرد اجهزة الكومبيوتر الشخصية. وتحدث بولمر في كلمة له بشكل مطول عن اجهزة الكومبيوتر المتصلة بشبكات. وقال المحلل غارتنبرغ: "لقد بدا كما لو كان على وشك ان يقول ان الشبكة هي الكومبيوتر" وهو الشعار الذي تستخدمه شركة "صن ميكروسيستمز" المنافس اللدود لمايكروسوفت ورئيسها سكوت منيكلي الخصم المعروف لغيتس. وأضاف غارتنبرغ: "بالنسبة لمايكروسوفت فإن الابتعاد كثيراً عن اجهزة الكومبيوتر الشخصي والدخول الى عالم الكومبيوتر المتصل بشبكات طريق محفوف بالمخاط"ر. وقال: "انه ليس مجال منافستهم الاساسية وهم ليسوا طرفاً رئيساً هناك".