يستعد مجلس إدارة مايكروسوفت لتعيين ساتيا ناديلا، رئيس قسم الشركات والحوسبة السحابية في مايكروسوفت، في منصب الرئيس التنفيذي للشركة، ويناقش المجلس كذلك فكرة تعيين شخص آخر ليحل محل بيل جيتس في منصب رئيس مجلس الإدارة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الموضوع. ومن الأشخاص الذين ينظر المجلس في تعيينهم في منصب رئيس مجلس الإدارة مكان جيتس هو عضو مجلس الإدارة المستقل جون تومبسون، كما يقول الأشخاص المطلعون، الذين طلبوا عدم الإفصاح عن أسمائهم لأن العملية ما تزال خاصة. وحتى لو تنحى جيتس عن منصب رئيس مجلس الإدارة، فربما يظل ضالعاً في أمور الشركة، خصوصاً في مجالات مثل تطوير المنتجات. برز ناديلا، الذي يبلغ من العمر 46 عاماً، باعتباره واحداً من أقوى المرشحين ليحل محل ستيف بولمر، البالغ من العمر 57 عاماً، الذي سيغادر الشركة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الموضوع. وقالوا: إن هذه الخطط غير نهائية حتى الآن. ستأتي هذه التغييرات في القيادة في مرحلة حاسمة في الوقت الذي تتحول فيه مايكروسوفت بعيداً عن جذورها في البرمجيات لتركز على القطع والأجهزة وعلى خدمات الإنترنت. وقد عملت الشركات المنافسة التي مثل أبل على تغيير مشهد التكنولوجيا بعيداً عن أجهزة الكمبيوتر الشخصي، التي هي المجال الرئيسي لمنتجات مايكروسوفت، باتجاه الأجهزة الجوالة، مثل الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي. وفي السنة الماضية أدخل بولمر، الذي قال: إنه سيتقاعد في آب (أغسطس)، تعديلات كبيرة على الهيكل التنظيمي لمايكروسوفت ووافق على شراء أعمال الهواتف الجوالة في نوكيا مقابل 7.2 مليار دولار. خلال العقد الماضي ارتفع سهم مايكروسوفت بنسبة 74 بالمائة، بما في ذلك الأرباح على الأسهم، مقارنة بارتفاع مقداره 93 بالمائة في أسهم الشركات المدرجة على مؤشر ستاندارد أند بورز 500. وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 2.7 بالمائة في نيويورك لتقفل عند 37.84 دولاراً في نيويورك. وقد امتنع فرانك شو، المتحدث باسم مايكروسوفت، عن التعليق. في تاريخ مايكروسوفت، تولى شخصان فقط منصب الرئيس التنفيذي، وهما جيتس وبولمر. وحين تتحول الشركة إلى ناديلا فإنها ستحصل على شخص يتمتع بخبرة واسعة في شركات التكنولوجيا، وقد انضم إلى مايكروسوفت في عام 1992 وتولى مناصب قيادية في الخدمات السحابية، وبرامج الخوادم، وتطبيقات البحث في الإنترنت وبرامج الشركات. وبصفته رئيس قسم الخوادم في مايكروسوفت فقد عزز ناديلا الإيرادات لتصل إلى 20.3 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في حزيران (يونيو)، بعد أن كانت 16.6 مليار حين تولى المنصب في عام 2011. وقد تحول هذا القسم إلى أعمال السحابة والشركات حين أجرى بولمر تغييرات واسعة في الهيكل التنظيمي للشركة في تموز (يوليو) من أجل تركيز أعمال الشركة على الأجهزة والخدمات. مجموعة الهندسة قال مايكل كوسومانو، أستاذ الإدارة في كلية سلون للإدارة في MIT، إن ناديلا خيار جيد بالنظر إلى علاقاته القوية والسمعة القوية التي يتمتع بها ضمن مجموعة الهندسة الضخمة في مايكروسوفت. وقال: «إن مايكروسوفت مكان مثير للجدل وتنافسي بما فيه الكفاية، ولا تريد الشركة استجلاب شخص من الخارج يفتقر إلى الصدقية بين المهندسين». سيكون هناك تحول ٌ أكبر إذا تنحى جيتس عن منصب رئيس مجلس الإدارة الذي يتولاه منذ سنوات، كما يقول دانييل آيفز، وهو محلل لدى مؤسسة إف بي آر للأسواق الرأسمالية. ويتولى جيتس منصب رئيس مجلس الإدارة منذ عام 1981. وقال: «إذا اختارت الشركة رئيساً تنفيذياً يعمل في مقابل مكتب ستيف بولمر في الإدارة، فلا بد من أن تعطي المساهمين شيئاً يرضيهم.» جدير بالذكر أن آيفز يعطي تقييما بالاحتفاظ بسهم مايكروسوفت. وأضاف: «من الواضح أن ذلك سيكون تغيراً كبيراً وتغيراً تاريخياً، لكن من الواضح أيضاً أن مايكروسوفت بحاجة إلى تغيير من حيث الاستراتيجية في المرحلة المقبلة من النمو.» وكان بيل جيتس، البالغ من العمر 58 عاماً، يكرس معظم وقته لمؤسسة بيل وميليندا جيتس، المتخصصة في الأعمال والمشروعات الخيرية. وقال في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرج: إنه سيعمل في مجال النشاطات الخيرية بدوام كامل لبقية حياته، وسيساهم بوقت جزئي بصفته عضواً في مجلس إدارة مايكروسوفت.
تتويجاً لخمسة أشهر من البحث هذه التغيرات التي ستتم في قيادة الشركة تأتي تتويجاً لجهود استمرت 5 أشهر في عملية بحث اكتنفتها صعوبات كثيرة. وقد كتب تومبسون، الذي يتولى مسؤولية البحث عن رئيس تنفيذي للشركة، على مدونة في الشهر الماضي، أن المجلس يعتزم استكمال البحث عن الرئيس التنفيذي في «وقت مبكر من عام 2014». قال إن عدد المرشحين أمام مجلس الإدارة في بداية عملية البحث كان أكثر من 100 مرشح. وقد فكرت الشركة في مرشحين من داخلها، مثل توني بيتس، النائب التنفيذي للرئيس، وكيفن تيرنر، كبير الإداريين التشغيليين. ومن المرشحين الخارجيين كان هناك ستيفن إيلوب، الرئيس التنفيذي السابق في نوكيا، وألان مولالي، الرئيس التنفيذي في شركة فورد للسيارات، وستيف مولينكوبف، الرئيس التنفيذي المنتخب في شركة كوالكوم، وهانز فيستبيرج، الرئيس التنفيذي لشركة إريكسون، كما قال أشخاص مطلعون على عملية البحث. وقد اعتذر بعض المرشحين لمنصب الرئيس التنفيذي عن القبول أو انسحبوا من الترشيح. وقال فيستبيرج: إن لديه خططاً بالبقاء في إريكسون، وأخرج مولالي نفسه من عملية الترشيح في وقت مبكر من يناير.