لندن - رويترز - تتبع "اوبك" نهجاً لا يلين لزيادة دخلها من صادرات النفط الى اقصى حد ممكن مما يضعف احتمال حدوث انفراج السنة الجارية لمستهلكي النفط. وتبدي منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك وحلفاؤها المستقلون عزما على رفع اسعار النفط الخام التي تبلغ حاليا 25 دولاراً للبرميل الى أعلى مستوى ممكن لاطول فترة ممكنة. وقال بيتر جيجنو رئيس قسم الطاقة في مؤسسة "سالومون سميث بارني" في لندن: "تبدو اوبك عازمة على تأكيد تصميمها على المحافظة على خفض الانتاج ودعم الاسعار". وقال رعد القادري من مؤسسة "بتروليوم فاينانس" الاستشارية في واشنطن "ان السعوديين واوبك بصفة عامة يحبذون سعر 25 دولاراً للبرميل". وعلى رغم صرخات ألم كبار العملاء في آسيا والغرب تقول "اوبك" ان الاحتمال ضئيل لاي خفض مبكر للقيود المفروضة على المعروض التي أدت العام الماضي الى زيادة فواتير واردات النفط الخام بنسبة الثلث. وذهب وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي الى حد قول ان القيود على الصادرات قد تستمر الى نهاية السنة الجارية. وربما كانت مثل هذه التعليقات تستهدف القضاء على التكهنات في شأن سياسة "اوبك" بعد آذار مارس عندما ينتهي اتفاق خفض الانتاج. وسيجتمع المجلس الوزاري لمنظمة "اوبك" في 27 آذار في فيينا. وقال النعيمي للصحافيين ان الدول المنتجة راضية عن الاحوال الراهنة للسوق وانه لا يرى ما يستدعي تغيير السياسة على رغم انه لم يستبعد زيادة المعروض اذا ارتفعت الاسعار مرة اخرى. وبلغ سعر مزيج خام القياس "برنت" 25.10 دولار للبرميل في سوق لندن وهو ما يقل بمقدار دولار للبرميل عن اعلى مستوى في تسعة اعوام والذي وصل اليه في كانون الاول ديسمبر الماضي. وأسعار النفط في الولاياتالمتحدة، حيث سعر خام غرب تكساس الوسيط 26.60 دولار للبرميل، آخذة في الارتفاع للمستويات التي شكا أكبر عميل ل"اوبك" في كانون الاول من انها "مرتفعة بدرجة خطيرة". وقال وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون الاربعاء انه يخطط لسلسلة من الاجتماعات الشهر المقبل مع المنتجين الرئيسيين في "اوبك" ومن خارجها بمن فيهم السعودية. وقال القادري: "اعتقد ان السعوديين يبدون رضى عن 25 دولاراً للبرميل والولاياتالمتحدة يمكنها ان تتعايش مع 25 دولاراً للبرميل لكن اذا ارتفع السعر عن ذلك فسيثير القلق". وقالت هيذر رولاند من مؤسسة "اس. بي. سي. واربورغ ديلون ريد" ان المملكة العربية السعودية "حريصة على عدم التحرك بسرعة وتبديد العمل الجيد الذي تحقق العام الماضي ولهذا فإنهم يميلون الى ترك أي قرار حتى اللحظة الاخيرة". وبعد تدني الأسعار عام 1998 الى ادنى مستوى في 22 عاماً وبلوغها 13.30 دولار للبرميل في المتوسط لخام "برنت" يبدي المنتجون عزماً الآن على الاستفادة من الموقف لاقصى قدر ممكن. ونظراً لان معظم تكاليف انتاج النفط الخام في العالم خارج "اوبك" هو عشرة دولارات أو أقل، فإن هذا الوضع لا يمكن ان يستمر الى الابد. وقال القادري: "في المدى الابعد سيعودون الى المشاكل القديمة نفسها وهي ان يؤدي ارتفاع الاسعار الى مزيد من التنقيب والانتاج نتيجة للمنافسة". وحديث اعضاء "اوبك" العلني عن محاولتهم اضفاء الاستقرار على سوق النفط لمصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء انما يهدف لرفع الاسعار الى اعلى مستوى يتحمله المستهلكون. وتقترب مخزونات النفط العالمية حالياً من ادنى مستوياتها على الاطلاق في حين تشير توقعات السوق الى حدوث عجز كبير في التوازن بين العرض والطلب.