فيينا، الكويت، طوكيو، لندن - رويترز، أ ف ب - تعقد اليوم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اجتماعها الدوري في العاصمة النمسوية فيينا، وسط ترجيحٍ توافق الاعضاء على مستوى إنتاجهم الحالي ودعوتهم إلى الالتزام الشديد بكميات الإنتاج، من دون إقفال الباب أمام إمكان استدراك تعديله لدى الضرورة حفاظاً على استقرار السوق. وقال وزراء ومبعوثون لدى وصولهم أمس إلى العاصمة النمسوية، وفي ضوء بلوغ سعر برميل النفط نحو 70 دولاراً، يكاد يكون مؤكداً أن تبقي «أوبك» على خفض إنتاجها من دون تغيير خلال اجتماعها، على رغم احتمال سعيها إلى التشديد على مستوى الالتزام بالأهداف الحالية. وأعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي لدى وصوله إلى فيينا، أن سوق النفط في حالة جيدة وأن المستهلكين والمنتجين على السواء سعداء بالمستوى الراهن للأسعار. وقال النعيمي قبيل اجتماع المنظمة: «السوق في حالة جيدة جداً. مستوى المعروض جيد والسعر مناسب للجميع مستهلكين ومنتجين». وحول ما إذا كانت «أوبك» ستخفض إنتاجها، أجاب: «مع سعر برميل بين 68 و73 دولاراً ماذا نريد أكثر؟ السعر يعجب الجميع مستهلكين ومنتجين». وأبقت «أوبك» على سقف إنتاجها المستهدف من دون تغيير منذ أن أعلنت أواخر العام الماضي، خفضاً قياسياً بلغ 4.2 مليون برميل يومياً عن مستوى الإنتاج في أيلول (سبتمبر) 2008. لكن مع انتعاش السعر من 32.40 دولار للبرميل في كانون الأول (ديسمبر)، وهو أدنى مستوياته في خمس سنوات، إلى ذروته هذه السنة عند مستوى 75 دولاراً في آب (أغسطس)، تراجع التزام الدول الأعضاء بالخفوضات المتفق عليها. وحول مستوى مخزون النفط العالمي، أفاد النعيمي بأنه مرتفع بعض الشيء. «لكنني أرى وضع السوق الحالي جيداً ومستقراً». ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية ساهم تراجع مستوى الالتزام في ارتفاع المخزون إلى ما يغطي استهلاك نحو 62 يوماً، بزيادة نحو عشرة أيام عن النطاق الذي تراه «أوبك» مريحاً. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير النفط الكويتي قوله «إن أسعار النفط الراهنة معقولة ومقبولة ويتوقع أن تبقي «أوبك» على مستويات إنتاجها الرسمية من دون تغيير في اجتماعها غداً (اليوم)». وأبلغ الشيخ أحمد العبدالله الصباح الوكالة في فيينا أن أوبك ستقرر في اجتماعها الإبقاء على سقف إنتاجها المستهدف من دون تغيير، ويتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في النصف الأول من عام 2010. واعتبر محللون أن ارتفاع مستوى المخزونات، عامل مانع لارتفاع سوق النفط بدرجة كبيرة مما يحول دون تدمير الانتعاش الاقتصادي. ارتفاع الأسعار من جهةٍ أخرى، تجاوزت أسعار برميل النفط أمس فوق 71 دولاراً قبل اجتماع «أوبك»، وبلغ سعر برميل النفط الخام الأميركي الخفيف تسليم تشرين الأول (أكتوبر) في التعاملات الآجلة لبورصة «نايمكس» 71.25 دولار ليسجل ارتفاعاً بواقع 3 دولارات. وارتفع سعر برميل مزيج «برنت» خام القياس الأوروبي 1.47 دولار إلى 68.00 دولار. وبلغ متوسط سعر برميل «أوبك» الاثنين 66.15 دولار. ويترقب المستثمرون بيانات المخزونات الأميركية التي تأجل صدورها بفعل عطلة عيد العمل الاثنين. وسيصدر معهد البترول الأميركي تقريره اليوم بحلول الساعة وتصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقريرها غداً.