بعدما تركزت مخاوف مكتب الاتصال الاسرائيلي في المغرب على احتمال وقوع "عمل ارهابي" يتزامن مع زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي للرباط، تحولت الى التشكيك في طرود البريد المرسلة اليه. اذ شهد المكتب نهاية الاسبوع الماضي حركة غير عادية اثر ارتياب في هدية ملفوفة في علبة مزينة كانت تصدر عنها دقات منتظمة، ما حدا به الى ابلاغ خبراء مغاربة في المتفجرات، لكن تبين لاحقا ان العلبة تحتوي ساعة صغيرة قدمت هدية من مؤسسة تجارية. وصرح مسؤول اسرائيلي ل"الحياة" ان قصة الساعة تحولت الى طرفة خلال زيارة ليفي التي تواصلت امس من خلال اجتماع ليفي مع نظيره المغربي السيد محمد بن عيسى. واوضح رئيس الديبلوماسية الاسرائيلية ان العاهل المغربي الملك محمد السادس أبدى استعداده للقيام بدور وسيط في عملية السلام الجارية في الشرق الاوسط كونه يحظى بثقة الاطراف المعنية. ووصف ليفي الملك الشاب بأنه "رجل سلام مستعد للمضي قدما على نهج والده"، في اشارة الى دور الملك الراحل الحسن الثاني في تقريب وجهات النظر بين اسرائيل وجيرانها العرب. وأوضح بعد اجتماع مطول مع العاهل المغربي اول من امس ان المحادثات شملت ايضا "العلاقات الثنائية"، مشيرا الى انه طلب من العاهل المغربي رفع مستوى العلاقات الديبلوماسية الى مستوى السفارة والسماح لشركة "العال" الاسرائيلية بتسيير رحلات طيران مباشرة الى المملكة. واضاف: "انني راض عن نتائج الاجتماع مع الملك... لكن كل شيء يجب ان يأتي في الوقت المناسب". وأعرب رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي عن تفاؤله بتقدم مسيرة السلام، وصرح لدى اجتماعه مع وزير الخارجية الاسرائيلي في مقر وزارته اول من امس في الرباط: "خرجت من الاجتماع متفائلا ازاء المستقبل رغم الصعوبات التي يجب تجاوزها". وقال انه اكد للجانب الاسرائيلي رغبة بلاده في احراز التقدم، خصوصا بالنسبة الى تنفيذ اتفاقات اوسلو والمسار السوري. وسجل اليوسفي الرغبة الاسرائيلية في الحوار مع دمشق. وتوقعت المصادر في غضون ذلك ان يبلغ المغرب المفاوضين الفلسطينيين نتائج المحادثات التي اجراها ليفي في الرباط، خصوصا انها ركزت على العراقيل والصعوبات التي تواجه المفاوضات في مسارتها المتعددة، وكذا وضع القدس التي يرأس الملك محمد السادس لجنتها المنبثقة عن المؤتمر الاسلامي.