مدريد - أ ف ب - أفاد مصدر قضائي ان قاضي التحقيق الاسباني بالتسار غارثون وجه رسميا أمس الخميس الى الديكتاتور التشيلي السابق اوغوستو بينوشيه تهم الإبادة والإرهاب والتعذيب. وحصلت مواجهات أمس بين الشرطة وأنصار بينوشيه الذين تظاهروا احتجاجاً على اعتقاله. ويتعلق قرار الاتهام الذي سلمه غارثون أمس الى المدعي العام والمدعين بالحق المدني باختفاء أو اغتيال عشرات المعارضين للديكتاتورية في تشيلي الذين لجأوا الى الارجنتين، وذلك في اطار عملية "كوندور"، وهي شبكة سرية اقيمت للتعاون بين مختلف الانظمة العسكرية في اميركا الجنوبية. واعتبر غارثون ان الجنرال بينوشيه أعلى مسؤول في "عملية كوندور" التي كانت تقضي بتصفية الناشطين اليساريين التشيليين اللاجئين الى خارج البلاد، اضافة الى المعارضين للديكتاتوريات العسكرية الاخرى في اميركا اللاتينية. وابقى القاضي الاسباني على تهمة "الابادة" في القرار الاتهامي، على رغم ان وزير الداخلية البريطاني جاك سترو لم يضمها حيثيات قراره بدء اجراءات تسليم بينوشيه الى اسبانيا. وأبقى غارثون على التهم الثلاث ذاتها التي وردت في مذكرة التوقيف التي اصدرها ضد بينوشيه في تشرين الاول اكتوبر الماضي وأدت الى اعتقاله في 16 تشرين الاول الماضي في احد مستشفيات لندن حيث كان يخضع للعلاج. ويتألف قرار الاتهام من 285 صفحة وسيرسل الى السلطات البريطانية لإبلاغه الى الجنرال بينوشيه. وفي سانتياغو، اعتقلت الشرطة التشيلية مساء الاربعاء 12 شخصاً اثر مواجهات اندلعت بين قوات الامن وحوالى 300 من أنصار بينوشيه على مقربة من مقر اقامة سفيري بريطانياواسبانيا. وتجمع حوالى 300 متظاهر بعد ظهر امس في حي لاس كونديس الراقي للتعبير عن سخطهم على قرار وزير الداخلية البريطاني جاك سترو الموافقة على تسليم بينوشيه الى اسبانيا. وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان المتظاهرين بدأوا اولا بكيل الشتائم للحكومتين البريطانية والتشيلية ثم عمدوا الى قطع حركة المرور على احدى الجادات الرئيسية في المدينة ورشقوا قوات الامن بالبيض. وتدخلت الشرطة بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع من اجل تفريق انصار بينوشيه الذين احرقوا في وقت سابق عدداً كبيراً من الاعلام البريطانية. واندلعت هذه التظاهرات بعد قرار وزير الداخلية البريطاني جاك سترو إعطاء الضوء الاخضر لتسليم الديكتاتور التشيلي السابق الى اسبانيا. يشار الى ان مقري اقامة سفيري بريطانياواسبانيا هما المكان المعتاد لتظاهرات انصار بينوشيه منذ اعتقال هذا الاخير في 16 تشرين الاول الماضي في لندن. ومن جهة اخرى، نزل ايضا حوالى 500 شخص من خصوم بينوشيه الى الشوارع في وسط مدينة سانتياغو للاعراب عن فرحتهم. وسار المتظاهرون وبينهم عدد كبير من الطلاب، في شارع المشاة الرئيسي في المدينة وهم ينشدون الاناشيد ويصفقون ويرقصون