} أطلق رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود أمس جملة مواقف من مفاوضات السلام، وعملية الجيش اللبناني ضد مسلّحين متطرّفين في جرود الضنّية، والأوضاع الإقتصادية، أمام أعضاء السلك القنصلي الفخري في لبنان. قال الرئيس لحود، أمام أعضاء السلك القنصلي الذين زاروه أمس لتهنئته بالعام الجديد، أن "التجاذبات التي تشهدها المفاوضات السورية - الإسرائيلية قرب واشنطن والمناورات الإسرائيلية التي برزت أخيراً خلال هذه المفاوضات، تجعلنا أكثر يقيناً وتمسكاً بموقفنا السابق الداعي إلى انتظار نتيجة اختبار النيّات الذي تتولاّه سورية الآن، من دون حاجة منا إلى تسرّع أو هرولة"، مؤكداً "خلافاً لما تعتقده إسرائيل أن الوقت في مصلحتنا لا في مصلحتها". وأضاف "ان التنسيق اللبناني - السوري على هذا الصعيد كفيل بمنع الإختراقات والخلل". وعن الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة الضنّية، أكد لحود أن "العبث بالأمن الداخلي، أياً يكن مصدره وأسبابه، خدمة مجانية لإسرائيل في هذه المرحلة بالذات، لذلك كانت التعليمات للقوى العسكرية والأمنية واضحة بمواجهة أي خلل أمني إنطلاقاً من هذه القاعدة". وأضاف "في الساحة الداخلية لا يوجد ما يمكن أن نسمّيه استشهاداً ولأي سبب إلاّ لمن يبذل نفسه في سبيل الأمن. أما ساحة الإستشهاد الحقيقية والوطنية فهي تلك التي تكون في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي في الجنوب والبقاع الغربي، وسواء كان المخلّ بالأمن الداخلي لبنانياً أو غير لبناني، فإن مقاييس القانون والأمن هي وحدها التي تطبّق. لذلك كانت هناك إدانة لبنانية جامعة للإنحراف الذي مثّله البعض بسلوكهم سواء من داخل المخيمات أو خارجها، إذ أن التوجيه الصحيح ينبغي أن يركّز على مقاومة الإحتلال والمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين بدلاً من الإلتهاء عن العدو بالتلاعب في النزف الداخلي لمصلحة العدو". وأبدى تفاؤله "بالوعي اللبناني سواء لجهة نجاح المفاوضات أو تعثّرها لأن هذا الوعي بالذات هو الكفيل بدرء الأخطار واستدراك استحقاقات المرحلة المقبلة". وأشار إلى "الإيجابيات الإقتصادية التي برزت أخيراً، إضافة إلى التظاهرات الإحتفالية التي شهدتها مهرجانات "لبنان -2000"، ما يثبت أن هذا الوطن قادر على تحمّل الأعباء وعلى إيجاد السبل المناسبة لمعالجتها وتجاوزها". وأكد لحود، خلال لقائه وفداً من رؤساء بلديات الضنّية، "اهتمام الدولة بتحسين الظروف الخدماتية والمعيشية في المنطقة ورفع ذيول الأحداث الأخيرة التي سبّبها انحراف البعض بما يتنافى ومصلحة المنطقة والمصلحة الوطنية"، مشيراً إلى أن "تضحيات الجيش واستشهاد عناصره كانت في سبيل تصحيح هذا الإنحراف"، ومبدياً "الحرص على أبناء المنطقة الذين كانوا أول المستنكرين والرافضين لهذا الإنحراف". ثم زار الوفد قائد الجيش العماد ميشال سليمان في اليرزة، معبّراً له عن "تقديره لجهود الجيش في إعادة الأمن"، ومثمّناً "تضحيات الشهداء الأبرار". وزار لحود دار الفتوى وقدّم التعازي إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بوفاة والدته. ونقل الأمير حارس شهاب باسم اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي - المسيحي عن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين "دعوته إلى رصّ الصف وإنماء التضامن الوطني، ورفضه التطرّف من أي جهة أتى، وتأكيده أن رسالة لبنان تكمن أساساً في تضامن أبنائه وتحقيق العيش المشترك في ما بينهم". وقال شهاب "أن سماحته يؤيّد المواقف الأمنية الهادفة إلى طمأنة المواطن وإحقاق دولة القانون". وانتقد النائب جميل شمّاس عدم مبادرة المجلس النيابي بعقد جلسة فورية لمناقشة أحداث الضنّية وكورنيش المزرعة، كذلك انتقد "السياسيين الذين وقفوا منها مشدوهين من دون موقف وطني واضح". وطالب "بمحاكمة عادلة وواضحة للمخلّين بالأمن"، رافضاً "أن يركع القانون أمام أي إنسان لبناني أو أجنبي في هذه الجرائم". وحمل على تعاطي الإعلام الرسمي مع هذه الأحداث، لأنه "كان سيئاً ومائعاً وتافهاً، لا يليق بساعات الشهادة والبطولات التي مررنا بها". ودعا إلى "نسفه وإعادة تركيبه خارجاً عن المحاصصة والصداقات، بل على الأخلاق والكفايات فقط لا غير". وتلقت "الحياة" بياناً وقّعته "الهيئات والشخصيات الإسلامية في الشمال"، سأل الدولة "لماذا هذا الإصرار على سوء فهم دورنا الفاعل؟". وطالبها "بمعالجة فورية لما حدث والتوقف عن الإعتقالات العشوائية، والإفراج عن الأبرياء من الموقوفين". وأشار إلى "إشاعات مغرضة تحاول إظهار الدولة أنها في صدد استهداف شرعيتنا الإسلامية". وسأل "لماذا لم يلاحَق أشخاص في حوادث وقعت في مناطق أخرى؟ ولمصلحة من ينبري بعض الإعلام في فبركة إشاعات؟". ودعا إتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية كل القوى إلى "مزيد من اللقاءات الوطنية للبحث في القضايا العامة ولدعم الشرعية اللبنانية". وطالب بكشف العابثين بالأمن. وزار رئيس الإتحاد بيار حلو العماد سليمان مقدّماً إليه تعازيه بشهداء الجيش، ومعلناً "الدعم المطلق للمؤسسات الشرعية في بسط الأمن والإستقرار". وأقيمت في مدارس عدّة أمس صلوات لراحة نفس الراهبة الأنطونية أنطوانيت زيدان التي وجدت مقتولة خنقاً في بلدة الحدت قبل نحو عشرة أيام.