اعتبر وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني السابق غازي العريضي، أن خطاب حسن نصر الله الأخير يعكس مدى التناغم بين الحزب والنظام الايراني المنشغل بعدة ملفات داخلية واقليمية ودولية في مقدمتها مفاوضاته النووية مع الغرب. وقال ل«عكاظ»، إن النظام الايراني لا يزال على نهجه في التدخل في شوؤن دول المنطقة. وأضاف أن القوى اللبنانية باستثناء حزب الله تقف ضد التدخل في سوريا، لكن حزب نصر الله يتوهم أن ذلك يبعد شبح الارهاب عن لبنان، في حين أن التاريخ يؤكد أن الجيش اللبناني كان الاداة الوحيدة في القضاء على الارهاب الذي ضرب لبنان منذ عام 2000م حين كانت القوات السورية متواجدة على الأراضي اللبنانية. واستبعد العريضي انتخاب رئيس للبنان في المدى القريب، واصفا الحكم على الوزير السابق ميشال سماحة بالسجن اربع سنوات ب«الفضيحة». كيف قرأت خطاب نصر الله الأخير؟ الخطاب جاء في مجمله ترجمة للتطورات الجارية في المنطقة، فالحزب ذراع ايرانية أوكلت إليه مهام محددة في ظل انشغال طهران بالملف النووي، والتقارب مع الادارة الامريكية، الايرانيون لا يزالون في المنطقة سواء بشكل مباشر او غير مباشر، وفي مقابل ذلك نجحت المملكة حكومة وشعبا في تحقيق الاعتدال ووأد الفتنة الطائفية، رغم ما يجري في المنطقة وما ترمي اليه ايران وحزب الله من اهداف. لكن الحزب اعلن التعبئة العامة، واستهداف مناطق جديدة للقتال؟ نحن في لبنان موقفنا واضح تجاه التدخل في سوريا، وتجاه من يقول ان التدخل هناك سيقي لبنان من الارهاب، في عام 2000م حين كان الوجود السوري في لبنان، واجهنا عدة احداث وخلايا ارهابية، لعل ابرزها احداث منطقة الضنية، حين تصدى لها الجيش اللبناني بكل حزم، كان خلالها الموقف المشرف لرئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي اقصي عن رئاسة الوزراء ابان حكم الرئيس اميل لحود، تأكيدا منه على دور الجيش في حماية الامن دون تدخل من أحد. كما لا ننسى الاحداث التي جرت في منطقة نهر البارد، وموقف الجيش البطولي في التصدي للإرهابيين. الرئيس السابق ميشال سليمان اعتبر عدم انتخاب رئيس «جريمة»، ملمحا الى مسؤولية حزب الله، كيف ترى استمرا الفراغ الرئاسي حتى الآن؟ هذه المسألة تخضع لسياق الحسابات الاقليمية، وتأثر البعض مما يجري في سوريا. لكن مسؤولية ذلك ايضا تقع على عاتق الاخوة المسيحيين الذين لم يضطلعوا بمسؤولياتهم ولم يتلقفوا ما يتم ارتداده في المنطقة لصالح لبنان. وفي ضوء ذلك لا أتوقع أن يكون هناك حل لهذه المسألة في الأمد القريب. في اعتقادك إلى متى سيظل لبنان بلا رئيس؟ سيظل الوضع على ما هو عليه، برغم ما له من انعكاسات خطيرة على كل المجالات سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا. فالمواطن اللبناني أصابه الاحباط والتوتر مع كل تعاط لهذا الملف، وفقد الثقة في الدولة التي ليس لها رئيس حتى الآن. قال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان محمد رعد، إن الرئيس اللبناني «دون مستوى» الاختلاف مع الولي الفقيه في إيران. كيف تعلق على ذلك؟ هذا خطأ كبير، فهو كلام يزيد من الاحتقان في لبنان، لاسيما أن الاتفاق بين تيار المستقبل وحزب الله يرتكز على تنفيس الاحتقان السياسي، لكن مثل هذا الكلام الصادر من رعد سيزيد من الشحن الطائفي في المجتمع اللبناني. أخيرا.. كيف تلقيتم الحكم بحبس الوزير السابق ميشال سماحة 4 سنوات بعدما أقر بإدخال متفجرات واستهداف شخصيات لبنانية؟ هذا الحكم يشكل «فضيحة» للبنان أمام العالم الذي شاهد وسمع سير المحاكمة واعترافات سماحة، كما أنه سابقة تشجع على العمل الارهابي، والقيام بأعمال قام بها سماحة، الذي لن يحاسب على ما فعل وانما سيعيش آمنا رغم ما اقترف، وكأننا صرنا في بلد يحاسب المرء على أمانته كما جرى مع الشهيد اللواء وسام الحسن الذي اغتيل، بعد أن كشف عن علاقة سماحة بالنظام السوري.