استبعد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امكان اعادة العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة ما لم تتخل واشنطن عن عدائها لايران، موضحاً ان "لا عوائق امام واشنطن لتحسين علاقاتها مع طهران"، مشترطاً "حسن النيات" لديها اولاً واتخاذ "خطوات عملية" مثل "الافراج عن الأرصدة المالية الايرانية في البنوك الاميركية". وفيما اشاد بتحسن علاقات بلاده مع بريطانيا اعتبر ان الولاياتالمتحدة "عزلت نفسها بسياسة العقوبات التي تفرضها على بلاده" راجع ص 2 وأعرب عن تشاؤمه من امكان ان يؤدي استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية الى "عودة الحقوق السورية". وقال ان ايران لن تقبل الحل الذي يجري التفاوض بشأنه حالياً بين العرب والاسرائيليين لأنه "ليس سلاماً عادلاً وشاملاً"، مؤكداً مع ذلك انها لن تتدخل لمنع احد من الانخراط في المفاوضات "فهذا قرارهم". وشدد على ان ما يجري "ليس سوى تأجيل للمشكلة" خصوصاً مع استبعاد اسرائيل عودة اللاجئين الفلسطينيين. وعن مصير "حزب الله" في حال تم التوصل الى اتفاق بين لبنان واسرائيل، قال: "نحن لا نقرر عن حزب الله، فهو حزب معترف به في لبنان وله ممثلوه في البرلمان وبات جزءاً أساسياً من النظام السياسي في لبنان". واستنكر التركيز على قضية اليهود الايرانيين المتهمين بالتجسس، "في حين ان هناك متهمين مسلمين آخرين في القضية نفسها"، مشدداً ان هذه "قضية داخلية". وأعرب عن رغبة بلاده في تطبيع العلاقات مع العراق "الا ان النظام العراقي يفتقد الارادة اللازمة لذلك". وطالب بغداد بتطبيق كل قرارات الأممالمتحدة والسماح بعودة المفتشين الدوليين مع "احترام سيادة هذا البلد". واستبعد ان يترك الصراع بين الجناحين الاصلاحي والمحافظ في ايران تأثيراً في السياسة الخارجية لبلاده التي تحظى بتأييد مختلف القوى والتيارات وعلى رأسها المرشد آية الله علي خامنئي. وقال ان اولويات السياسة الخارجية لايران هي "تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية المجاورة". ونوه بالعلاقات مع السعودية التي وصفها بأنها "تتطور بشكل جيد جداً". كذلك نوه بالسياسة البريطانية الجديدة تجاه بلاده "التي تعكس تفهماً افضل للأوضاع الداخلية في كلا البلدين"، يعززه قرار لندنوطهران "تطبيع العلاقات وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري". وكان خرازي بدأ اليوم الثاني من زيارته بريطانيا بلقاء خاص مع بعض الصحافيين، ثم ألقى محاضرة في "المعهد الملكي للشؤون الدولية" بشأن حوار الثقافات في القرن الجديد، ثم عقد لقاءين منفصلين مع رجال اعمال بريطانيين وايرانيين شرح خلالهما آفاق وفرص الاستثمار في ايران، كما التقى مساء ابناء الجالية الايرانية في بريطانيا، منهياً بذلك زيارته الرسمية لبريطانيا، على ان يبقى يوماً آخر في زيارة خاصة. البيان المشترك وصدر مساء أمس، في ختام الزيارة الرسمية لخرازي، بيان مشترك أكد ان "البلدين يتطلعان الى تعزيز علاقاتهما خصوصاً الاقتصادية … وتعزيز التعاون في مجالي التعليم والعلوم"، كما اتفقا على "مواصلة الحوار في شأن القضايا ذات الاهتمام المشترك". وذكر الجانب البريطاني التزامه تقديم الدعم لايران في جهودها لمحاربة تجارة المخدرات، إضافة الى "مساعدات للتخفيف من حدة مشكلة اللاجئين" في اشارة غير مباشرة الى اللاجئين العراقيين في ايران. كما أعرب الجانبان عن رغبتهما في استكمال المفاوضات حول تعزيز الاستثمار و"اتفاقية الحماية" بهدف دفع التعاون الاقتصادي بين البلدين. كما اتفقا على ضرورة مكافحة "كل ألوان الارهاب أينما كان". وفي اشارة الى عدم الاتفاق بشأن قضية حقوق الانسان أعلن البيان ان "الوزيرين كوك وخرازي تبادلا وجهات النظر بشأن المسائل المتعلقة بحقوق الانسان واتفقا على مواصلة المناقشات مع احترام كل طرف الهوية الثقافية للطرف الآخر". وأضاف ان الجانبين اتفقا على دعم الجهود الدولية الرامية الى إزالة أسلحة الدمار الشامل، وأكدا أهمية تنفيذ المعاهدات الدولية بهذا الشأن "على أساس من الشفافية وعدم التمييز". وأخيراً أكد الجانبان على أهمية "مبدأ الحوار بين الحضارات" وذلك "تعزيزاً للعلاقات بين الدول والشعوب".