أكد رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس السيد خالد مشعل التمسك ب"برنامج الحركة القائم على الجهاد والنضال ومقاومة الاحتلال" الاسرائىلي، لافتاً الى ان اعتقال السلطة الوطنية الفلسطينية لقياديين في "حماس" هو بمثابة "رسالة بعد رفضنا الانجرار" الى مفاوضات المرحلة النهائية. وكان مشعل يتحدث الى "الحياة" في دمشق حيث اجرى ورئيس المكتب السياسي السابق الدكتور موسى ابو مرزوق محادثات مع عدد من قادة المعارضة الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" في عمان ان وفد "حماس" اجتمع الى عدد من المسؤولين السوريين بينهم نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع. لكن مشعل رفض تأكيد حصول اي لقاء مع مسؤول سوري، وشدد على وجود "علاقة وثيقة وراسخة مع القيادة في سورية. وهذه الزيارة لتأكيد التواصل والحوار وتبادل الرؤية واللقاء مع القوى الفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة من اجل بلورة الموقف الفلسطيني، ليس على قاعدة الاستدراج الى اوسلو ومفاوضات الوضع النهائي بل على قاعدة التمسك بالحق الفلسطيني وتعزيز حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال". وكانت دمشق اعلنت "عدم التدخل" في شؤون المعارضة الفلسطينية المقيمة في دمشق التي يقتصر نشاطها على "المجالين الاعلامي والسياسي". وعن اعتقال قياديين في "حماس" في الداخل، قال رئيس المكتب السياسي للحركة: "هذه الاعتقالات مرفوضة ومدانة لانها استهدفت شخصيات سياسية لم تفعل اكثر من ان تعبر عن قناعتها ورؤيتها". واوضح رداً على سؤال انها "جاءت اولاً في سياق الاستجابة المعهودة من السلطة للالتزامات الامنية تجاه العدو الصهيوني خصوصاً بعدما تبنى الجناح العسكري عملية اطلاق النار على مستوطنين في الخليل قبل أيام. وثانياً، هي رسالة من السلطة بعد رفض حماس الانجرار الى مفاوضات الوضع النهائي التي أرادت السلطة جر الحركة ومختلف القوى الفلسطينية اليها من خلال الدعوة الى الحوار الفلسطيني بدعوى المشاركة في مفاوضات الحل النهائي". وجدد رفض الحركة الخضوع ل"الابتزاز"، قائلاً: "لن تخضعنا الاجراءات القمعية التعسفية، وقناعتنا راسخة بأن برنامج اوسلو والمفاوضات العقيمة مع العدو يقودان الى تنازلات كبيرة متوقعة تمثل جوهر القضية الفلسطينية خصوصاً قضايا القدس واللاجئين والاستيطان، وهذه المسائل لا تقبل حماس التفريط فيها ولا يمكن ان تكون شاهد زور عليها ولا ان توفر غطاءً سياسياً للسلطة في شأنها"، مشدداً على استمرار الحركة في "الصمود والاصرار على برنامجها". وسئل اذا كانت العملية الاخيرة تدل الى الاستمرار في العمل العسكري، فأجاب: "بالتأكيد" ذلك ان "برنامج مقاومة الاحتلال يمثل حقاً مشروعاً ليس لحماس وحدها بل لكل الشعب الفلسطيني، ولا أحد في العالم يتوقع ان يتوقف الشعب الفلسطيني عن جهاده ونضاله ما دامت أرضه مغتصبة وحقوقه مهدورة وما دام خمسة ملايين من شعبنا مشردين".