رفضت اسرائيل تحديد سقف زمني لتنفيذ المرحلة الثالثة والاخيرة من اعادة انتشار قوات جيشها من الاراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تشمل وفقاً لصيغة نص اتفاقات أوسلو المرحلية أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبارها وحدة جغرافية واحدة تخضع للسيادة الفلسطينية. وأكد رئيس لجنة التوجيه والاشراف العليا لمفاوضات المرحلة الانتقالية الدكتور صائب عريقات أن نظيره الاسرائيلي عوديد عيران رفض ورقة العمل التي قدمها الجانب الفلسطيني في هذا الشأن، والتي تضمنت اعادة كل الاراضي الفلسطينية باستثناء تلك التي لها شأن في قضايا "الحل النهائي"، أي ما نسبته 90 في المئة من هذه الاراضي تشمل العشرة في المئة المتبقية مسطح الاراضي المقامة فوقها المستوطنات اليهودية ومعسكرات الجيش والمواقع العسكرية الاسرائيلية . وأوردت ورقة العمل الفلسطينية شهر شباط فبراير المقبل كسقف زمني نهائي لتنفيذ هذه المرحلة الاخيرة من اتفاقات أوسلو. وأوضح المسؤول الفلسطيني في أعقاب جولة أخرى له من المفاوضات أن الجانب الاسرائيلي مع ذلك "التزم تنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة انتشار سواء تم التوصل الى اتفاق اطار أو لم يتم التوصل اليه"، وذلك في تلميح الى الموعد النهائي الذي حدده اتفاق شرم الشيخ بوجوب التوصل الى "اتفاق اطار" لقضايا "الحل النهائي" مع حلول منتصف شباط المقبل. ولا يخفي الفلسطينيون خشيتهم من أن تستمر الحكومة الاسرائيلية في سياسة المماطلة والتأجيل التي تبنتها الحكومات السابقة عندما يتعلق الامر بتسليم مزيد من الاراضي للفلسطينيين، خصوصا في ظل الفجوة الكبيرة بين نسب الاراضي التي يطرحها كل طرف للمرحلة الثالثة من اعادة الانتشار. وكان عريقات أشار في أكثر من مناسبة الى أن الحكومة الاسرائيلية تستثني في كل مرة تعيد فيها أراضي للفلسطينيين، مناطق غور الاردن واللطرون والقدس من المساحة الاجمالية للضفة الغربية المحتلة. وفي هذه الاثناء، بدت المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية تسير بهدوء وتثاقل نحو هدف لم يحدد بعد من وجهة النظر الاسرائيلية. فقد اتفق كل من عريقات وعيران على عقد جلسة أخرى للجنة المعتقلين مساء اليوم الاربعاء للبحث في قائمة اضافية من المعتقلين الفلسطينيين الذين يتوقع أن تفرج اسرائيل عنهم، وعلى تنفيذ المرحلة الاخيرة من المرحلة الثانية من اعادة الانتشار والتي تشمل 1،6 في المئة من اراضي الضفة في 20 الشهر الجاري. وأعلن المسؤول الفلسطيني عن أمله بأن "يتم التنفيذ في الموعد المحدد"، مشيراً الى أن مصر قررت استضافة لجنة النازحين على مستوى وزراء الخارجية. وقال عريقات ان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى بعث بالدعوات الى نظرائه في الاردن وفلسطين واسرائيل وأن الامر متوقف على الرد الاسرائيلي لتحديد موعد اللقاء. وكما في لقائه مع رئيس الوفد التفاوضي الفلسطيني لمفاوضات الحل النهائي، رفض عيران التحدث الى الصحافيين واكتفى بتوزيع الابتسامات والنظرات.