انهالت اندية كرة القدم السعودية على مدربيها خلال الموسم الجاري بخطابات الاقالة كما لم تفعل من قبل. وبلغ عدد المدربين المقالين رقماً لافتاً دفع الكثيرين الى إطلاق لقب "مجزرة المدربين" على هذه الظاهرة. ومنذ مطلع الموسم الحالي، اقال مسؤولو عشرة اندية من أصل 12 نادياً في الدوري الممتاز مدربيهم استجابة لرغبات الجماهير، ما كلف موازنات الاندية نحو 8 ملايين ريال بما في ذلك التعويضات الجزائية المنصوص عنها في عقود المدربين. ووجه رئيس الهلال الامير بندر بن محمد الاسبوع الماضي آخر خطابات الاقالة الى المدرب البرازيلي لوري ساندري الذي فشل في كسب ود الهلالين رغم تمكينه الفريق من احراز كأس الامير فيصل بن فهد والتأهل لنهائي كأس المؤسس الملك عبدالعزيز والدور ربع النهائي من بطولة الاندية الآسيوية، علماً بأن فريقه لم يخسر منذ بداية الموسم سوى 3 مباريات من أصل 25 خاضها تحت اشراف هذا المدرب. واعتبرت الاوساط الرياضية المحلية ان تزايد ظاهرة اقالة المدربين خلال الموسم الحالي امر غير صحي ويجب البحث عن مسبباته ووضع الحلول للحد من تفشي هذه الظاهرة. ويرى كثيرون ان بعض الاندية لم يكن محقاً في قرار استغنائه واصدر قرارات متعجلة من دون اسباب منطقية تحتم الغاء عقود المدربين. وأشار هؤلاء الى ان اقالات المدربين تخضع عادة الى اسباب رئيسية اهمها محاولات رؤساء الاندية امتصاص غضب انصار النادي عند خسارته والقاء المسؤولية على المدرب، او وجود خلافات بين المدرب واللاعبين ما يجعلهم يرفضون التعاون معه. قائمة المقالين وحملت قائمة المدربين المقالين اسماء كثيرة كالجورجي ريفاز دزودزواشفيلي الذي اراح الاتحاديين ورجال الاعلام لصعوبة نطق وكتابة اسمه وحتى خليفته البرازيلي بيدرو لم يستمر طويلاً، والارجنتيني لويس كابيللو وخليفته السعودي خالد جيزاني في الوحدة، والبلغاري خريستوف في النجمة، والبرازيلي كارلوس روبرتو في الشباب، والهولندي روب ياكوبس في الطائي والسعودي، امين دابو في الاهلي، والبرازيلي ساندري في الهلال، والبرازيلي شينا في الرائد. وبرغم ان الاندية تسابقت في اقناع الشارع الرياضي بصحة قرارتها، الا ان المتابعين المهتمين بمتابعة هذه الظاهرة رفضوا الاقتناع بقرارات ابعاد ثلاثة مدربين على الاقل، واعتبروا ان ظلماً وقع على البرازيليين روبرتو كارلوس مدرب الشباب ولوري ساندري مدرب الهلال وامين دابو مدرب الاهلي، وذكروا بحصول الشباب على كأس الاندية العربية في تشرين الاول اكتوبر في القاهرة اثر فوزه على المستضيف الاهلي في الدور قبل النهائي قبل ان يهزم الجيش السوري في النهائي. ويتساءل المتابعون كيف ان الادارة الشبابية تناست صنيع روبرتو واقالته بعد اسبوعين من تحقيق الكأس العربية بمجرد خسارة الشباب امام الهلال بالهدف الذهبي في نهائي كأس الامير فيصل بن فهد؟ وتساءلوا ايضاً كيف يبعد الاهلاويون امين دابو وهو الذي لم يخسر اي مباراة طيلة الدوري رغم قوة المنافسين، فضلاً عن مجهوده اللافت في بناء فريق قوي لم يحظ به الاهلاويون منذ سنوات. وهناك اخيراً البرازيلي ساندري الذي طار الى البرازيل ولم تشفع له نتائجه . ويؤكد المقربون من ادارات اندية الهلال والشباب والاهلي ان المدربين الثلاثة ابعدوا بفعل اللاعبين خصوصاً وان رئيس الشباب الامير خالد بن سعد والمشرف على كرة القدم في الاهلي الأمير محمد العبدالله ورئيس الهلال الأمير بندر بن محمد عرفوا بمعارضتهم الدائمة لاقالة المدربين وكثرة تغييرهم، ويؤيدون غالباً أهمية اعطاء المدرب فرصة كافية للعمل مع الفريق. ويرشح كثيرون رحيل مدربين آخرين خلال مرحلة الاياب من الدوري كمدرب الوحدة الانكليزي سميث ومدرب الاتفاق الكولومبي غارسيا ومدرب الطائي البرازيلي اوليفيرا... ما يعني ان الاندية كلها باستثناء اثنين اقالت مدربيها وحتى بدلاءهم... ونجا من هذه المقصلة مدرب النصر اليوغوسلافي ميلان زيفادينوفيتش ومدرب سدوس التونسي الحسن مالوش.