بدا أمس ان جهود تحسين علاقات ليبيا مع الغرب مُنيت بنكسة، مع إعلان بريطانيا انها صادرت أجزاء من صواريخ "سكاد" البعيدة المدى، كانت في طريقها إلى العاصمة الليبية. وقال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ان بلاده ستُبلغ ليبيا "قلقها العميق" من محاولتها خرق حظر تصدير السلاح الذي تفرضه أوروبا عليها. ولم يصدر، حتى مساء أمس، تعليق رسمي في طرابلس. راجع ص6 وأكدت سلطات الجمارك البريطانية أمس أنها صادرت 32 صندوقاً تحتوي مكونات صواريخ "سكاد" "الفاتح" في ليبيا كانت في طريقها الى ليبيا عبر مطار غاتويك اللندني. ونفذت عملية المصادرة في 24 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ولكن لم يُكشف عنها سوى أمس. ولم يُعرف لماذا اختيرت لندن نقطة لتهريب مكونات الصواريخ. لكن الواضح ان عملية التهريب كانت تخضع لمراقبة أجهزة الاستخبارات، في عملية تُذكّر بمصادرة أجزاء "المدفع العملاق" العراقي بداية التسعينات. ويمكن ان تؤدي هذه القضية الى تعقيد تطبيع العلاقات البريطانية - الليبية التي شهدت تحسناً واضحاً عقب تسليم طرابلس مواطنَيها المتهمين في قضية لوكربي للمحاكمة في هولندا، ودفع تعويضات لذوي الشرطية ايفون فلتشر التي قُتلت أمام سفارة ليبيا في لندن عام 1984. وكان مقرراً ان يستقبل الوزير كوك هذا الاسبوع السيد سعد مُجبر، أول سفير ليبي في العاصمة البريطانية منذ 1984. وأفادت صحيفة "صنداي تايمز" ان وزارة الخارجية البريطانية ستكون تحت ضغط كبير لوقف عملية افتتاح سفارة لليبيا إلى ما بعد الاستماع الى شهادة ديبلوماسيين ليبيين في العاصمة البريطانية في شأن شحنة الصواريخ. وقال كوك في بيان أمس إن السفير البريطاني في طرابلس ريتشارد دالتون يسعى الى ان ينقل لليبيا في أسرع وقت "قلقنا العميق" من محاولتها خرق حظر تصدير الأسلحة. وكان كوك قال لهيئة الإذاعة البريطانية: "لدينا قلق من الطموحات العسكرية لنظام العقيد معمر القذافي". واضاف: "لم نغيّر نظام الحظر على الاسلحة، ولا نظام الحد من القدرات الصاروخية الليبية، ويظهر التطور الأخير اننا كنا على صواب. انهم الليبيين لا يستطيعون انتهاك الحظر على الاسلحة وأنظمة الحد من الصواريخ باستخدام بريطانيا"نقطة عبور. وكان القذافي أعلن الاسبوع الماضي انه تلقى دعوة من رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي لزيارة بروكسيل، وانه ينوي تلبيتها قريباً. وقال مصدر اعلامي ليبي ل"الحياة" إنه يشكك في صحة الرواية البريطانية عن مصادرة أجزاء الصواريخ. وأضاف: "هل نحن من الغباء لنختار مطاراً بريطانياً لتهريب الصواريخ؟ كيف اختفت الشركة التي يُزعم أنها صدّرت هذه الأجزاء مقرها تايوان؟ وهل يُعقل ان تستورد ليبيا أسلحة من تايوان، حليفة أميركا، بدل الصين الشعبية؟". واعتبر ان خبر مصادرة الأسلحة "مصدره جناح في الحكم البريطاني يعارض جهود كوك" لتحسين العلاقات مع ليبيا.