أكد مصدر إماراتي رفيع المستوى ل"الحياة"، امس، ان برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي صدام حسين "ليس موجوداً" في دولة الامارات، ولم يقدم أي طلب للإقامة في ابو ظبي. ونفى المصدر ما نشرته "الحياة" أمس، نقلاً عن مصادر في المعارضة العراقية، من ان برزان غادر العراق الى "دولة خليجية" يرجح انها الإمارات حيث منح حق اللجوء السياسي. وأوضح ان مسألة "اللجوء السياسي" لم تطرح ابداً، وان كان طرح سابقاً، لدى عودة برزان الى العراق قبل نحو سنة، ان يذهب للإقامة في الإمارات لكن الموضوع لم يبت نهائياً. على رغم ذلك يمكن القول ان "لغز برزان" لم يُحلّ بعد، اذ تضاربت المعلومات، امس، عن مكان وجوده. إذ أبلغ مصدر ديبلوماسي عربي "الحياة" ان برزان شوهد قبل أيام وهو ينزل من طائرة في مطار جنيف من دون أي حراسة. ورجح ان يكون انضم إلى أفراد عائلته المقيمين في سويسرا. فيما قال مصدر عراقي مطلع إنه كان الأسبوع الماضي في عمّان. وفي الوقت نفسه، أكدت مصادر عراقية موثوق بها في عمّان، وقادمون من بغداد، أمس، ان برزان اختفى قبل خمسة أيام. واستبعد هؤلاء ان يكون لجأ إلى الإمارات، كما كانت ذكرت مصادر أخرى. وقالت المصادر ل"الحياة" إن بغداد وتكريت تعيشان حالاً غير طبيعية، وسط استنفار أمني وانقسام واضح داخل العائلة التكريتية بعد غياب برزان على رغم أنه كان يخضع للإقامة الجبرية. ويخشى بعض ابناء العائلة ان يكون قُتل، فيما يقول الممسكون بالحلقات المهمة في الدولة إنه خرج خلسة من بغداد لأنه طلب منذ فترة الحصول على موافقة للسفر وزيارة أولاده في سويسرا، لكن قرار السماح له بالسفر تأخر. وكانت الحجة التي ابلغ بها ان صدام وولديه عدي وقصي يدرسون الطلب، لكنهم لا يحبذون سفره ولا يحبذون أي لقاءات يجريها مع رسميين أو حزبيين أو حتى مواطنين عاديين، فكيف يمكن أن يتقبلوا بأن تتاح له مرة أخرى فرصة لقاء شخصيات سياسية وغير سياسية من العرب والأجانب في الخارج؟ وأبلغ برزان كذلك ان هذا هو السبب وراء اخضاعه للإقامة الجبرية والمراقبة الدقيقة منذ وصوله إلى بغداد في نهاية العام الماضي. وشملت هذه الاجراءات مضايقة زواره واستجوابهم. وعن التكهنات في شأن مصيره، يستبعد قادمون من بغداد تعرضه لأي سوء، وقالوا ربما خرج عبر شمال العراق الذي يخضع لسيطرة الاكراد، خصوصاً ان له علاقات صداقة مع بعض قادة الاكراد وعناصر متنفذة في المنطقة الكردية. واذ اكد امس مدير وكالة الانباء العراقية أ ف ب عدي الطائي ان برزان موجود في عطلة في جنيف لزيارة اولاده و"بامكانكم الاتصال به"، الا ان احداً لم يستطع الاتصال فعلاً ببرزان على رغم المحاولة، لكن تأكد لمصادر في جنيف ان برزان حصل فعلاً على تأشيرة دخول لمدة شهر وانتهت مدة صلاحيتها قبيل نهاية آب اغسطس الماضي.