سيطر موضوعا توحيد دول القارة الافريقية تدريجاً وتعديل ميثاق منظمتها القارية على اجواء القمة الافريقية الاستثنائية التي بدأت أعمالها أمس في مدينة سرت الليبية 400 كلم شرق طرابلس. وفي حين استمرت النقاشات بين الوفود على هامش القمة في الأطر العامة لهذين الموضوعين، غابت عن الاجواء قضايا محددة تتعلق بنزاعات جارية في عدد من دول القارة مثل الحرب الاريترية - الاثيوبية والنزاعات المسلحة في انغولا والكونغو الديموقراطية كينشاسا والكونغو برازافيل وبوروندي والسودان والصومال. وعزا مصدر في منظمة الوحدة الافريقية غياب البحث في مواضيع النزاعات الجارية الى أن ثمة قرارات اتخذت في شأنها خلال الدورة ال35 للقمة الافريقية العادية، التي انعقدت في تموز يوليو الماضي في الجزائر. وأشار أيضاً الى أن قرارات أخرى اتخذت في قمم سابقة لدورة الجزائر فوّضت الى منظمات اقليمية أو دول متابعة حل نزاعات معينة مثل الصومال التي تتابع اثيوبيا ملفها والسودان الذي تتابع ملفه السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف "ايغاد". وعلى خلاف قمة الجزائر التي غابت عنها أطراف غير حكومية في نزاعات معينة، فقد حضر الى ليبيا زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، وشارك في الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لتسلم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي السلطة. وتردد في سرت ان الزعيم الليبي يسعى الى ترتيب لقاء بين قرنق وبين الرئيس السوداني عمر البشير وذلك على رغم اعتراض زعيم "الحركة الشعبية" على المبادرة الليبية - المصرية للمصالحة السودانية لأنها تأتي من خارج اطار مبادرة "ايغاد". وقالت مصادر سودانية معارضة وأخرى موالية ل"الحياة" في سرت، ان اللقاء، في حال حصوله لا يعني شيئاً على صعيد أي من المفاوضات المتعلقة ب"ايغاد" أو بالمبادرة المصرية - الليبية. وفي اطار الوفود غير الحكومية أيضاً، حضرت وفود صومالية من بينها وفد يترأسه زعيم "المؤتمر الصومالي الموحد - التحالف الوطني" حسين محمد فارح عيديد، وآخر برئاسة "رئيس دولة بونت لاند" العقيد عبدالله يوسف. وعلمت "الحياة" ان المسؤولين الليبيين الذين يتابعون ملف الصومال لم ينجحوا في ترتيب لقاء بين هذين الزعيمين الخصمين، وأنهم انذروا زعماء الفصائل الصومالية الموجودين في ليبيا وخارجها بوقف التعامل معهم وتقديم توصية بهذا الشأن الى جميع المعنيين بالأزمة الصومالية، خصوصاً الأممالمتحدة. وذلك في حال استمر هؤلاء الزعماء في مقاطعة بعضهم بعضاً ورفضهم المصالحة. وفي المقابل ربما تسعى ليبيا، حسب مصادر افريقية، الى الاتصال بقوى صومالية أخرى فاعلة وبعيدة عن النزعات القبلية، لتشكيل حكومة لا تضم الزعماء التقليديين والقبليين في هذا البلد. وفي افتتاح القمة الاستثنائية رسمياً، مساء أمس، أعاد القذافي في كلمته شرح مشروعه لتوحيد جهود دول القارة وتعديل ميثاق المنظمة الافريقية. وشدد على ضرورة تفعيل قرارات سابقة ووضع جدول زمني لتنفيذ تلك القرارات. وألقى الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيلي كلمة باسم الرؤساء الأفارقة رداً على كلمة القذافي وشكره على استضافة ليبيا القمة الاستثنائية. ثم تولى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الدورة العادية الحالية للقمة الافريقية رئاسة الجلسة الأولى التي كانت مغلقة، ومن المقرر أن يتابع الرؤساء الأفارقة اجتماعاتهم اليوم لمناقشة مسودة مشروع "اعلان سرت" قبل إقراره مساء اليوم نفسه في ختام القمة.