لاكناو الهند - أ ف ب - لم يعد المسلمون الذين يشكلون اكبر اقلية في الهند يثقون بالقوميين الهندوس، وسيعودون الى صفوف حزب المؤتمر في الانتخابات الجارية حالياً. يشار الى ان المسلمين الهنود حوالى 140 مليون نسمة هم تقليديا من انصار حزب المؤتمر حزب علماني بزعامة عائلة غاندي، كانوا انسحبوا بشكل جماعي من هذا الحزب بعدما دمر متعصبون هندوس مسجد ايوديا اوتار براديش، شمال عام 1992. واتهموا حكومة حزب المؤتمر في ذلك الوقت بانها لم تفعل شيئا لمنع هذا التدنيس الذي أدى الى اسوأ اضطرابات هندوسية - مسلمة منذ استقلال الهند، إذ سقط حوالى ألفي قتيل. وبلغ الأمر ببعض المسلمين ان أدلوا بأصواتهم لمصلحة حزب الشعب الهندي بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي. وعلى رغم شعبية رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي الذي يعتبر الوجه الليبرالي لحزب الشعب فإن هذا الغزل القصير بين الجانبين انتهى، حتى في لاكناو، عاصمة اوتار براديش والدائرة الانتخابية لفاجبايي. لا سيما ان عدداً من الراديكاليين الهندوس يواصلون الدعوة الى بناء معبد للاله راما، اله الحرب عند الهندوس، على انقاض مسجد بابري في ايوديا. ويقول محمد معظم احمد، مساعد أمام مسجد فتح بوري في نيودلهي، "لا مشكلة مع فاجبايي كشخص. ولكن ماذا عن المجموعات الراديكالية المتحالفة مع حزب الشعب؟". وقال المسؤول عن الطائفة المسلمة في لاكناو، اسلام صديقي ان "قسماً كبيراً من المسلمين يتجهون الآن الى تأييد حزب المؤتمر". واضاف "ما أريد قوله ان نصف الناخبين المسلمين في انحاء الهند سيؤيدون حزب المؤتمر هذه المرة". وكانت رئيسة حزب المؤتمر سونيا غاندي قدمت اعتذارات علنية باسم حزبها عن تدمير مسجد بابري. ويفيد استطلاع حديث للرأي ان 62 في المئة من المسلمين سيصوتون لمصلحة حزب المؤتمر في الانتخابات التي تستمر حتى الثالث من تشرين الاول اكتوبر المقبل. وقال احمد "ليس لان المسلمين باتوا يحبون حزب المؤتمر بل لان الامر يتعلق بالحزب الوحيد القادر على الحاق الهزيمة بحزب الشعب الهندي على الصعيد الوطني". ويشعر المسلمون بالقلق من الروابط الوثيقة بين حزب بهاراتيا جاناتا والمنظمات الهندوسية الراديكالية النافذة. واذا كان هذا الحزب اتخذ منحى معتدلا منذ وصوله الى السلطة عام 1998 فإن اعداءه يؤكدون ان المسألة لا تتجاوز التكتيك الموقت. ولم تقع سوى اشتباكات محدودة بين الطائفتين الهندوسية والمسلمة منذ 1998. الا ان الاقلية المسيحية 5.2 في المئة من السكان تعرضت لاعمال عنف من الراديكاليين الهندوس. ففي تموز يوليو في لاكناو هاجم طلاب من القوميين الهندوس جامعة مسلمة مؤكدين ان رئيس الجامعة عبدالحسن علي ندوي 86 عاماً شتم في خطاب القاه الجنود الهنود الذين اشتبكوا في كشمير مع المقاتلين الاسلاميين القادمين من باكستان. ولم يلق ندوي المريض اي خطاب منذ آذار مارس. وقال شهيد حسين خان، احد مساعدي ندوي "اذا كان بالامكان التشكيك بوطنية استاذ جامعي محترم مثل ندوي، فماذا يمكن ان ينتظر المسلم العادي في الهند؟". الا ان ذلك لا يعني ان بإمكان حزب المؤتمر ان يعتمد على اصوات جميع المسلمين. واثار إمام مسجد الجماعة في نيودلهي، وهو أحد أهم المساجد في الهند، سيد احمد بخاري، مفاجأة الاسبوع الماضي عندما اعتبر ان حزبي المؤتمر وبهاراتيا جاناتا وجهان لعملة واحدة ودعا المسلمين الى عدم التصويت لأي منهما. وقال أمام 5 آلاف مصلٍّ إن "الذين يستعطون اصوات المسلمين في الانتخابات لا يقومون بأي شيء لاحقاً لتحسين أوضاعهم".