تحرك أحد باصات لندن الحمراء التقليدية ذات الطابقين من ساحة البرلمان في العاصمة البريطانية صباح امس متوجهاً الى غلاسكو في اسكوتلندا، في مستهل رحلة الى بغداد، تستغرق شهرين وتنظمها حملة "نداء مريم" للترويج لدعوتها الى انهاء العقوبات على الشعب العراقي، في 10 بلدان في اوروبا وشمال افريقيا والشرق الاوسط. وسيتناوب سائقان شابان، احدهما امرأة، على قيادة الباص الذي سيحمل ثمانية او تسعة ركاب. واُطلق على الحملة اسم "نداء مريم" نسبةً الى مريم حمزة، الطفلة العراقية التي تبلغ الرابعة من العمر والمصابة بسرطان الدم التي نجح النائب العمالي جورج غالواي في جلبها الى بريطانيا لمعالجتها وسط ضجة اعلامية. على رغم ان تحسناً مدهشاً طرأ على الوضع الصحي للطفلة خلال وجودها في بريطانيا، فإن حالتها تدهورت بعد عودتها الى العراق وهي تعاني في الوقت الحاضر اوراماً سرطانية ثانوية. وتحظى رحلة الباص والانشطة الاخرى ل"نداء مريم" بدعم مالي من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، والشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئىس الوزراء. وسيسعى الوفد الذي يقله الباص على امتداد الرحلة الى تسليط الضوء على انهيار الوضع الصحي في العراق، خصوصاً الزيادة الكبيرة في حالات الاصابة بالسرطان والتشويهات الخلقية التي يُعتقد ان لها علاقة باستخدام اليورانيوم الناضب في اسلحة خلال حرب الخليج. ويأمل منظمو الرحلة ان يتلقى الباص خلال جولته تبرعات من الادوية والمعدات الطبية التي ستُنقل الى بغداد. وسيكون غالواي على متن الباص خلال معظم الرحلة التي يقطع فيها اكثر من 10 آلاف كيلومتر عبر فرنسا واسبانيا والمغرب والجزائر وليبيا وتونس ومصر والاردن والعراق. ويتضمن برنامج الرحلة المشاركة في 20 اجتماع جماهيري على طول الطريق الذي سيسلكه الباص. وقال غالواي ل"الحياة" انه يأمل في ان يُستقبل الوفد "على أرفع مستوى وان يلتقي ملك او رئيس كل بلد نجتازه". واضاف ان البرلمان الفرنسي سيستقبل الوفد في 12 الشهر الجاري خلال وجوده في باريس. وعبّر غالواي عن اعتقاده بأن الحكومة البريطانية تتعرض الى ضغوط كثيرة لرفع العقوبات. ولاحظ ان أساقفة الكنيسة الانكليزية شجبوا العقوبات على أساس انها مرفوضة اخلاقياً، وان الزيارة المرتقبة للبابا الى العراق تجعل الحكومة البريطانية "قلقة جداً". وقال انه يعلق آمالاً كبيرة على وزير الدولة الجديد للشؤون الخارجية بيتر هاين، آخذاً في الاعتبار "السجل الطويل لتعاطفه مع المضطهَدين". وذكر غالواي انه سيجري التبرع بالباص للعراق في ختام الرحلة ليُستخدم كعربة طبية لنقل الاطفال من بغداد الى عمان. وعندما تُرفع العقوبات "سيكون الباص محط الانظار في متحف للتضامن العالمي في بغداد". وكان بين الشخصيات التي حضرت انطلاق الباص صباح امس ممثلان معروفان هما هارييت والتر وأندي دي لاتور وعضو مجلس اللوردات المسلم نظير احمد ورئيس قسم رعاية مصالح العراق في السفارة الاردنية الدكتور مظفر امين، وجون كين الذي كان الرسام الحربي لبريطانيا خلال حرب الخليج، وصباح المختار المحامي العراقي الذي يرأس اتحاد المحامين العرب. وسينضم المختار الى الباص في المغرب في نهاية الشهر الجاري ويرافقه الى بغداد. يمكن متابعة رحلة الباص عبر الموقع التالي على شبكة "انترنت": www.mariamappeal.co