نقل عضو مجلس العموم البريطاني جورج غالاوي دعواته من التضامن مع اطفال العراق وشعبه الذي يعاني وطأة العقوبات الدولية الى التضامن مع الحكومة العراقية ووصفها بأنها حكومة وطنية ستستمر في حكم العراق، وعلى بريطانيا واميركا التفاوض معها. وقال غالاوي الذي ينظم حملة جديدة "لا تنسوا اطفال العراق" وتهدف لجمع عشرة ملايين دولار لبناء مستشفى لعلاج الاطفال المصابين بالسرطان في بغداد ان "على بريطانيا واميركا رفع الحصار وليس تعليقه" وان عليهما "الدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الوطنية في بغداد حول قضايا الاسلحة" مؤكداً ان "الحكومة في بغداد هي التي ستستمر في حكم العراق"، وداعياً الى ايقاف الاتصالات مع المعارضة العراقية. واضاف في حوار معه عرضته "قناة العراق الفضائية" امس في معرض رده على القرار الدولي الجديد 1284: "هذا قرار ولد ميتاً"، وانه "فاقد للصدقية طالما ان دولتين هما بريطانيا واميركا وافقتا عليه تقصفان العراق يومياً". واعتبر القرار الذي يشير للمرة الاولى الى رفع للعقوبات مقابل عودة المفتشين الدوليين "خدعة تم ترويجها على انها مبادرة لانهاء معاناة العراقيين". وعن موقف الحكومة العراقية من القرار قال غالاوي الذي كان قبل فترة انهى "حملة للتضامن مع اطفال العراق" ضمن "باص مريم" الذي قطع اكثر من 50 ألف كيلومتر تفصل ما بين لندنوبغداد انه "رد فعل متوقع اذ لا يمكن لاية حكومة في العراق مهما كان نوعها ان تقبل بهذا القرار"، مشيراً الى "انه قرار يعيد العراق الى حقبة الاستعمار ويجعله دولة تابعة". واكد ان "رد فعل الحكومة العراقية طبيعي لانها حكومة تحترم نفسها". معلوم ان لقاءات غالاوي في بغداد لم تتوقف عند اللقاء مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز وممثلي المجلس الوطني العراقي البرلمان بل امتدت لتشمل عدي النجل الاكبر للرئيس صدام حسين. وكانت وسائل الاعلام العراقية اعلنت استقبال عدي صدام حسين لغالاوي والوفد المرافق له واستمع الى "بعض صور المؤازرة الدولية والعربية للعراق". ونقلت عن غالاوي قوله: "لم اكن اعرف هذا المستوى الكبير من التأييد والمناصرة للعراق بكل من مررت بهم في رحلتي"، مشيرة الى ان عدي رد عليه بالقول: "لم نفاجأ بكل ما ذكرت لأن ذلك من خيار القائد المجاهد صدام حسين". وعن مواقف الجالية العراقية في بريطانيا قال غالاوي مقللاً من شأن المعارضين لنظام الرئيس العراقي صدام حسين: "ان في بريطانيا جالية عراقية تقدر بمئتي الف عراقي هي بغالبيتها معنا"، مؤكداً ان سعيه الى تأسيس "الجمعية البريطانية - العراقية" سيثمر عن حماس للآلاف الذين ابدوا "استعداداً للعمل فيها وبتركيز من اجل قضية العراق". ومع امنياته ب"مشاعر دافئة" للعلاقات بين الشعبين البريطاني والعراقي قال غالاوي: "انني مع العراق حتى النهاية ولا اتوقع للسياسة الدولية الحالية الخائبة تجاه العراق ان تستمر". واعتبر غالاوي ان موقف الحكومة البريطانية تجاه العراق سبب للبلاد خسارة كبيرة تمثلت بما كانت الحكومة العراقية تخصصه من مبالغ تتجاوز بلايين الجنيهات وتصرفها على دراسة العراقيين في الجامعات البريطانية. وحرص غالاوي على الرد في ختام المقابلة التي اجراها معه مدير الاذاعة والتلفزيون في العراق محمد مظفر الادهمي، بالعربية على كلمات الشعر لمواقفه: "لا شكر على واجب".