تصاعدت حدة التوتر في الشطر الكشميري الخاضع للسيادة الهندية مع انطلاق الحملة الانتخابية هناك امس. و قاطع معظم أهالي كشمير الانتخابات الهندية، تجاوبا مع دعوة الأحزاب الكشميرية التي ناشدت الأهالي عدم التوجه الى صناديق الاقتراع. وافادت تقارير واردة من كشمير ان نسبة الاقبال لم تتجاوز العشرة في المئة من الناخبين، على غرار ما حصل في الانتخابات الماضية والتي قاطعها الأهالي مطالبين باستفتاء لتقرير المصير عملا بقرارات الاممالمتحدة في هذا الشأن. وتميزت الانتخابات في كشمير بالعنف اذ كثف المجاهدون عملياتهم العسكرية من أجل تعطيل العملية الانتخابية. ونجا وزير الشؤون الكشميرية في الحكومة الهندية بشير نينغرو من محاولة اغتيال مساء أول من أمس في سريناغار العاصمة الصيفية للشطر الكشميري الخاضع للسيادة الهندية. وعكس ذلك جدية التحرك العسكري الذي تقوم به الفصائل الكشميرية الرافضة للانتخابات، والداعية الى اجراء استفتاء عام يحدد من خلاله الشعب الكشميري مصيره مثلما حصل بالنسبة الى التيموريين الشرقيين. واستهدفت عمليات المقاتلين الكشميريين في الأيام الأخيرة كل ما يمت الى العملية الانتخابية بصلة مثل ضرب مراكز الاقتراع والمؤيدين للانتخابات. وعندما حاول أحد أئمة المساجد الموالين للهند والداعين الى الانتخابات مخاطبة حشد من العامة تعرّض الى اطلاق النار من قبل المقاتلين الأمر الذي أرغمه على الغاء تجمعه بعدما أصيب بجروح. وفي مناطق مختلفة من سريناغار وضواحيها عانت الشرطة الهندية من متاعب حقيقية في تفريق المتظاهرين المنددين بالعملية الانتخابية والداعين الى منحهم الحرية واجراء استفتاء عام بدلاً من الانتخابات المزيفة حسب قولهم. وقامت قوات الشرطة باطلاق الأعيرة النارية في الهواء من أجل تفريق المتظاهرين والمحتجين الأمر الذي تسبب في اصابة البعض بجروح . وعلى الصعيد الباكستاني، عبر اكثر من مسؤول عن انزعاجه من الانتخابات التي وصفوها بالمزيفة. ورأى وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز ان المقترعين لم يتجاوزا الخمسة في المئة من الشعب الكشميري كدليل على رفض الكشميريين لهذه الانتخابات، وكانت الهند رفضت السماح للصحافيين الباكستانيين بتغطية الحملة الانتخابية. وتشعر حكوم نواز شريف بالمهانة امام الشعب الباكستاني الذي رأى ان سحب المقاتلين الكشميريين من كارغيل لم يسفر عن شيء سوى تعزيز شعبية المتطرفين الهندوس الحاكمين في نيودلهي.