فور صدور الحكم القضائي بتبرئة المصورين الصحافيين من أي مسؤولية عن مقتل الأميرة ديانا وصديقها دودي الفايد، في حادث سير وقع عند مدخل نفق جسر الما وسط باريس، بادر البليونير المصري محمد الفايد والد دودي، الذي طالما اعتبر ان في الأمر مؤامرة، الى طلب استئناف الحكم. فأعلن محامي عائلة الفايد، جورج كيجمان أن قرار تبرئة المصورين الصحافيين الذين طاردوا سيارة المرسيدس التي كانت تقل ديانا ودودي، من فندق "ريتز" حتى مكان وقوع الحادث في 31 آب/اغسطس 1997، "ليس خالياً من بعض التناقضات". وأضاف كيجمان خلال مؤتمر صحافي ان هذه المطاردة لعبت دوراً في حمل سائق السيارة هنري بول، الذي توفي ايضاً نتيجة الحادث، على القيادة بسرعة فائقة، وعلى اعتماد خط سير مختلف عن خط سيره الاعتيادي. ورفض أن يكون السبب الرئيسي وراء الحادث هو الكمية المرتفعة من الخمر التي كان السائق قد تناولها، وجعلته غير قادر على السيطرة كما ينبغي على السيارة. وقال: لو أن هذا هو سبب الحادث لما كان هناك داعٍ للقيام بتحقيقات استمرّت على مدى سنتين، معتبراً أن الغموض الذي لا يزال يلّف بعض جوانب هذه القضية، يبرّر طلب الاستئناف الذي تقدّمت به عائلة الفايد. وفي ضوء هذا الموقف رأى البعض في باريس ان الفايد يجد صعوبة في تقبّل فكرة أن نجله قد توفي في حادث سير عادي، ويفضّل عليها فكرة المؤامرة التي دبّرتها أجهزة بريطانية للحؤول دون زواجه من الأميرة ديانا. فالأوساط المطّلعة على التحقيقات أكدّت أن الإمكانات المادية والبشرية التي جنّدها القضاء والشرطة الفرنسيان للكشف عن ملابسات الحادث، لم يسبق لها مثيل. فمنذ الساعات الأولى لبدء التحقيق تم فرز 30 محققاً من الشعبة الجنائية التابعة للشرطة، للعمل على الكشف عن المسؤولين عنه. وعلى مدى ثلاثة أشهر متواصلة، استمع هؤلاء الى أقوال أكثر من 153 شاهدا واستجوبوا حوالى 3 آلاف شخص يملكون سيارات من نوع "فيات اونو" بيضاء اللون، بعد العثور على آثار طلاء تعود الى سيارة من هذا النوع، على حطام المرسيدس التي قتلت فيها ديانا. ووُجّهت تهمة "القتل غير المتعمّد وعدم مساعدة أشخاص في حالة الخطر" الى حوالى تسعة من المصورين الذين شاركوا في مطاردة سيارة ديانا ودودي، ليتبيّن للقضاء في نهاية التحقيق الذي تابعته وسائل الاعلام العالمية كافة، انهم لا يتحمّلون مسؤولية مباشرة عن الحادث. وأثار القرار القضائي الفرنسي ارتياح هؤلاء المصورين، الذين صرّح أحدهم ويدعى روميوالد را، بأنه يؤكّد أنه وزملاءه كانوا يمارسون مهام عملهم وليس أكثر. لكن محامي أسرة هنري بول عبّر عن خيبة أمل موكليه، إذ أن القضاء حمّل السائق جزءاً من المسؤولية عن الحادث في حين أعفى المصورين من أي مسؤولية. وفي ضوء الاستئناف الذي تقدّم به الفايد، فإن ملّف الحادث سيبقى مفتوحاً.