بدافع الفضول أكثر منه بدافع التأثر، احتشد بضع عشرات من الاشخاص امس عند جسر الما في وسط باريس حيث وقع قبل عامين تماماً 31 آب/ اغسطس 1997 حادث السير الذي أودى بحياة الأميرة ديانا وصديقها دودي الفايد. قليل من الاشخاص الذين تجمعوا حول شعلة الحرية التي تعلو الجسر، حملوا معهم وروداً وضعوها في مكان الحادث، فيما اكتفى آخرون بالإطلاع على العبارات الصغيرة المكتوبة على أوراق لصقت تحت الشعلة. وعمل البعض الآخر على التقاط صورة تذكارية للنصب الذي شيّد غداة الحرب العالمية الثانية، لكنه بات مرتبطاً باسم الأميرة ديانا، ويشكل احدى المحطات الرئيسية التي يتوقف عندها السياح لدى زيارتهم لباريس. الى ذلك، أرجأ القضاء الفرنسي القرار الذي كان من المقرر ان يتخذه بملاحقة المصورين الصحافيين، روميوالد را وكريستيان مارتينيز، بتهمة عدم مساعدة شخص في حالة الخطر. وكان را ومارتينيز أول المصورين الذين وصلوا الى مكان تحطم سيارة المرسيدس التي كانت تنقل ديانا والفايد. وصرح محامي عائلة الفايد جورج كيجمان ان مثل هذه الملاحقة بحق المصورين ستكون مرضية، في حين لا يزال الملياردير محمد الفايد والد دودي، يتحدث عن عملية قتل ذهب ضحيتها ابنه والأميرة ديانا. يذكر ان الحادث أدى ايضاً الى مقتل سائق السيارة وهو من موظفي الأمن في فندق ريتز، هنري بول، والى إصابة المرافق البريطاني لدودي وديانا بجروح خطرة. وفي لندن، احتشد جمهور أمس امام قصر كينسينغتون الذي كانت تقيم فيه الأميرة ديانا حيث علقت على أسواره صور وبطاقات وباقات زهور من بينها باقة تحتوي على 300 وردة وضعتها سيدة "نيابة عن الذين أحبوا الأميرة من استراليا". في حين عرض متجر هارودز الذي يملكه الفايد صورتين كبيرتين لديانا ودودي تحيط بهما الزهور. وقضى الأميران وليام وهاري ذكرى وفاة امهما في قصر بالمورال مقر الملكة في اسكتلندا، بينما لم تنكس الاعلام على القصر حداداً. اما شقيق ديانا الكونت سبنسر فقد نكس الاعلام فوق ضريح الأميرة في ألثورب وأغلق أبوابه أمام الزوار في عطلة الاسبوع. وانتقدت بطاقات على أسوار كينسينغتون الإهمال حول انشاء نصب تذكاري لديانا وعُلقت بطاقة تقول: "لا يزال الشعب يتذكرها ويحاول المسؤولون نسيانها".