احتلال الشطر الشمالي من الجمهورية الشيشانية والقيام بعمليات خاصة ل"تصفية" القادة الراديكاليين والسعي الى تشكيل حكومة "متعاونين" مع موسكو... هذه هي الملامح الأساسية لعملية برية واسعة النطاق، ذكر ان هيئة الأركان العامة انجزت اعدادها. ونقلت وكالة انباء "انترفاكس" عن مصدر في قيادة الأركان الروسية ان "التحضير دخل مرحلته الحاسمة". ونقلت امس قوات قوامها 20 الف عنصر الى داغستان وأوسيتيا الشمالية، لتضاف الى وحدات قدر عددها ب30 الى 40 الف عنصر، تعززها المدفعية والطائرات. وأبلغ الى "الحياة" خبير عسكري ان الجنرالات "جاهزون ومتحمسون" ويؤيدهم رئيس الحكومة فلاديمير بوتين. لكنه طلب من الرئيس بوريس يلتسن "موقفاً واضحاً" لتأييد العملية وتغطيتها سياسياً. وكان يلتسن عقد اجتماعاً مطولاً مع وزير الدفاع ايغور سيرغييف الذي قال انه "لا يستبعد" الاجتياح. وثمة أدلة على ان الغارات الجوية الحالية هي جزء من خطة متكاملة يجرى بموجبها تحرك قطع فيديرالية على ثلاثة محاور من داغستان وأنغوشيتيا واقليم ستافرد بول الروسي. وذكرت صحيفة "سيفودينا" ان الجنرالات استفادوا من خبرة الحرب الأولى ومن عمليات حلف الاطلسي في كوسوفو. ولذا فان الاجتياح سيجرى تحت تغطية جوية من الطائرات الاعتراضية الحديثة. ولا يتوقع معدو الخطة مواجهة مقاومة تذكر في المناطق السهلية الشمالية الممتدة حتى نهر تيريك والتي كان الروس يشكلون غالبية سكانها قبل الحرب. ولتفادي الخسائر التي كان الشيشانيون يوقعونها بقوافل المدرعات والآليات، تقرر ان تسير القوات ب"تشكيلات مفتوحة" على جبهة واسعة. وفي المرحلة الثانية تهاجم القوات الفيديرالية تجمعات "الراديكاليين" في المناطق الوعرة القريبة من حدود داغستان. وتحاشياً لإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، تنص الخطة على "الالتفاف" حول بؤر المقاومة الضارية وتطويقها وفتح ممرين احدهما للمدنيين والثاني للمقاتلين الذين يقررون القاء اسلحتهم. قلعة باسايف ويرى خبراء هيئة الأركان ان "قلعة" القائد الميداني شامل باسايف في منطقة فيدينو الجبلية يتعذر الاستيلاء عليها بعمليات تقليدية، لذا من المحتمل انزال وحدات من الكوماندوس هناك ل"تصفية" باسايف او اي من مساعديه. وذكر ان قراراً سرياً صدر بالاعدام على خمسة من القادة الميدانيين الذين تولوا ادارة الاحداث في داغستان وأعلنوا هناك "دولة اسلامية". وهذا القرار يعد "الأساس الحقوقي" لاغتيال باسايف او دهم مواقعه بهدف الحصول على وثائق تثبت ارتكابه "جرائم" او نيته تنظيم عمليات تخريبية في الأراضي الروسية. والى جانب العملية الميدانية، ستنظم حملة اعلامية - نفسية واسعة احد اهدافها احداث انشقاق بين الشيشانيين والتهيئة لقبول حكومة "متعاونين" مع موسكو. ولكن ما هو موقع الرئيس اصلان مسخادوف؟ مصادر هيئة الاركان اكدت ان الخطة "لا تنص على احتلال غروزني"، ما قد يعني ان موسكو لا تريد الاشتباك مع الرئيس الشيشاني المنتخب شرعياً، بل قد تحاول دفعه الى التحالف معها ضد باسايف والرئيس السابق سليم خان ياندربييف و"المفكر الأول" مولودي اوروغوف الذين يناصبونه العداء. ولفت الانظار قرار اصدرته موسكو بوقف صرف المعاشات للمتقاعدين في الأراضي الشيشانية والموافقة على تحويلها الى اي منطقة خارج الجمهورية، الأمر الذي اعتبره المراقبون محاولة لاستدراج اكبر عدد ممكن من المدنيين وإخراجهم من مناطق المعارك قبل بدء الاجتياح. ولم يستبعد محللون ان يكون تسريب انباء عن بدء العملية البرية جزءاً من الحرب النفسية، الا انهم في الوقت ذاته يشيرون الى ان الآلة العسكرية بدأت الدوران وسيكون من الصعب على الكرملين وقفها.