رفعت احدى محاكم مدينة ليل شمال فرنسا أخيراً حجراً كان مفروضاً على ثروة جندي سابق في "الفرقة الاجنبية" الفرنسية، وصار بإمكانه التمتع بمبلغ 21 مليون فرنك فرنسي 4 ملايين دولار كسبها باليانصيب. والقصة ان الجندي السابق بيار بيكمان 63 سنة وهو من أصل الماني خدم سنوات عدة في الفرقة الاجنبية حتى تقاعده، وعاش في شقة متواضعة في ليل، الى ان ابتسم، بل ضحك له الحظ العام الماضي، وكسب الجائزة الأولى 21 مليون فرنك في لعبة "اللوتو". وبطبيعة الحال، وجد بيكمان فجأة ان له "أصدقاء" كثيرين، وتحلق حوله "مرتزقة" عدة أملاً ببعض المال من هذا الرجل الذي لم يبخل، حتى حين كان فقيراً على مطلقته التي اخذت ابنتيه قبل 25 سنة وفرت مع أعز أصدقائه. فكان ينفق عليهن شهرياً جزءاً من راتبه التقاعدي، على رغم انهن لم يسعين أبداً لإقامة اتصالات عائلية معه. وحين هبطت الثروة عليه، اغدق عليهن بهدايا ومنح بلغت قيمتها أكثر من مليون فرنك، لكن هذا السخاء لم يكف للجم جشع ابنتيه اللتين رفعتا دعوى بحق ابيهما، واتهمتاه بالعته. وطلبتا من المحكمة الأمر بمنعه من التصرف بأمواله، وان تعهد اليهما بهذا الحق، وقد استندتا في ادعاءاتهما على شهادة طبيب اختصاصي في الرياضة من أصدقائهما عاين أباهما قبل ستة أشهر لغرض آخر. فلم تنطل الحيلة على المحكمة التي رفضت ادعاءات الابنتين وأقرت للجندي السابق بحق التصرف بأمواله كما يشاء. ولم يتوقف حكم المحكمة عند هذا الحد. فقد أقر للثري الساذج من استعادة الأموال التي "وظفها" في عقد للتأمين، أقل ما يقال فيه انه عملية نهب منظم، ان لم يكن احتيالاً صرفاً. فقد اقنع مندوب شركة تأمين عالمية الثري الجديد باستثمار 15 مليون فرنك من ثروته في حسابات توفير لا يستفيد من عائداتها قبل 20 سنة. ورفضت الشركة التي صرفت لنفسها عمولة بلغت 600 ألف فرنك ان تدفع للزبون، من ماله، ما يحتاج اليه لبناء فيلا على الكوت دازور، بحجة ان عقده لا يسمح له سوى بعائدات شهرية لا تزيد على 30 ألف فرنك ما يعادل راتب موظف متوسط المستوى، وفي الوقت ذاته، تحتسب شركة التأمين لنفسها مبلغ 20 ألف فرنك كلما تقاضى زبونها 30 ألفاً! وأمرت المحكمة، في هذا الشأن، باستعادة بيكمان مبلغ 3 ملايين فرنك فوراً من شركة التأمين، ريثما يقيم المعاملات الضرورية، وهي معقدة، لفسخ عقده، قانونياً مع هذه الشركة.