بدأت معادلة الشيوخ والشباب تعود إلى واجهة الانتخابات مرة أخرى، حينما قام شباب بتوجيه ندائهم لأبناء جيلهم بإعطاء صوتهم لمن يفهم حاجاتهم وتطلعاتهم، في عصر السرعة التي لمزوا بأن الشيوخ ربما لا يعون التغير الذي حصل فيه. وقال المرشح في الدائرة الرابعة في انتخابات مدينة الرياض عبدالرحمن الحسين: «إن الكثير من المراكز القيادية في المجالس البلدية والعمل المجتمعي ومؤسسات المجتمع المدني يديرها مسنون نقدرهم ونحترمهم ونجل جميع الأدوار التي يقومون بها، لكن الآن جاء دور الشباب حتى يمنحوا الفرصة، أتمنى شخصياً أن تمنح الثقة في شباب الوطن في جميع مدنه الكبرى ومحافظاته، أرجو من الناخبين إعطاء الفرصة للشباب وانتخابهم ليفوزوا في جميع الدوائر الانتخابية، سنرى تغيير وأراهن على ذلك، من خلال طموحهم ونمط تفكيرهم وقدرتهم على إحداث التغيير ناهيك عن روح الشباب التي ستكون جامحة وطامحة لما هو أفضل». وأوضح الحسين أن تركيزه على محور الشباب وتخصيص مساحات وملاعب واسعة إضافية داخل كل مربعات الأحياء الصغيرة لهم لممارسة هواياتهم الرياضية ومحاربة الكتل الاسمنتية الجافة جاء من أن الشباب هم من يعانون الفراغ لا كبار السن الذي تعدوا مرحلة الفراغ إلى مرحلة العطاء، ويرى الحسين أنه من المهم تكثيف دور الشباب داخل الأحياء في إدارة شؤون أحيائهم عبر محور تطوير ورصد متطلبات الحي، أو القيام بأنشطته الاجتماعية والرياضية والترفيهية، بمهام تطوعية أو بمقابل مادي تتكفل به وزارة الشؤون البلدية. وإيماناً بهذه الفكرة، يرى الشاب عبدالعزيز النجيم أنه لم يسجل في هذه الانتخابات، ولم يحصل على بطاقة انتخابية لعدم معرفته بالدور الذي يقوم به المجلس، وما الذي يقدمه له كشاب يقطن في أحد أحياء العاصمة، متسائلاً: «هل سيقوم بإدارة المجلس الانتخابي القادم الشباب أم الشيوخ؟ ولمن تكون الغلبة في إدارة الأحياء التي أصبحت تشتكي من الشباب الذي يجّسون فيها من غير هدف يصلون إليه؟»، مذكراً بأن الشباب يمثلون النسبة الأكبر من سكان الوطن، «على هذا فلا يكون الرقم الذي يمثلون فيه مجالسهم البلدية أقل من هذا الرقم، وليس الشباب منفذين فقط بل هم روح الحركة الانطلاقية إلى المستقبل». وأوضح المرشح الحسين أن الشباب والفتيات ضَربوا أروع النماذج في العطاء نحو مجتمعاتهم من خلال أنشطتهم التطوعية التي يقومون بها بشكل واع «ومن التفريط أن تهدر هذه الطاقات وأن لا تستغلط. ويضيف «هذا ما حدثني به كثير من الغيورين المتحمسين من أبنائنا، لذلك لابد من تفعيل دور الشباب والفتيات في إدارة شؤون أحيائهم عبر محور تطوير ورصد متطلبات الحي أو القيام بأنشطته الاجتماعية والرياضية والترفيهية بمهام تطوعية أو بمقابل مادي تتكفل به وزارة الشؤون البلدية، وذلك من خلال مجالس الأحياء، وأن ترفع مجاميع الشباب والفتيات تقارير تلخص فيه رؤيتها لواقع أحيائها السكنية وسبل تطويرها والأخذ بتلك التقارير من الجهات التنفيذية». فيما رأى عبدالرحمن بودي بأن الفرصة الآن متاحة للشباب نفسهم أن يبرهنوا بأنهم يستطيعون تغيير المعادلة، ملقياً باللوم على العقلية السائدة التي رأت أن الشيوخ هم أهل الحكمة وأن الشباب متلقون لها، وهذا مما يؤثر بحسب رأي بودي في الشباب الذين لا يستطيعون الابتعاد عن هذه الرؤية التوقيرية، ولا يكادون يخرجون منها حتى يعودوا إلى الأدب المفروض عليهم، ولا مناص عنها.