واشنطن - أ ف ب - فقدت وكالة الفضاء الاميركية ناسا امس الاتصال بمركبة "مارس كلايمت اوربيتر" لدى دخولها الى مدار كوكب المريخ الذي اعدت لاستكشاف توزيع المياه على سطحه ومراقبة تغير فصوله. وأعلن ريتشارد كوك، احد المسؤولين عن مهمة المركبة انها تحطمت على الارجح بسبب "خطأ ملاحة فادح". وكان الباحثون في مختبر الدفع النفاث في باسادينا في ولاية كاليفورنيا يأملون ان تشكل المركبة اللبنة الاولى ضمن برنامج طموح لاستكشاف الكوكب الاحمر، قبل ثلاثة اشهر من الهبوط المرتقب لمركبة "مارس بولار لاندر" عليه للبحث عن اثار المياه تحت السطح. وقال فرانك اودونيل الناطق باسم المختبر إن المركبة نجحت في تشغيل محركاتها لدخول مدار الكوكب في الساعة 50،8 بتوقيت غرينتش امس. الاّ ان المهندسين لم يتمكنوا من اعادة الاتصال بها في التوقيت المحدد لذلك. وكانت المركبة وصلت الى المريخ بعد اجتياز 670 مليون كيلومتر منذ اطلاقها على متن صاروخ "دلتا 2" في كانون الاول ديسمبر الماضي. والمركبة صندوق يزن 338 كيلوغراماً من دون الوقود وطوله متران وعرضه 6،1 متر وارتفاعه 10،2 متر. وكانت مزودة بجهاز قياس يعمل بالاشعة تحت الحمراء لدراسة جو الكوكب وقياس الحرارة والجسيمات العالقة وبخار الماء والسحب. كما حملت جهازاً آخر يحتوي على آلتي تصوير واحدة للقطات البعيدة والثانية عادية. وهما معدتان لارسال صور للسطح والجو باستمرار. وكانت "مارس كلايمت اوربيتر" وصلت الى مسافة 193 كيلومتراً فوق القطب الشمالي للكوكب قبل تشغيل محركها لتتمركز في مدار حول المريخ. وقامت المركبة بكافة المناورات المطلوبة منها آليا. وكانت هذه المركبة معدة اساساً لمتابعة التغيرات المناخية مع تعاقب الفصول بين آذار مارس 2000 وكانون الثاني يناير 2002، اي ما يوازي سنة في زمن المريخ حيث تعادل السنة 687 يوماً ارضياً. وكان من مهماتها دراسة توزيع المياه على الكوكب، حيث تسود درجات حرارة صقيعية تصل الى 88 درجة مئوية تحت الصفر، ونادراً ما ترتفع فوق الصفر. وفي مثل هذه الاجواء تتواجد المياه وثاني اوكسيد الكربون في حالة جليد على قطبي الكوكب. وحتى شباط فبراير 2000 كان يفترض ان تتولى المركبة مهمة نقل البث بين الارض ومركبة "مارس بولار لاندر". وفي نهاية مهمة مراقبة مناخ المريخ، كانت ستنتقل اعتباراً من العام 2002 لتأمين الاتصالات بين المهندسين على الارض والمركبات التي ستهبط مستقبلاً على سطح الكوكب.