الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على جنوبلبنان وبقاعه الغربي، سجلت ليل أول من أمس تطوراً تمثل باستهداف مركز للجيش اللبناني سقط فيه شهيد وستة جرحى، الأمر الذي كان موضع استنكار عارم. وقال رئىس الجمهورية إميل لحود أن هذه الإعتداءات "لن تضعف من عزيمتنا في الدفاع عن أرضنا والتمسك بمواقفنا الثابتة". دان الرئىس لحود الإعتداء الإسرائيلي على مركز الجيش في بلدة صربا الجنوبية. وقال "انه اعتداء وحشي وبربري يخالف القوانين والأعراف الدولية". وحيّا "الموقف البطولي للجيش وتصدّيه للعدو على رغم تفاوت الوسائل والإمكانات"، مثمناً دماء الذين سقطوا، ومعتبراً انها "فداء للوطن بأكمله". وأكد "ان اعتداءات العدو الإسرائيلي، في مختلف اشكالها، لن تضعف من عزيمتنا في الدفاع عن ارضنا والتمسك بمواقفنا الثابتة والسعي الى السلام العادل والشامل في اطار وحدة المسار والمصير مع سورية ودعم المقاومة الوطنية في مواجهة الإحتلال". وتلقى لحود إتصالاً هاتفياً من الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي قدّم إليه تعازيه باستشهاد الجندي، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل. وشكر رئىس الجمهورية لنصرالله اتصاله، مؤكداً "العمل على تضافر الجهود لمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية بمختلف الوسائل، ولتحرير الأرض المحتلة". واتصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري هاتفياً بقائد الجيش العماد ميشال سليمان معزياً ومطمئناً إلى صحة الجرحى. ودان رئيس الحكومة سليم الحص من نيويورك الإعتداء، مؤكداً "ان العدو الاسرائيلي يخطئ اذا اعتقد ان اعتداءاته يمكن ان توهن عزيمة اللبنانيين وتجعلهم يتراجعون ويقبلون بأي شرط من الشروط التي يحاول ان يفرضها عليهم". وأضاف "انه يقدم دليلاً اضافياً الى عدوانية اسرائيل واستهتارها بكل القيم الانسانية"، معزياً بأبي طنوس ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل. وتفقد العماد سليمان موقع الجيش المستهدف يرافقه رئىس جهاز المخابرات في الجنوب العقيد حسن أيوب وأركان قيادة منطقة الجنوب العسكرية. واستمع الى تفاصيل المواجهات الليلية والعدوان الجوي الذي تعرض له الموقع. وأثنى على "بطولة عناصر الموقع في مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية". ثم عاد الجرحى في المستشفيات. وكانت طائرات حربية إسرائيلية أغارت قبيل منتصف ليل اول من امس على موقع الجيش في صربا ما أدى الى مقتل الجندي مخايل ابي طنوس وجرح الرقيب الأول خالد شلحة والعريف الأول محمد ديب والعريف نايف كنج والجنود محمد طالب وإيلي غصن ومحمد صعب، وأسفر عن تدمير ملالة للجيش. واعتبر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الامام محمد مهدي شمس الدين "ان الاعتداء الآثم لن يضعف من إرادة لبنان السياسية والعسكرية في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي ومواجهة مشروعه". وحيّا "الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وأفراداً". وعلى الصعيد الميداني، حلّقت طائرات حربية إسرائيلية على علو مخفوض جداً فوق مكان الإحتفال الذي كانت تقيمه الوحدة الآرلندية العاملة ضمن القوات الدولية في بلدة تبنين. وأمل قائد قوات الطوارئ الدولية الجنرال جيوجي كونروثي، خلال احتفال الكتيبة الآرلندية في مشاركة وزير الدفاع الآرلندي مايكل سميث، "بأن ينعم الجنوب وسكان المنطقة بالسلام". وقال "ننظر بشغف الى يوم يتحقق ذلك، وإلى مزيد من التعاون والإرادة الطيبة بيننا جميعاً خصوصاً بعد التطورات الأخيرة السياسية والأمنية التي نشهدها، ما يجعلنا نصرّ على التمسك بما أوكل إلينا من مهام على هذا الصعيد لتحقيق أمانينا بتطبيق القرار الدولي الرقم 425". وأغارت طائرات إسرائيلية مساء امس على اطراف بلدة جباع في اقليم التفاح على دفعتين. وقصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات مجدل زون والمنصوري والرحراح وتلال اقليم التفاح ومرتفعاته وأحراج سجد - الريحان ومزرعة عقماتا ومجرى نبع الطاسة وأطراف حبوش، وأطراف بلدات الكفور وزوطر الشرقية وزوطر الغربية ومزرعة الحمرا وسهل يحمر ومجرى نهر الليطاني. وأعلنت "السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي" انها هاجمت مواقع الشقيف والدبشة والسويداء وسجد وبئر كلاّب وأفادت المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" انها هاجمت مواقع الإحتلال وعملائه في البياضة والحردون وبئر كلاّب ومشعرون والصلعة وبلاط والمحيسبات وسجد. وذكرت لجنة المتابعة لقضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية "ان قضية الصحافية الرهينة في معتقل الخيام كوزيت إبراهيم ما زالت تتفاعل عالمياً وأحدثت ضجة حتى في الإعلام الإسرائيلي". ووزعت نص رسالة بعث بها مسؤول منظمة العفو الدولية في كندا رونالد آدمز الى مراسل صحيفة "هآرتس"، ونص مقال نشرته الصحيفة المذكورة اول من امس عن كوزيت والتحركات من اجل إطلاقها، ونص البيان الذي اصدرته منظمة حماية الصحافيين في نيويورك، وكلها تدين اعتقال كوزيت وتطالب بإطلاقها". على صعيد آخر، تقدم النائب نديم سالم باقتراح قانون معجل مكرر يتعلق بالعفو عن اللبنانيين الذين انخرطوا في صفوف "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائىل، او تعاملوا مع العدو، شرط ان يكونوا تركوا الميليشيا او انقطعوا عن التعامل، قبل صدور قانون بذلك، على ان يستفيد منه كل من يسلم نفسه طوعاً الى السلطات اللبنانية خلال ثلاثة اشهر من تاريخ العمل بالقانون المذكور.