اقترع اليمنيون امس لانتخاب رئيس لفترة خمس سنوات، وذلك في أول انتخابات رئاسية في اليمن تجرى بالاقتراع الشعبي المباشر. واكد نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات محمد حسن دقاج ل"الحياة" امس ان نسبة إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع كانت "بمعدلات لم نتوقعها، بخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية، باستثناء محافظة الضالع التي شهدت عدداً من التفجيرات والحوادث الأمنية". واتهم رئيس اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للانتخابات العميد علي صالح أطرافاً في المعارضة داخل "مجلس التنسيق الأعلى" بالضلوع في الحوادث الأمنية والتفجيرات التي شهدتها ليل أول من أمس وصباح أمس مدينة الضالع وعدد من مناطق المحافظة معقل الحزب الاشتراكي في الجنوب - بهدف "إرباك عملية الانتخابات"، لكنه اعتبر ان الاوضاع الأمنية "جيدة عموماً" و"لا مقارنة بما كنا نتوقعه واتخذت له القوات المسلحة اجراءات احترازية". وقال ان بعض الحوادث الأمنية التي وقعت امس في بعض المحافظات ذو دوافع "شخصية وجنائية"، مشيراً الى منشورات وزعتها دوائر سياسية تابعة ل"مجلس التنسيق الأعلى" للمعارضة في عدد من المحافظات والمناطق، تدعو الى مقاطعة الانتخابات. وأضاف: "لن نتعرض لهذه المنشورات بالمنع أو معاقبة موزعيها بل اطلقنا مواطنين ارتكبوا مخالفات عادية ومسؤوليتنا الحفاظ على الأمن ومنع اختلاله". وقدر عدد أفراد الجيش وقوات الأمن الذين كلفوا حراسة مراكز الاقتراع بأكثر من خمسين ألف جندي، ووزع نحو 17500 صندوق اقتراع في المحافظات والمدن اليمنية. واكد مصدر في اللجنة الانتخابية في مديرية ردفان في محافظة الضالع ل"الحياة" بعد ظهر امس ان عملية الاقتراع في مركز ردفان "تسير في شكل طبيعي" علماً ان المنطقة ينتمي اليها أبرز قادة الحزب الاشتراكي في الداخل والخارج. واكد التقرير الأمني للجنة العليا للانتخابات ان عدداً من قبائل محافظاتصنعاء ومأرب والجوف امتنعوا عن الإدلاء بأصواتهم مشترطين فتح مراكز اقتراع في قراهم بعد قرار اللجنة نقل صناديق الاقتراع الى مراكز المحافظات في هذه المناطق تحسباً لاستيلاء عناصر قبلية على الصناديق بعد الانتخاب ومطالبة السلطات ب"فدية مالية مقابل اعادة الصناديق كما حدث في الانتخابات النيابية عام 1997". وعلم ان السلطات المحلية واللجان الانتخابية "حاولت اقناع مشائخ تلك القبائل من دون جدوى". واعتبر امس يوم عطلة للدوائر الحكومية والخاصة والمدارس لمناسبة الاقتراع، واستخدمت المدارس والمراكز الصحية كمراكز اقتراع وفرز للصناديق، وغاب أي مؤشر الى شعبية المرشح نجيب قحطان الشعبي في عدد من المحافظات الشمالية، فيما ايد ناخبون في عدد من المراكز في محافظات تعز وأبين ولحج وذمار وحضرموت وعدد قليل في صنعاء انتخابه، وقال بعضهم: "منحناه أصواتنا لأننا نريد التغيير ما دامت ديموقراطية". واعرب آخرون عن رغبتهم في "تجربة انتقال السلطة سلمياً". وفي المحافظات الشمالية طغت شعبية الرئيس علي صالح في أوساط الناخبين وتردد ان أعداداً كبيرة منهم في المحافظات الجنوبية والشرقية ايدت الرئيس اليمني، ورأى بعضهم ان نجيب قحطان "من الجنوب، ولكن لا نعرف ولم نسمع عنه الا في الانتخابات الرئاسية". الى ذلك أفاد تقرير أمني في محافظة الضالع ان انفجاراً مدوياً اعقبه اطلاق نار وقذائف في مدخل مدينة الضالع عاصمة المحافظة مصدره قرية الجبلة، واستهدف مركزاً انتخابياً في "الكرب" والدوريات الأمنية المنتشرة في وادي الدرجة، وذلك في الساعة الحادية عشرة ليل الأربعاء، فيما سمعت أربعة انفجارات في الجهة الجنوبية لمدينة الضالع، تبعها تبادل اطلاق نار عشية الانتخابات. وعلم ان سبعة اشخاص جرحوا، وتعرضت دورية لمكمن مسلح في الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الاربعاء - الخميس على الطريق الرئيسي بين الضالع وقعطبة، استخدمت فيه قذائف، واسفر الحادث عن مقتل جندي من أفراد الدورية اسمه احمد علي أحمد ناجي. وعلم ايضاً ان انفجارين وقعا قرب مركزين انتخابيين في الدائرة 82 والدائرة 84 في محافظة الضالع من دون تسجيل أضرار. واكد رئيس اللجنة الأمنية العميد علي صلاح ان شخصاً قتل اثناء محاولته رمي قنبلة يدوية على مركز انتخابي في مديرية الأزارق في محافظة الضالع. وطلبت اللجنة الانتخابية في المحافظة من اللجنة الأمنية في صنعاء ظهر امس ارسال تعزيزات أمنية نظراً الى توتر الأوضاع في الضالع، وامتناع الناخبين عن الذهاب الى مراكز الاقتراع تحسباً للتفجيرات. وأورد تقرير أمني خاص باللجنة العليا للانتخابات اطلعت عليه "الحياة" ان عناصر من المعارضة تحركت في محافظة الضالع "لمنع الناخبين من الاقتراع"، مشيراً الى ان الشخص الذي انفجرت به القنبلة في مديرية الازارق اسمه مسعد محمد قحطان، و"اعترف قبل وفاته بأن كان يريد تفجير المركز الانتخابي". وفي محافظة عمران شمال العاصمة عززت قوات الأمن الحراسة حول عدد من المراكز بعد تبادل اطلاق نار بين الدوريات الأمنية وبعض الناخبين، اسفر عن جرح 7 أشخاص بينهم رئيس لجنة انتخابية فرعية اسمه صالح صالح يماني، و5 من أفراد الحراسة.