أكد المونسنيور جيوزيبي لازاريتي، سفير الفاتيكان في العاصمة العراقية ل"الحياة" في بغداد، في اتصال هاتفي ان زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للعراق لم تتأكد بعد. وقال لازاريتي: "ان زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية قداسة البابا يوحنا بولص الثاني للعراق هي مجرد رغبة لدى قداسته في الحج الى مدينة أور التاريخية مسقط رأس النبي ابراهيم الخليل". وأضاف ان ما يعرفه هو بصفته سفيراً للفاتيكان عن هذا الموضوع، هو ما نقله رسمياً الى السلطات العراقية ومفاده التبليغ عن رغبة قداسته في الحج الى مدينة أور، من دون اي تعيين لموعد هذه الزيارة او احتمال القيام بها في المدى القريب. وفي معرض رده على ما أثارته وتثيره هذه الزيارة المحتملة، اجاب المونسنيور لازاريتي، انه يقرأ في الصحف ما لم يتبلغ اي شيء عنه، وليس هو على علم شخصي به. وأبدت السلطات العراقية ترحيبها برغبة البابا في زيارة مدينة أور جنوبالعراق، وسارعت الى تشكيل لجان يختص عملها بتهيئة البرنامج المناسب لمثل هذه الزيارة التاريخية. كما خصصت القيادة العراقية المبالغ التي تحتاجها الترميمات والاصلاحات اللازمة في مدينة أور، من دون الاشارة الى زيارة قداسة البابا. وأثار تصريح الناطق الرسمي في البيت الأبيض في واشنطن الذي اوضح علناً عدم رغبة واشنطن في رؤية البابا يطأ أرض العراق، ردود فعل تراوحت بين شدة اللهجة والتحليل. ففيما ذهب بعض الصحف الى اعتبار الموقف الاميركي اهانة واستخفافاً بقداسة البابا، اكد ل"الحياة" مدير سابق للثقافة الكردية في وزارة الثقافة والاعلام، ورئيس تحرير صحف عراقية عدة صادرة باللغة الكردية: "ان العراق لا يحتاج الى مزيد من الاطفال المولودين مشوّهين، ونسبة وفيات اكثر ارتفاعاً، بسبب نقص الدواء والغذاء، لكي يزوره البابا، بموافقة او عدم موافقة الولاياتالمتحدة الاميركية، لأن الكنيسة الكاثوليكية لا تستطيع ولا تسمح بأن تبقى مكتوفة الأيدي او متغاضية عما يصيب الشعب العراقي بسبب الحصار". يأتي هذا في وقت تحمل البيانات الرسمية والتحركات السياسية في بغداد، انطباعاً متشائماً عما يمكن ان يسفر عنه الاجتماع المقبل في نيويورك، بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، حيث ستحاول هذه الدول ان توحد مواقفها في ما يتعلق بشروط تخفيف او تعليق الحظر المفروض على العراق.