حمّل قيادي بارز في الحزب الاشتراكي اليمني قادة الحزب في الخارج مسؤولية اتخاذ قرار بمقاطعة انتخابات الرئاسة "لأسباب تخصهم"، معتبراً انهم لا يدركون "ظروف الواقع" في اليمن. ورأى عضو المكتب السياسي للحزب عبدالغني عبدالقادر في حديث الى "الحياة" ان نتائج الانتخابات المقررة غداً محسومة سلفاً لمصلحة الرئيس علي عبدالله صالح "ونبارك له". لكنه حمّل حزبي "المؤتمر الشعبي العام" و"تجمع الاصلاح" و"الحملات على الاشتراكي" مسؤولية حشر حزبه في الزاوية "مما برر التصويت مع المقاطعة". وعلمت "الحياة" ان الرئيس اليمني أجرى خلال جولته الانتخابية على المحافظات اتصالات بقادة في الحزب الاشتراكي والحزب الوحدوي الناصري، اظهروا معارضة للمقاطعة. وأبلغ علي صالح احد هؤلاء القادة انه لا يسعى الى "الضغط على أي قيادي في الاشتراكي أو الحزب الوحدوي الناصري"، فأكدوا له انهم ضد المقاطعة. وقبل ساعات من توجه 5 ملايين ونصف مليون ناخب الى صناديق الاقتراع، يعد الحزب الحاكم وحلفاؤه لمهرجان حاشد في الاستاد الرياضي في صنعاء اليوم، يختتم به علي صالح حملاته الانتخابية. وكان منافسه الذي ينتمي الى "المؤتمر" السيد نجيب قحطان الشعبي نظم في العاصمة امس آخر مهرجاناته، مجدداً انتقاده سياسات الحكومة في المجالات الأمنية والاقتصادية، وفي قطاعي الخدمات والتعليم. يذكر ان حوالى سبعين صحافياً من صحف عربية وأجنبية واذاعات ووكالات أنباء يشاركون في تغطية الانتخابات ونشاطات الفاعليات السياسية. وتفيد مصادر المعارضة اليمنية ان منظمات معنية بالديموقراطية امتنعت عن ارسال مندوبين لمراقبة عملية الاقتراع، في حين تأكد ان "المعهد الديموقراطي الأميركي" اعتذر عن عدم المشاركة في المراقبة، من دون ابداء أسباب. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات ان مراقبين عرباً وأجانب سيحضرون، لكنها لم تحدد هويتهم أو عددهم. الى ذلك نفى القيادي البارز في الحزب الاشتراكي السيد عبدالغني عبدالقادر ان يكون حزبه يحرض المواطنين على الامتناع عن التصويت. وقال في حديث الى "الحياة" راجع ص 2 أجري في مقر الاشتراكي في العاصمة اليمنية، ان التنافس "غائب" بسبب "عدم تنافس برنامجين مختلفين"، لكنه أقر بأن المقاطعة "ليست اسلوباً سليماً ولا آفاق لها". وزاد: "نبارك للأخ الرئيس نتيجة الانتخابات، ولكن من دون معالجة واقعية لقضايانا لن نتقدم خطوة واحدة". وسئل عبدالقادر: قادة الاشتراكي في الخارج اتخذوا قرار مقاطعة انتخابات الرئاسة وانتم تبنيتموه، فأجاب: "هذا ليس صحيحاً وكانت هناك نقاشات وخلافات عميقة في الداخل قيادة الداخل في شأن قرار المقاطعة، الذي اتخذ بالتصويت. معظم القيادات في الخارج كانت مع المقاطعة لأسباب تخصها ولعدم معرفتها بظروف الواقع. نحن منذ البداية كنا مع المشاركة، لكن عدم وجود ظروف مثلى للتنافس عزز الرأي الآخر". ورداً على سؤال عن التعاون بين احزاب التحالف الوطني بما فيها تجمع الاصلاح وبين المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم، وهل يعني فرزاً بين جبهتين حزبيتين، احداهما موالية والثانية معارضة احزاب مجلس التنسيق قال عبدالقادر: "لدينا شكوك بأن "الاصلاح" يؤمن بالعملية الديموقراطية، وهواجس بأن تحالفه مع المؤتمر هو من باب السعي الى الانقضاض على السلطة من داخلها".