عقد قياديون في أحزاب "مجلس التنسيق الأعلى" للمعارضة في اليمن مؤتمراً صحافياً أمس في مقر الحزب الاشتراكي في صنعاء رداً على رفض مجلس النواب اليمني تزكية علي صالح عباد مقبل كمرشح للانتخابات الرئاسية. وأهم ما ميز المؤتمر الصحافي حدة الألفاظ التي استعملها مقبل مثل وصفه أعضاء مجلس النواب بأنهم "كباش" وقال: "أدعو نجيب قحطان الشعبي المرشح المستقل الى الانسحاب". وأعتبر حزب "التجمع اليمني للاصلاح" ملحقاً للمؤتمر، واتهمه بالعمل ضد تزكيته في البرلمان مرشحاً للانتخابات الرئاسية. وتحدث مقبل عن أسباب عدم منحه الثقة البرلمانية لتزكيته مرشحاً للمعارضة بأنها "راجعة الى انعدام المواطنة المتساوية والخوف من برنامج المعارضة، وبعدهم الحكم عن الديموقراطية بكل مفاهيمها". وأضاف مقبل رداً على سؤال لماذا طلب التزكية البرلمانية ما دام يعرف سلفاً أنه لن يفوز بها: "قبلنا الترشيح حتى نغريهم. ونحن نعرف سلفاً أن القبول بنا مستحيل من قبل الجماعة الحاكمة، لأننا طالبنا منذ المؤتمر العام الرابع للحزب الاشتراكي بالمصالحة الوطنية، وأوضحنا رؤيتنا السياسية للخروج بالبلد من دورات العنف والصراعات منذ عام 1962م وحتى اليوم بالحوار بين كل القوى السياسية: الأحزاب والحكومات والقبائل والطوائف، نتحاور ونقدم ما لدينا ونصل الى قواسم مشتركة ونحتكم الى صناديق الاقتراع وندير اللعبة في اطار قواسم مشتركة كما حصل في وثيقة العهد والاتفاق" قبل حرب 1994م. ورداً على سؤال حول الأسباب التي منعت الاشتراكي واحزاب المعارضة من الدخول في حوار وتنسيق مع حزب الاصلاح قال مقبل "الاصلاح هو مظلة للمؤتمر الشعبي العام ونسخة ثانية للحزب الحاكم. انه امتداد واحد مع المؤتمر الشعبي". وفي المؤتمر الصحافي قال جارالله عمر سكرتير اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي ان مجلس النواب "لا حول له ولا قوة، ومرشح الحزب الحاكم اختار منافسه وأمر مجلس النواب بالتصويت على هواه". ورداً على سؤال حول موقف المعارضة من فوز الرئيس علي عبدالله صالح والسيد نجيب قحطان الشعبي بتزكية مجلس النواب كمرشحين وحيدين للانتخابات الرئاسية المقبلة في 23 أيلول سبتمبر المقبل قال جارالله عمر "المسألة تتعلق بمدى جدية المنافسة المشروطة بوجود مرشحين وبرنامجين مختلفين من اتجاهين مختلفين. والوضع الآن مختلف: هناك مرشح وظله والدستور ينص على التنافس وليس أنا وظلي". وأضاف جارالله عمر "نحن في أحزاب مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة لم نتفق مسبقاً مع المؤتمر الشعبي أو الاصلاح وقررنا أن لا نطلب التزكية من أحد وأن لا نرفضها وفقاً لشروط التعدد الديموقراطي في التنافس. المسألة لا تتعلق بالتفاوض وعدم نجاحه انما المسألة مبيتة وهي موقف من الديموقراطية نفسها". وانتقد الدكتور عبدالقدوس المضواحي، أمين الدائرة السياسية في حزب التنظيم الوحدوي الناصري، طريقة التصويت على تزكية المرشحين للانتخابات الرئاسية في مجلس النواب واعتبرها "اسلوباً أمنياً" وانها جرت تحت الرقابة ونفذ الأعضاء التوجيهات لمن يصوتوا ولمن لا يصوتوا. وفيما ربط السيد علي سيف حسن الأمين العام المساعد للوحدوي الناصري بين عدم تزكية مقبل وزيارة الرئيس صالح الى الجزائر واعتبرها مؤشراً خطيراً، علت ضحكات جميع الموجودين في المؤتمر الصحافي، وطلب أحد قيادات المعارضة تجاوز ما قاله علي سيف حسن لأنه طرح غير معقول. وعلق جارالله عمر بأن مجلس النواب اليمني مُنع من أداء دوره الوطني، وقال "انه مظلوم مثلنا". ونفى جارالله عمر أن يكون هناك رهان على الخارج من قبل المعارضة يتعلق بمنح مقبل التزكية البرلمانية: "نحن لا نخاطب الخارج ولا نسعى اليه، انما الآخر هو من يدعو للمصالحة العربية ويرفض المصالحة الوطنية. والسلطة هي التي تراهن على صندوق النقد الدولي ومنظمات حقوق الانسان في العالم وليس المعارضة". وكان مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة أصدر بياناً وزع أمس أثناء المؤتمر الصحافي رداً على رفض البرلمان تزكية مقبل عبر فيه عن استنكار أحزاب المجلس ورفضها الموقف الذي وصفته بأنه "معاد" للديموقراطية، واعتبره مصادرة لحق الناس في الاختيار ما يجعل نتائج الانتخابات محددة سلفاً ومجرد اجراء لالغاء حق التنافس والتداول السلمي للسلطة والغاءً عملياً للانتخابات الدستورية. وأكد البيان استمرار أحزاب المعارضة في الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الانسان والوحدة الوطنية.