اقترن اسم الدكتور محمد صبري السوربوني في ذهني ب"القارعة"، وكانت عنواناً لمقال استوقفني عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية، فلا استوعبت ما يرمز اليه اسم كاتب المقال لأن مصر تخلو من قرية أو مدينة اسمها "سوربون" يُنسب اليها أبناؤها، كما يُنسب الزنكلوني الى زنكلون والزفتاوي الى زفتى، والإبياري الى إبيار والدمياطي الى دمياط والاسكندري الى الاسكندرية والدشلوطي الى دشلوط والفرشوطي الى فرشوط، وهلم جرا... ولا أدركت معنى "القارعة" في تلك السن المبكرة. وعندما خرجت الى الدنيا وعملت محرراً في جريدة "المقطم" وجدت على مكتبي ذات صباح من عام 1948 نسخة من كتاب ضخم عنوانه "الامبراطورية السودانية في القرن التاسع عشر" ومعه أطلس كبير، وعليهما إهداء من مؤلفهما الدكتور محمد صبري السوربوني "إياه"! فكتبت معرّفاً بالكتاب ومشيداً بالجهد الأكاديمي الشاق الذي بذله المؤلف في سبيل جمع مادته وتحليلها من واقع الوثائق التاريخية المجهولة والمعروفة. وفوجئت عقب نشر المقال بزائر لا أعرفه يقتحم عليّ غرفتي ويشدّ على يدي ويمطرني بقبلاته، فسألته: مَنْ تكون؟ فقال: أنا صبري السوربوني، وقد جئت بنفسي لأشكرك على ما كتبته عن كتابي مع أن مقالي نشر بغير توقيع كالتقليد الذي كان متّبعاً في صحف تلك الأيام. وقد اختصر بحفاوته الحارة الطريق الى قلبي، ولا سيما عندما دعاني الى زيارته في منزله الملاصق لقصر القبة الملكي، وكان منزلاً مستقلاً فيلا محاطاً بحديقة كبيرة يشرف بنفسه على زراعتها بالخضر والفاكهة والزهور. وطاف بي في أنحاء مكتبته الضخمة بنفائسها من الكتب الأدبية والتاريخية والفنية أيضاً بلغات شتى، وأراني اللوحات الفنية التي تزدان بها جدران البيت، وكلها لوحات أصلية لفنانين معروفين اقتناها بنفسه في أوروبا. كما قدمني الى زوجته السويسرية وابنيه وابنته وكانوا صغاراً. وقد أمتعني يومها حديثه التلقائي عن الساسة الذين عرفهم، وأشهرهم الزعيم سعد زغلول باشا 1860 - 1927 وعن كبار الأدباء الذين اتصل بهم في مصر والبلدان العربية، ومنهم الشاعر اسماعيل صبري 1854 - 1923 والشاعر أحمد شوقي 1868 - 1932 والشاعر خليل مطران 1872 - 1949 والشاعر حافظ ابراهيم 1871 - 1932 والشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي 1863 - 1936 وغيرهم. كما حدثني عن زمالته لطه حسين 1889 - 1973 في السوربون وقال انه هو الذي زفّ الى طه حسين خبر نجاحه في الامتحان، كما روى ذلك طه حسين نفسه في الجزء الثالث من "أيامه"، وأشار الى زميل ثالث اسمه جلال شعيب - هو بطل رواية "أديب" لطه حسين - وقد ضيّع شبابه في باريس وعجل بذلك بمنيّته قبل أن يظفر بأي شهادة. وقد بهرني السوربوني بواسع علمه وتعدد اهتماماته وبشخصيته المرحة وتعليقاته الساخرة. كان أميل الى القصر منه الى الطول، يعتمر "بيريه" كغطاء لشعره الناحل، ولا يفارقه غليونه أو عويناته. اذا تحدث انطلق في الحديث، ولا يلبث ان يطلق فكاهة بصوته المجلجل. وإذا كان زميله طه حسين قد انتقل بعد المرحلة الباريسية الى طبقة الارستقراط، فقد بقي السوربوني شعبياً حتى عندما أُنعم عليه برتبة البكوية، وعندما أُسندت إليه رياسة دار الكتب ومعهد الوثائق والمكتبات. وتوثقت صلتي بالسوربوني بعد ذلك، ولا سيما عندما تقرر هدم البيت الذي يقيم فيه لإخلاء المنطقة حول القصر الملكي، فانتقل الى بيت آخر غير بعيد عن بيتي. وصف لى قراره بالسفر الى فرنسا للدراسة هناك بعد نيل شهادة البكالوريا في عام 1913 قائلاً انه أراد أن يطوح بنفسه تطويحاً في أوروبا كي يعتمد على نفسه ويشق طريقه بأظافره. وقال انه اختار جامعة السوربون للدراسة فيها من قبيل التحدي لأنها معقل حصين تنوء دونه الهمم، فانكب على دراسة اللغتين الفرنسية واللاتينية كيما يذلل العقبة التي تتحطم عليها قدرات الدارسين، وبلغ من إتقانه الفرنسية حداً جعله يؤلّف كتبه بهذه اللغة وينشرها في باريس بمقدمات يكتبها أساتذته المرموقون. وقال انه في حين كان جميع الدارسين يتخصصون في مجال واحد، فقد اختار هو - من قبيل التحدي أيضاً - أن يتخصص في مجالين هما التاريخ والأدب، وأضاف اليهما هواية الفن، فدرس الفنون من واقع كتالوغات كبار الفنانين العالميين التي حرص على اقتناء أكبر مجموعة منها، كما جعل زيارة المتاحف الكبرى بنداً ثابتاً في برنامجه المرسوم. ووصف الدكتور طه حسين جهاد السوربوني في سبيل تحقيق الفوز في هذه الجامعة العريقة فكتب يقول في "أيامه": "ان السوربوني جدّ وكدّ، وتقدم للامتحان مرة ومرة، ولكن عقدة اللاتينية أدركته، فكان إذا أقبل على الامتحان وتلقى النص اللاتيني الذي يجب أن يترجمه الى الفرنسية، ألقى عليه نظرة سريعة ثم طواه وقدم الى الممتحنين صفحة بيضاء لم يمسسها خطأ أو صواب، وانصرف ضاحكاً يتمثل ببيت لاتيني قديم يصور اليأس والقنوط. ولكنه لم يعرف يأساً ولا قنوطاً، ولم يُذعن لعقد أو صعوبة، وانما حاول وطاول وألحّ في المحاولة والمطاولة حتى تقدم للامتحان ذات يوم، وتلقى النص اللاتيني، فلم ينظر فيه نظرة سريعة، وانما أقبل عليه فترجمه وقدم الى الممتحنين صحفاً أتاحت له الفوز والنُجح". استكتبته مرة مقالاً عن ذكرياته فاستهله بقوله: "كان في نيتي أن أكتب قصة حياتي بعنوان لقد عشت مليون سنة، ولا غرابة في ذلك، فإن مقاييس الزمان والمكان التي نعرفها مقاييس سطحية، فليس الخط المستقيم أقرب الطرق دائماً الى الغاية، اذ يطيب لي أحياناً أن أبلغ الغاية من طرق جانبية متنوعة. أخرج من طريق الى طريق، من منعرج الى منعرج، دون أن أحس بطول المسافة والزمن. والواقع ان كل شيء نسبيّ مرهون بظروفه وملابساته، وقد يطول الزمن ويقصر، ويبطيء ويعجل، وهو لا يسير على وتيرة واحدة. فلا يصح قياسه بمقياس جامد لا يحسب حساباً لروح الزمن واختلاف مراحله". تمنى السوربوني أن يعيش مليون سنة، لكنه لم يعش الا نحو 85 عاماً، اذ يُختلف على يوم مولده، وهل كان في 9 تموز يوليو 1894 - كما تقول بطاقة هوية السوربوني، أو في عام 1890 كما يُستنتج من عبقريته الشعرية المبكرة. كان الدكتور السوربوني - كما يُستدلّ من عناوين كتبه - مشدوداً الى كبار الأعمال الأدبية والأحداث التاريخية، فهو يؤلّف عن "الشوامخ" وعن "أروع" ما كتب خليل مطران وعن "المجهول" من شعر شوقي وعن "شعراء العصر" وعن "حضارة العرب" وعن "أسرار" تدويل قناة السويس وعن "الامبراطورية" المصرية و"الامبراطورية" السودانية، وكلها عناوين تشي بالرغبة الكامنة في صدر السوربوني، وهي ألا يكتب الا عن الكبار الكبار من الحادثات والشخصيات، وهو بهذه المؤلفات يتقحّم مجتمع الثقافة بكل عُرامه وزخمه وقوارعه أيضاً. وهذه الفتوحات العلمية التي اجترحها السوربوني كانت كفيلة بأن تفتح له أبواب الجامعات يدرّس فيها، وأن تمهد له أسباب التبريز، سواء في المجامع أو في مهرجانات الجوائز، ولكن هذه الأسباب جميعاً تخطته، وليتها اقتصرت على ذلك، بل لقد عاقبته في رزقه عندما زُجّ باسمه في قوائم التطهير التي أعلنتها الثورة بعد قيامها، ففصل من وظيفته مع مَنْ فصل في مذبحة التطهير، ومنهم الشاعران ابراهيم ناجي 1898 - 1953 وصالح جودت 1912 - 1976. وأصبح السوربوني منذ كانون الأول ديسمبر 1952 بلا وظيفة، يعيش على راتب تقاعدي هزيل. ولا غرو أن تمتلئ نفسه بمرارة ممزوجة بالسخرية. وكنت أسمعه يقول: "لا أريد وظائفهم ولا جوائزهم". بل فكر جدياً في الهجرة الى باريس - في وقت لم يكن مسموحاً فيه لمن يسافر بأن يحمل معه ما يزيد على خمسة جنيهات مصرية! - وقال انه سيحمل معه لوحتين أو ثلاثاً من اللوحات التي يقتينها لبيعها في فرنسا والعيش هناك من ثمنها، والأهم عنده هو أن يطبع هناك كتاباً ضخماً كان منكبّاً على تأليفه باللغة الفرنسية عن الحضارة العربية في قلب افريقيا في القرن التاسع عشر، وتقع مخطوطته غير الكاملة في أكثر من ألف صفحة. وتحت وطأة هذه الحالة النفسية، فكّر في بيع خزانة كتبه، وأعدّ لهذا الغرض فهرساً مطبوعاً باللغة الفرنسية عسى أن تهتم باقتنائها إحدى الجامعات أو الهيئات العلمية، والذي حدا به الى ذلك كونه قد انفصل عن زوجته السويسرية، وكان ابناه قد هاجرا الى الخارج، وتزوجت ابنته واستقلت بحياتها، وصار يعيش بمفرده ويقوم بنفسه بجميع الأعمال المنزلية، بل صار يعتقد بأنه مُطارد، فأحكم أرتجة البيت واقتنى كلباً يدرأ به خطر المطاردين الحقيقيين أو الوهميين. فإذا زاره صديق عادت ضحكته المجلجلة ترن في الآذان قائلاً لمناوئيه: "أنا السوربوني، وموتوا بغيظكم"! وعندما أصدر كتاب "خليل مطران، أروع ما كتب"، وهو يضم نماذج من كتابات الشاعر خليل مطران النثرية، رجوت أستاذنا عباس محمود العقاد 1889 - 1964 أن يتناول الكتاب بقلمه، وفي ذهني أن أرفع من الروح المعنوية للدكتور السوربوني، فكتب مقالاً نشرته في مجلة "قافلة الزيت" السعودية - عدد تموز يوليو 1961 - التي كنت أمثلها في مصر، قال فيه: "جاءت مقدمة الكتاب في مكانها وفي موعدها، لأنها تُعين على التعريف بفضل مطران الناثر، وتصحيح الدعاوى الفاشية بين الأدباء الناشئين الذين تغرهم تلك الطنطنة الجوفاء بأسماء المذاهب الأدبية والمدارس الفنية كلما راجت زمناً في صحف الأدب الرخيص بين الغربيين، وقد تفيد الناقد الأصيل المطبوع، ولكنها تضلل الناقد المقلّد عن الحقيقة المقصودة، لأنها تشغله بالأسماء عن المسميات، وبالقشور عن اللباب، وقد يضل أصحابها أنفسهم في وضع أسماء المذاهب وفي تطبيقها على الموضوعات". والكتاب الذي أثار جدلاً كبيراً من كتب الدكتور محمد صبري السوربوني هو كتاب "الشوقيات المجهولة" بجزأيه، لأن السوربوني حصر فيه كثيراً من الشعر المنشور في الصحف بالتوقيع الصريح للشاعر أحمد شوقي أو بغير توقيعه، وجعل منه مادة الكتاب معتمداً في ذلك على معاصرته لزمن الشاعر وعلى ادراكه لخصائص شوقي الشعرية وعلى ما كان يعرفه من اهتمامات شوقي واتصالاته بما يقطع - في عرفه - بأن هذه القصائد هي له. وقد أنكر النقاد على السوربوني جزمه بأن هذا الشعر المجهول هو لشوقي، وقالوا انه قد يكون لشاعر آخر. كما نعوا عليه احتفاله بقصائد ارتأى شوقي إسقاطها لاعتبارات خاصة به، وأهملها الأديبان اللذان وقفا على نشر الجزءين الثاني والثالث من "الشوقيات" وهما الشاعر محمود أبو الوفا 1901 - 1979 والأديب محمد سعيد العريان 1905 - 1964. وقال بعض النقاد اذا كانت "الشوقيات" قد وقعت في أربعة أجزاء، فلا يصح أن يضاف الجزءان الصادران من "الشوقيات المجهولة" إليها باعتبارهما الجزءين الخامس والسادس. وأياً كان الأمر، فإن السوربوني بتعليقاته الضافية وشروحه ومقدماته وهوامشه قد قام بعمل أكاديمي باذخ يعد وثيقة ثمينة في دراسة شوقي وعصره وسمات شعره واهتماماته حتى وان قيل انه أخطأ في بعض اجتهاداته. ومن قبيل الاستطراد أذكر ان الدكتور أحمد الحوفي 1910 - 1983 اهتم بدوره بشعر شوقي، فأعاد ترتيب قصائده المنشورة في الشوقيات، وأرخ لكل قصيدة، وشرح مناسبتها، وغير في بعض العناوين، ثم أعدّ فهارس مسهبة للاعلام والأماكن والقوافي والألفاظ، وحول "الشوقيات" الى كتاب جديد عنوانه "ديوان شوقي" يقع في جزءين. وبفضل هذا العمل يستطيع الباحث الاهتداء الى ضالته في لحظة بسبب الفهارس الكاشفة والهوامش الثرية. ولد الدكتور محمد صبري السوربوني في المرج من أعمال محافظة القليوبية في أواخر القرن الماضي - كما أسلفنا - ونال شهادة البكالوريا في عام 1913، ولكنه أصدر في عام 1910 وهو ما زال طالباً في المرحلة الثانوية الجزء الأول من كتاب "شعراء العصر" بمقدمة للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي 1876 - 1924 وأصدر الجزء الثاني في عام 1912 بمقدمة للشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي. وبعد نيله شهادة البكالوريا سافر الى فرنسا في عام 1914 للدراسة هناك، وان كانت الطبيعة الفرنسية استهوته فصوّر ذلك في كتاب أصدره عام 1915 عنوانه "ذكرى الماضي أو سياحة في الجبل". ومع اشتعال نيران الحرب العالمية الأولى عاد الى القاهرة، ولكنه قرر أن الحرب لا يمكن أن تكون عائقاً دون متابعة لدراساته العليا فعاد الى باريس على نفقته الخاصة - كما كان يفعل في جميع أسفاره - والتحق بالسوربون في عام 1915 ومنها حصل أولاً على شهادة الليسانس في عام 1918 ثم على شهادة الدكتوراه بأعلى مراتب الشرف، وكان أول مصري ينال هذه الشهادة. وفي باريس انضم الى الوفد المصري الذي جاء الى العاصمة الفرنسية بعد توقيع معاهدة الصلح في فرساي للدفاع عن القضية المصرية برياسة سعد زغلول باشا، فنال ثقة الوفد بفضل اتصالاته الواسعة بالصحافة الفرنسية. وفي فرنسا أصدر عدة كتب باللغة الفرنسية هي "الثورة المصرية" في جزءين و"المسألة المصرية" و"نشأة الروح القومية في مصر" - وهو رسالة الدكتوراه، و"السودان المصري 1821 - 1898" و"تقرير الزعيم أحمد عرابي الى المحامين" و"الامبراطورية المصرية في عهد محمد علي والمسألة المشرقية" و"الامبراطورية المصرية في عهد اسماعيل والتدخل الانكليزي الفرنسي". وفي مصر، أصدر كتباً منها "تاريخ الحركة الاستقلالية في ايطاليا" بمقدمة للشاعر خليل مطران و"تاريخ مصر الحديث من محمد علي الى اليوم" و"الثورة الفرنسية ونابليون" و"مصر في افريقيا الشرقية" و"نوبار باشا" و"الامبراطورية السودانية في القرن التاسع عشر" مع أطلس كبير، و"فصول في الاجتماع" و"فصول في التاريخ" و"أسرار قضية تدويل قناة السويس" و"فضيحة السويس". أما كتبه الأدبية - عدا ما سلفت الاشارة اليه - فهي "الشوامخ" في أربعة أجزاء، و"محمود سامي البارودي"، و"اسماعيل صبري" و"أدب وتاريخ واجتماع". ونظراً لأن الدكتور السوربوني كان يطبع كتبه على نفقته الخاصة، فقد صار من المتعذر الحصول عليها، وان كان بعضها - ولا سيما "الشوقيات المجهولة" - قد تعرض لقرصنة الناشرين. وعقب عودته من باريس في عام 1924 عين مدرساً للتاريخ في مدرسة المعلمين العليا، ثم نقل الى دار العلوم، وعين مديراً لدار الكتب الوطنية بالإنابة، ومديراً لمعهد الوثائق والمكتبات التابع لجامعة فؤاد الأول. والحقيقة ان شخصية السوربوني كانت أضخم من هذه الوظائف الادارية الحكومية، ولكن لأنه كان حاداً كالسيف الباتر، فقد بقي بعيداً عن مجاله الطبيعي وهو التدريس في الجامعة. وقد توفي الدكتور السوربوني في 18 كانون الثاني يناير 1978، وكانت جنازته متواضعة لأن من يعمّر تُقفر دنياه من الأصدقاء والمعاصرين. وبعد وفاته أقام له صديقاه فتحي رضوان 1911 - 1988 وبدرالدين أبو غازي 1920 - 1983 حفلاً لتأبينه كما أنصفه تلميذه الوفي أحمد حسين الطماوي فأصدر عنه كتاباً عنوانه "صبري السوربوني - سيرة تاريخية وصورة حياة". * كاتب مصري.