توجه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أمس إلى نيويورك ليشارك في الدورة ال54 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويرافق الرئيس الجزائري، الذي سيشارك بصفته رئيساً لمنظمة الوحدة الافريقية، وفد يضم عدداً من المسؤولين، بينهم أحمد عطاف وزير الخارجية وعبداللطيف رحال ويزيد زرهوني والهاشمي جيار ومحمد بن عمر زرهوني وعبداللطيف بن اشنهو. ويتوقع ان يعقد بوتفليقة لقاء في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة، مع رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان. وكان الرئيس بوتفليقة وجه ليلة أول من أمس خطاباً إلى الأمة طلب فيه من الشعب أن ينتهز فرصة الوئام ليحولها إلى فرصة التآخي والوحدة، مؤكداً أن الانتصار النهائي يعني استتباب الأمن والسلم. وطلب منه "نبذ الكلمات الجارحة من قاموس لغته". وأعلن الرئيس الجزائري في خطابه ان "ليس في مسعى الوئام غالب ولا مغلوب". وقال: "ليس هناك ما يسوغ لنا الكلام بعد الآن عن الاصولية اليسارية". وأوضح ان "الاصولية ممنوعة من الصرف منعاً لا رجعة فيه". واعتبر دعم الطبقة السياسية لمسعاه تعزيزاً لثقته في تغيير العادات السياسية وتعميق الممارسة الرصينة للديموقراطية والتعددية. وطلب من اعضاء أجهزة أمن الدولة "التحلي برقة الحاشية وحسن المعاملة عند معالجة الملفات وتسويتها والالتزام بسلوك مسؤول في علاقاتهم مع هؤلاء وأولئك". وأوضح ان السلم المتوخى هو "نهاية كافة أشكال الارهاب وليس الارهاب المسلح". ووجه نداء إلى المسلحين للالتحاق بمسعى السلام، محذراً من ان "القانون يجري تطبيقه والأبواب مفتوحة، لكن المجتمع لا يمكنه الانتظار إلى ما لا نهاية". وقال: "إن من تماطل سيضع نفسه نهائياً في حكم الحائد عن القانون". ودعا جميع أفراد الشعب إلى تحمل مسؤولياتهم، ونبههم إلى أن المشاكل لم تنته، وان عليهم التحلي باليقظة. واعتبر ان التصويت على قانون الوئام هشم الكثير من المحظورات، وأن الشعب استرجع قسطاً كبيراً من سيادته. ورفض استعمال كلمات الاستسلام والتوبة، وطلب من الشعب "طي صفحة الماضي". واعتبرت حركة "الوفاء" التي يقودها السيد أحمد طالب الابراهيمي أمس ان نتيجة الإستفتاء تؤكد "تمسك الشعب ... بخيار السلم والمصالحة". وقالت انها تنتظر "اجراءات ملموسة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة التي تكون ثمرة حوار يجري بدون اقصاء أو تهميش بين السلطة وكافة القوى الفاعلة والمتجذّرة في المجتمع". وأصدر السيد أنور هدام من سجنه في الولاياتالمتحدة، بياناً اعتبر فيه ان نتيجة الاستفتاء تدل على رغبة الشعب "في وئام حقيقي يمكنه من تضميد جراحه وطي صفحة" الماضي. وطالب بالغاء حال الطوارئ والغاء قرار حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وعلى الصعيد الأمني، ذكرت الصحف الجزائرية ان رئيس بلدية سيدي بايزيد في منطقة جلفة 300 كلم جنوب العاصمة قتل الخميس بانفجار عبوة حملت مسؤوليتها الى اسلاميين مسلحين. وأفادت صحيفة "ليبيرتي" ان الانفجار مزق جسد طعمة بشير كليا ووجد رأسه على بعد 25 متراً عن مكان الحادث. وأضافت الصحف ان اسلاميين مسلحين قتلوا زوجين بالرصاص ليل الاربعاء - الخميس في منزلهما في واد سلامة قرب البليدة 50 كلم جنوب العاصمة. من جهة أخرى، نسبت الصحف إلى شهود أن عناصر مسلحة من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسان حطاب أقامت حاجزين مزيفين مساء الخميس الماضي في منطقة ذراع الميزان 80 كلم جنوب العاصمة في منطقة القبائل. وقالت "ليبيرتي" إن مجموعة إسلامية مسلحة ترتدي "الزي الافغاني" ابتزت المسافرين قرب ممر تيرودا.