فيسبادن المانيا - رويترز - تعثر الحزب الديموقراطي الاشتراكي بزعامة المستشار الألماني غيرهارد شرودر في الانتخابات المحلية الأولى التي يخوضها منذ الانتخابات العامة التي جرت في ايلول سبتمبر الماضي. وفقد الحزب سيطرته على المجلس الأعلى في البرلمان. وخسر الحزب الديموقراطي الاشتراكي وحزب الخضر المتحالف معه أمام المعارضة المحافظة بسبب قضية التجنيس، في الانتخابات المحلية التي جرت أول من أمس الاحد في ولاية هيسه. وسارعت المعارضة الى اعتبار الهزيمة بمثابة استفتاء شعبي على الأشهر الأربعة الأولى من حكم شرودر، خصوصاً وأنها افقدته الغالبية في المجلس الأعلى بوندسرات في بون واعطت الاتحاد الديموقراطي المسيحي القدرة على تعطيل الاصلاحات الضريبية التي تقترحها الحكومة الائتلافية. وحصل الاتحاد الديموقراطي المسيحي على 43.4 في المئة من الأصوات في هذه الولاية التي تقع في وسط البلاد وتضم العاصمة التجارية فرانكفورت، في مقابل 39.2 في المئة كان الاتحاد حصل عليها في الانتخابات السابقة. كما اظهرت النتائج الأولية حصول الحزب الديموقراطي الحر حليف الاتحاد الديموقراطي المسيحي، على 5.1 في المئة من الاصوات. ورأى محللون وسياسيون في بون ان شرودر وحلفاءه سيضطرون الى اعتماد سياسات "يمينية الاتجاه" والتضحية بمبادئ تتعلق بسياسة الخضر في الحفاظ على البيئة. كما ان الائتلاف الحكومي سيكون تحت رحمة مزايدات يفرضها زعيم الحزب الديموقراطي المسيحي وولفغانغ شوبل، ما يضطر هذا الائتلاف الى تقديم تنازلات لتمرير مشاريعه الاجتماعية. وكانت الحكومة الجديدة بذلت منذ اطاحة المستشار السابق هلموت كول وهو سلف شوبل في زعامة "الديموقراطيين المسيحيين"، جهوداً كبيرة في اعداد سياسات تناسب حزب الخضر بما في ذلك اصلاح قانون الهجرة والتخلي عن الطاقة النووية ورفع الضرائب على استهلاك الوقود والطاقة. لكن سياسة شرودر هذه، لم ترض حلفاؤه الذين يطالبون بالمزيد ولا الناخبين علماً ان شعبيته الشخصية لا تزال مرتفعة بين هؤلاء. وبدا ان الالمان يعارضون دفع مزيد من الضرائب على استهلاك الطاقة كما يعارضون منح الجنسية للمهاجرين إذ أصر هؤلاء على الاحتفاظ بجنسيتهم الأصلية.