عرض الرئيس محمد خاتمي امام مجلس الشورى خطة التنمية الاقتصادية، واشترط لتحقيق اهداف التنمية توفير اجواء بعيدة عن العنف والتوتر، على الصعيدين الداخلي والدولي. وخلال لقائه قادة "الحرس الثوري" و"البسيج" المتطوعين سعى خاتمي الى تأكيد استمرار دورهم الفاعل في كل مراحل الثورة وتحولاتها، مشدداً على أن هدف الثورة هو "ايجاد حكومة شعبية دينية لا حكومة دينية منفصلة عن الشعب او شعبية منفصلة عن الدين". وزاد ان نظام الشاه "تلاشى كالغبار على رغم قوته العسكرية الهائلة لأنه لم يكن مرتكزاً الى قاعدة شعبية". واعتبر الرئيس الايراني في كلمة امام مجلس الشورى ان التنمية السياسية وإقرار دعائم المجتمع المدني هما السبيل الأمثل والوحيد لتحقيق أي تنمية اقتصادية. واكد أن المعيار الأساسي الذي استندت اليه الحكومة هو السعي الى "مأسسة القانون"، وركز على نيتها تقديم خطة لمشروع شامل لتعديل البنية الإقتصادية للنظام الإداري الذي يعاني الترهل والفساد، معلناً العزم على انهاء احتكار الدولة قطاعات اقتصادية واسعة، بينها السكك الحديد وخدمات البريد والهاتف. وتعهد "الإستمرار في ازالة التوتر وتعزيز العلاقات المبنية على العدل على المستوى الدولي، لاسيما مع الدول الإسلامية الجارة، ودول عدم الانحياز". وتعوّل الخطة الخمسية الجديدة على الإستثمار وتبين مدى حاجة الحكومة إلى تحسين علاقاتها الخارجية، وتثبيت الاستقرار في الداخل، لذلك جاء كلام خاتمي امام قادة "الحرس الثوري" ليؤكد ضرورة تهيئة الأوضاع لتمكين البلاد من الخروج من مآزقها السياسية والإقتصادية. وخاطب قائد "الحرس" الجنرال رحيم صفوي الرئيس خاتمي قائلاً ان قواته عازمة على المساهمة في انجاح تلك الخطة الإقتصادية، لافتاً الى ان "الحرس والبسيج هم الذين صانوا الثورة ودافعوا عنها وعن أمن البلاد واستقلالها وسيبقون كذلك تحت امرة القائد" مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. وحاول الرئيس الايراني ان يطمئن قادة "الحرس" وكبار الضباط الى ان دورهم يتعاظم وركز على الدور الشعبي في الثورة قائلاً أن "القوات المسلحة، بمافيها الحرس الثوري والبسيج هي من ثمار الثورة وليس هي التي انجبتها". وفي اشارة قوية إلى أن الشعب هو الذي يحمي الثورة والنظام وليست القوات المسلحة، تابع خاتمي ان نظام الشاه "على رغم كل جبروته تلا شى كالغبار في يوم عاصف، لذلك فإن الشعب هو القوة الحقيقية المدافعة عن النظام الاسلامي". ولفت الى اهمية مراعاة التباين بين الآراء، لكنه ركز على ضرورة اتباع اسلوب الحوار الهادئ، وزاد: "التنمية السياسية التي نتحدث عنها هي من أجل المصالحة بين المبادئ الأخلاقية والثورية وبين كل فئات الشعب". وختم: "توجد حدود في كل نظام، على الجميع أن يحترمها وألا يتجاوزها، مثل المصالح الوطنية والغايات الأخلاقية الأساسية".