زار لندن اخيراً وفد اسلامي من فلسطينيي ال48 للاطلاع على النشاطات الاسلامية والعربية والفلسطينية في بريطانيا. والتقت "الحياة" رئيس الحركة الاسلامية في فلسطين 48 الشيخ ابراهيم صرصور الذي كشف وجود مفاوضات لإعادة توحيد الحركة، كما التقت رئيس القائمة العربية الموحدة النائب العربي في الكنيست عبدالمالك دهامشة الذي قال ان الحد الادنى المقبول من حقوق الشعب الفلسطيني هو "اقامة دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس" و"حق اللاجئين في العودة". قال رئيس القائمة العربية الموحدة النائب العربي في الكنيست الاسرائيلية عبدالمالك دهامشة ل"الحياة" ان عملية السلام "شأن فلسطيني، ولا نريد ان نزايد، لكننا نجمع الى ان الحد الادنى لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني يجب ان يكون اقامة دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس … نحن نريد لشعبنا هذا الحد الادنى". ودعا السلطة الى عدم الحد من حرية الرأي الآخر. وعن قضية اللاجئين قال: "للاجئين حيثما كانوا حق في العودة يرقى الى مرتبة القدسية، اما كيف يتم ذلك، فأمر خاضع للمفاوضات". واعتبر ان الفلسطينيين أحسنوا صنعاً برفض دمج المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار العسكري الاسرائيلي بمفاوضات المرحلة النهائية. ورغم انه ابدى عدم تفاؤله بأن يتم تنفيذ اتفاق شرم الشيخ بسلاسة، الا انه قال: "سيكون هناك تنفيذ ولو بعد مماطلة" بسبب ضغط الرأي العام الاسرائيلي. تفجيرا طبريا وحيفا وبالنسبة الى تفجيري طبريا وحيفا، قال ان "القيادات العربية في اسرائيل تجمع على رفض هذا الاسلوب وتشجب التفجيرات التي لا نرى لها مبرراً او فائدة لجهة النتائج السياسية او المشروع الوطني الفلسطيني". واضاف: "هل هي ظاهرة جديدة ام حدث فردي؟ هذا موضوع رهن التحقيق الآن، وتوقعاتي انه لن يتعدى افراداً لا ننكر انهم من المسلمين وينضوون تحت مظلة الحركة الاسلامية، لكن بعيداً عن مركزها". وتابع: "لا نعتقد بأن السياسة الاسرائيلية ستتغير ازاء فلسطينيي 48 رغم الانباء التي اشارت الى ان اسرائيل ستعيد النظر في هذه السياسة، ورغم دعوات المتشددين اليهود لكن حتى الآن لم يحدث تغيير". واستبعد ان يكون التفجيران من عمل جهات استخباراتية لضرب انجازات فلسطينيي ال48 وتحجيمهم، لكنه لم يستبعد ان تعمل اسرائيل على استغلال الحادثين. أزمة شهاب الدين وسألت "الحياة" الدهامشة عن قضية ارض شهاب الدين في الناصرة، فقال انها ليست ذات طابع طائفي وان المسألة خلاف سياسي بين بلدية الناصرة ولجنة الاوقاف الاسلامية. واتهم بلدية الناصرة بالعناد والتنكّر لأي حل. وقال ان القائمة الموحدة وافقت على القرار الذي اوصى به معظم لجان التحكيم، وهو اقامة جامعة على مساحة 750 متراً مربعاً وتطوير المساحة المتبقية في ارض شهاب الدين لمصلحة اهل الناصرة. وشدد على ان الارض وقف اسلامي تحوّل الى اراضي دولة على اساس انه املاك غائبين. الى ذلك كشف رئيس الحركة الاسلامية في اسرائيل الشيخ ابراهيم صرصور ل"الحياة" وجود مفاوضات من اجل اعادة توحيد الحركة، معرباً عن تفاؤله بإزالة الانقسام الذي شهدته عام 1996، لكن من دون تحديد موعد لذلك. وقال: "ليس هناك ما يمنع الوحدة سريعاً، والامر كله خاضع لاستمرار المفاوضات". واضاف ان الانشقاق "خلّف صورة بوجود جناح معتدل وآخر متطرف، والحقائق تثبت ان السياسات واحدة، وهي التي اعتمدت بمشاركة كل القيادات. كذلك لم تحدث تغييرات في استراتيجيات العمل لدى الشق الآخر. نحن نزعم ان الخلاف شخصي وانتهى بعد اختياري رئيساً للحركة. والمفاوضات بدأت مباشرة بعد اختياري". وقال ان الانقسام وضع قيادات الحركة "امام تحدٍ… فنحن دُعاة حملة وحدة الاحزاب والجهود العربية، لذلك بدأنا بالمفاوضات". وأوضح ان الحركة الاسلامية في الوسط العربي في اسرائيل تدعم العملية السلمية على خلاف غيرها من الحركات الاسلامية الفلسطينية لأنها "وقف لمخطط اسرائيلي سيفرض وجوده على الضفة لشطب الرقم الفلسطيني من ذاكرة المجتمع الدولي". ووصف موقف الحركة ب"التكيّف الفكري" مشيراً الى انه "لم يأت من فراغ فنحن نعيش داخل البلاد ونرى كيف تعمل اسرائيل… ونحن نريد انقاذ ما يمكن انقاذه". وضم الوفد الذي زار بريطانيا رئيس الادارة العامة للحركة الاسلامية في فلسطين 48 الشيخ حماد ابو دعابس ورئيس جمعية الاقصى لحماية الاوقاف والمقدسات الشيخ كامل ريان وعضو قيادة الحركة الاسلامية في مناطق ال48 والشيخ عباس زكور.