في الذكرى السابعة عشرة لاغتيال الرئيس اللبناني السابق المنتخب بشير الجميل ورفاقه، بتفجير بيت الكتائب في الاشرفية عام 1982، اقيم في الرابعة وعشر دقائق بعد ظهر امس القداس السنوي عن راحة انفسهم، في كنيسة سيدة الايقونة العجائبية في الاشرفية، بدعوة من ارملته السيدة صولانج الجميل، وفي مشاركة ممثلي رئيس الجمهورية وزير العدل جوزف شاول ورئيس المجلس النيابي النائب أنطوان حداد ورئيس الحكومة وزير البيئة أرتور نظريان. وحضر ايضاً جمع من افراد عائلة الجميل والنواب الحاليين والسابقين والشخصيات السياسية والمواطنين. وترأس الصلاة ممثل البطريرك الماروني نائبه العام المطران أنطوان نبيل عنداري الذي ألقى عظة عدد فيها مزايا الراحل، مستشهداً ببعض مواقفه الوطنية، داعياً الى "توحيد الوطن ومقوماته ولا سيما منها الحرية المسؤولة والقيم الروحية والانسانية، كي يتعافى من كبوته على اسس الطموحات الكبيرة التي حلم بها الرئيس الشهيد، وهي: احترام الانسان والحقيقة والمجتمع من اجل وطن منيع ثابت". وخلال القسم المخصّص لرفع النيات في القداس، تحدث نجل الرئيس الراحل نديم بشير الجميل، فقال بالعامية اللبنانية "يا رب اعطنا القوة كي يكبر ايماننا بك، ونبقى بمبادئ البشير متمسكين". وأضاف ان الرئيس الراحل "كان يريد هيبة الحكم من دون اخافة الناس، وقطع الفساد لا بالنية وحسب. والاكيد انه كان يرتاح الى نظافة الكف". وتابع "خونوا بشير الجميل لأنه طالب بالسلام لكل شعوب المنطقة، وتحول هذا الامر اليوم مطلباً للجميع. وكان اول من رفض توطين الفلسطينيين في لبنان. لكن ثمة اموراً كثيرة، بقيت على حالها: فلبنان ما زال غير سيد وغير حر، بسبب وجود الجيوش الاجنبية على ارضه، وكثر يعانون ضيقة معيشية، وثمة مجرمون لا يخشون الدولة، وهناك زعماء وطنيون ممنوعون من العودة الى لبنان، لأن الحرية منقوصة والضغوط قائمة". وختم "يا رب حقق حلمنا وحلم بشير، ليكون جميع الشهداء قد سقطوا من اجل ال10452 كلم2 مساحة لبنان غير منتقص منها شبر". وقوطعت كلمته غير مرة بالتصفيق، وقوبل ختامها بهتافات "نديم، بشير". وكان الرئيس السابق أمين الجميّل شارك أول من أمس في قداس في السويد أقامه حزب الكتائب للمناسبة نفسها، في حين أبرق الرئيس السابق شارل حلو الى السيدة صولانج معزياً ومعتذراً عن عدم المشاركة في القداس لأسباب صحية.